"حقوق الصحافة في مواجهة طمس الحقيقة" محور لقاء في غزة
سلطت جمعية مناصرة حقوق الإعلاميين خلال لقاء الضوء على القوانين الدولية التي تكفل حماية الإعلاميين والصحفيين في الميدان، وكذلك انتهاك حقوقهم.
رفيف اسليم
غزة ـ نظمت جمعية مناصرة حقوق الإعلاميين بالتعاون مع مؤسسة حيدر عبد الشافي أمس الاثنين 16 أيار/مايو، لقاء بعنوان "حقوق الصحافة في مواجهة طمس الحقيقة".
استضافت جمعية مناصرة حقوق الإعلاميين كل من الصحفية رانيا اللوح والمحامية فاطمة عاشور في اللقاء، لمناقشة حالات الانتهاك التي تتم من قبل "الاحتلال الإسرائيلي" والقوانين الدولية التي من المفترض أن توفر الحماية للصحفيين الفلسطينيين.
قالت منسقة المشاريع في مركز حيدر عبد الشافي براء الفار أن الجلسة جاءت في إطار تسليط الضوء على الانتهاكات التي يواجها الصحفيين/ات الفلسطينيين/ات في الميدان خاصة بعد حادثة مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على القوانين الدولية التي تكفل حمايتهم في الميدان أثناء عملية التغطية ونقل الخبر.
وأضافت براء الفار أنه من ضمن المقترحات التي خرجت بها الجلسة هي تكثيف جهود مؤسسات المجتمع المدني للضغط على المجتمع الدولي ليتم وضع وتنفيذ القوانين التي تحمي الصحفيين في وقتي السلم والحرب، والتذكير بجرائم الحرب التي يرتكبها "الاحتلال الإسرائيلي" بدم بارد ضارب بالقوانين الدولية عرض الحائط في ظل استمراره بتنفيذ تلك الانتهاكات.
وأشارت إلى أنه من المهم أن يكون الصحفي واع لحقوقه وقارئ جيد للاتفاقيات الدولية لأن ذلك سيشكل مصدر حماية في حالات الحرب أو وقوعه بالأسر.
وأكدت الصحفية رانيا اللوح أن "الإعلامين كبقية الشعب الفلسطيني لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس ضدهم العديد من الانتهاكات الجسدية والنفسية بالرغم من كفالة حمايتهم وفق القوانين المحلية والدولية خلال أدائهم عملهم"، مشيرة إلى أنه منذ عام 2000 اغتيل ما يقارب 55 صحفي من قبل قوات الاحتلال كما أسر 16 صحفي/ة.
وأضافت رانيا اللوح أن الاحتلال يتعمد الاعتداء على الصحفيين جسدياً فقد سجلت عشرات الإصابات كفقع الأعين وبتر الأيدي أو الأقدام نتيجة إصابات الميدان، لافتة إلى أنه حتى المؤسسات الإعلامية لم تسلم من بطش الاحتلال ففي العام الماضي تم قصف برجي الشروق والجلاء اللذان يضمان ما يقارب 33 مؤسسة إعلامية تضررت إثر هذا الفعل الهمجي.
وأشارت إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم القوانين والانسان بشكل عام فمن الضروري حشد الرأي العام ضده ونقل جرائمه للعالم"، مضيفة أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالتعاون مع نقابة الفلسطينيين العرب وحقوقيين عرب يعدون ملف بخصوص جرائم "الاحتلال الإسرائيلي" ضد الصحفيين الفلسطينيين لتقديمها إلى مجلس حقوق الإنسان وللبرلمان الأوربي لمحاولة وضح حد لتلك الانتهاكات.
وأوضحت المحامية فاطمة عاشور أن جلسة اليوم تهدف إلى الحديث عن حقوق الصحفيين الفلسطينيين في وقت الحروب والحماية القانونية المكفولة لهم في حال استمرار تعرضهم لانتهاكات الجيش الإسرائيلي ومحاولة وضع حد لها.
وأشارت فاطمة عاشور أنه لا ينظر للصحفيين الفلسطينيين كبقية صحفيين العالم لأنه يتم التعامل بمكيالين، لذلك على السلطة الفلسطينية رفع القضية لدى الجهات المسؤولة لديها للمطالبة بحق شيرين أبو عاقلة ومن سبقها من الصحفيين.
ونوهت فاطمة عاشور إلى أنه لا يوجد اتفاقية شاملة تحمي الصحفيين بالرغم من محاولات الصليب الاحمر لوضع اتفاقية تحمي الصحفيين إلا أن جهودها لم تثمر سوى بتوقيع 6 دول فقط.
وأشارت فاطمة عاشور إلى أن الصحفيين الفلسطينيين لا يعاملوا وفق القوانين الدولية الخاصة بالصحفيين بل وفق اتفاقية جنيف الرابعة المادة 79 الخاصة بالمدنيين بالتالي لا يستفيدوا من الخدمات التي يقدمها الصليب الأحمر في حالات الحرب كالتواصل عبر الخط الساخن مع زملائهم أو أصدقائهم أو ذويهم.
وأضافت فاطمة عاشور أن العصر الحالي يشهد مشكلة جديدة وهي حماية الصحفي الحر جسدياً وكذلك الأدوات التي يستخدمها وتوفير تعويض له في حال تعرض للأذى لحماية الحقيقة التي ينقلها الصحفي بشكل كامل، وأوصت جميع الصحفيين بتلقي تدريب السلامة المهنية وقراءة القوانين الدولية للالتزام بمهمتهم الأساسية وهي نقل الحقيقية.