همرين الحسن: خلال عام 2022 تم توثيق مقتل 19 امرأة في مخيم الهول

قالت الإدارية في مخيم الهول همرين الحسن والتي تدير أخطر مخيم في العالم، إنهم وثقوا مقتل 19 امرأة من أصل 27 جريمة قتل داخل المخيم، مشيرةً إلى أن قضية المخيم قضية عالمية ويجب إنشاء محكمة دولية وتحقيق العدل للضحايا.

سوركول شيخو

الحسكة ـ مخيم الهول هو أحد المخيمات في شمال وشرق سوريا ويقع على بعد 45 كم شرق مدينة الحسكة شمال وشرق سوريا. لكن ما يميز هذا المخيم هو أنه بمثابة قنابل موقوتة، لأن الأشخاص الذين يعيشون داخل هذا المخيم نشأوا على أيديولوجية لا تعرف سوى الذبح والظلام واستعباد النساء. حتى أن النساء اللواتي تحاولن التخلص من فكر داعش، تتعرضن لكل أنواع العنف والقتل الوحشي.

بحسب المعلومات الواردة، فإن نساء داعش المقيمات في قسم (المهاجرين) تقمن بحفر الانفاق. في الحرب ضد داعش التي خاضها مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة، رأينا كيف أن المرتزقة كانوا قد حفروا أنفاقاً لعدة كيلومترات لأجل حماية أنفسهم وتنفيذ الهجمات. إن أعمال حفر الخنادق داخل المخيم تشير إلى أن نساء داعش المهاجرات، أي اللواتي أتين من دول أخرى يحضرن للقيام ببعض الأمور.

من ناحية أخرى، يتم قتل وقطع رؤوس النساء اللواتي لم تعدن تؤمن بإيديولوجية داعش وترغبن بالتخلص منها وكسر قيود الخوف والوصول إلى جميع النساء الأخريات. ويتم العثور على جثثهن في الغالب في مجاري الصرف الصحي من قبل قوى الأمن الداخلي، كما أن العديد من الجثث التي تم إخراجها تكون مقطوعة الرأس. وليس هذا فقط، بل أن أي شخص يدخل المخيم يتم تهديده بالقتل، وفي الوقت نفسه، يهاجم أطفال داعش الجميع بالحجارة والشعارات التي تنادي ببقاء داعش وأنهم سوف يقطعون رؤوسهم. الأطفال هم أجيال المستقبل، هؤلاء الأطفال يكبرون يوماً بعد يوم والخطر يتزايد. هذا ليس مجرد كلام، لكن في الحقيقة أن من لم يزر المخيم، ولم يرى نساء وأطفال داعش، لن يعرف مستوى خطورتهم.

في الوقت نفسه، تتم عمليات فرار لنساء داعش من المخيم والوصول إلى تركيا أو الأراضي المحتلة، عبر منظمة تابعة لتركيا تسمى IHH، وهي منظمة تعمل باسم المساعدات الإنسانية من أجل تضليل الرأي العام العالمي.

يعيش في مخيم الهول حوالي 7791 عائلة (29152 شخص من اللاجئين العراقيين)، و4998 عائلة (18863 من اللاجئين السوريين)، و2416 عائلة (8109 من نساء داعش الأجنبيات)، العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعيشون داخل مخيم الهول هو 56097 شخصاً. قُتل أكثر من 150 شخصاً بينهم نساء وأطفال ورجال، منذ بناء مخيم الهول، وفقاً لإدارة المخيم.

مديرة مخيم الهول همرين الحسن تحدثت لوكالتنا حول جرائم القتل ضد النساء التي حدثت مؤخراً في المخيم.

 

"وثقنا مقتل 19 امرأة من أصل 27 جريمة قتل عام 2022"

ذكرت همرين الحسن في بداية حديثها أنهم وثقوا 27 جريمة قتل في عام 2022 "لقد وثقنا مقتل 19 امرأة من أصل 27 جريمة قتل داخل المخيم منذ بداية عام 2022. وهذا يشير إلى تزايد أعمال العنف والقتل في المخيم خاصة ضد النساء، إن الخطر يتزايد كل يوم وربما لن نتمكن يوماً ما من السيطرة عليه، وأهم سبب لعمليات القتل هذه وخاصة بالنسبة للنساء هو أنهن ترغبن في التخلص من العقلية المتطرفة لداعش، لذلك يقوم الجناح الحقيقي لداعش (الحسبة) وهو جيشهم، بقتل هؤلاء النساء ويرسل رسالة للجميع بأن هذا سيكون مصيرهم فيما لو اختاروا طريقاً آخر".

 

"لأنها مشكلة عالمية يجب على الدول المعنية التدخل"

ونوهت همرين الحسن إلى أن "مخيم الهول ليس مثل أي مخيم آخر، حيث يكبر أطفال ونساء داعش ويزدادون خطورة يوماً بعد يوم. الهول إشارة إلى أن عقلية داعش المتطرفة وخطورتها سوف تتزايد. خاصة أن الدول المعنية لا تعيد مواطنيها الدواعش. لذلك فإن هذه مشكلة عالمية ويجب على الدول المعنية التدخل لحلها، لأن هذه المشكلة تتفاقم يوما ًبعد يوم".

 

"العاملات اللواتي تسعين إلى توعية نساء داعش تتعرض للهجمات"

وأشارت همرين الحسن إلى أن العاملات في مجال الخدمات الإنسانية والتواصل تصبحن هدفاً لهجمات نساء داعش، "هناك نساء عاملات في مجال حقوق الإنسان في المخيم، تقمن على خدمة نساء داعش وأطفالهن من أجل الحد من أيديولوجية داعش وإبعادهن عن الأفكار المتطرفة والعودة إلى واقعهن، ولكنهن تصبحن أهدافاً لنساء داعش. تواصل نساء داعش نشر عقليتهم المظلمة وفكرهن المتطرف. داعش لا تقبل أي فكر آخر من الخارج، خاصة داخل المخيم الذي يضم آلاف العائلات. لذلك فإن جميع الأشخاص الذين ينوون التخلص من استعباد داعش يصبحون هدفاً لهم".

 

"إما أن تستلموا مواطنيكم أو تشكلوا محكمة دولية"

وقالت همرين الحسن إن تواجد نساء ومرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا مشكلة عالمية، وأنهت حديثها بالقول "مشكلة نساء ومرتزقة داعش ليست مشكلة تخصنا فقط بل تخص العالم أجمع. لذلك يجب على الدول التي لا تقبل استلام مواطنيها وتنسى وتتجاهل هذه القضية أن تتحمل مسؤولياتها وتتخذ خطوات ملموسة لحل هذه القضية. أو يجب إنشاء محكمة دولية هنا لتحقيق العدالة للضحايا".