غزة... مؤتمر نسوي من أجل النهوض الحقيقي بواقع النساء
تسعى جمعية مراكز البرامج النسائية بالشراكة مع الائتلاف النسوي في فلسطين إلى النهوض بواقع النساء المهمشات والمعنفات، وتقديم كافة خدمات الدعم المالي والمعنوي.
نغم كراجة
غزة ـ دعا مؤتمر نسوي من أجل النهوض الحقيقي بواقع النساء إلى ضرورة توحيد الجهود وتكثيف المبادرات من أجل مساندة أكبر عدد ممكن من النساء المعنفات والمهمشات، وتوفير حملات توعوية لتعريفهن بحقوقهن.
نظمت أمس الخميس 24 تشرين الثاني/نوفمبر، جمعية مراكز البرامج النسائية مؤتمراً نسوياً تخلله احتفالاً تتويجاً لأنشطة وخدمات المؤسسات النسوية ضمن ائتلاف يضم سبع مؤسسات فلسطينية نسوية في كافة المناطق بهدف تسليط الضوء على قضايا النساء وتحدياتهن، ومناقشة مشكلاتهن واحتياجاتهن بمشاركة المئات من النساء وبدعم من كافة وكالة الغوث الدولية.
وقالت مديرة التمكين النسائي سماح غياص "مركز البرامج النسائية كباقي المؤسسات النسوية أخذ على عاتقه مناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة وتوحيد الجهود من أجل نصرة قضيتها وإنصافها، ونحن اليوم بصدد حدثٍ كبير بمشاركة سبع مؤسسات نسوية في كافة أرجاء المناطق الفلسطينية" لافتةً إلى أن جميع المراكز النسائية أعدت برامجها الاستراتيجية التي تتضمن أنشطة وفعاليات على مدار ١٦ يوماً.
وأضافت أن الأنشطة هذا العام متنوعة وإقليمية، وستتضمن حلقات إذاعية للجمهور، وبوسترات ورسم على الجداريات مجموعة من الرسومات التي تعبر عن قضايا المرأة العربية والفلسطينية، كما وجهت رسالة للمرأة "كل التقدير للنساء الصامدات والمعنفات، كنَّ قويات من أجل خلق بيئة آمنة خالية من العنف".
ومن جانبها قالت مسؤولة المراكز النسوية اعتدال الفرع "جميع المراكز النسوية تقوم على خدمة المرأة اجتماعياً واقتصادياً كما تهتم بجميع قضايا المرأة وما تعانيه من عنف مجتمعي حيث تقوم الوحدات القانونية بالدعم والتمكين للفئات الهشة من النساء، وتقديم كافة أشكال المساعدة والحماية لهن خاصة أوقات الطوارئ والأزمات".
وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يعقد سنوياً ويحمل في طياته العديد من الأنشطة والخدمات التي تساعد النساء في الوصول إلى خدمات متعددة القطاعات وتأمينهن على الصعيد الشخصي والمجتمعي من أجل الوصول إلى الأمن والاستقرار وذلك من خلال طرح قضاياهن عبر الحيز العام والمجتمعات الدولية لإنهاء العنف ضدهن والارتقاء بهن.
وأوضحت أن ثلث النساء تتعرضن للعنف والتهميش وتزداد النسبة وقت الحروب والأزمات وقد تزامنت نسبة الارتفاع مع انتشار جائحة كورونا، وبالاستناد إلى أبحاث دولية وتقارير عالمية اتضح أن امرأة واحدة تتعرض للعنف من أصل ثلاث نساء مما دفع ذلك إلى تسليط الضوء على حقوقهن، مؤكدةً على إنه "لا زالت الفتيات أكثر عرضة للخطر خاصةً للتحرش الجنسي، والزواج المبكر والقسري والحرمان من التعليم".
بينما قالت مديرة البرامج النسائية نوال فياض "نجتمع كل عام بحضور جميع المراكز والمؤسسات النسائية من أجل إطلاق خدمات وتسهيلات للنساء اللواتي تتعرضن للعنف والناجيات منه كذلك تستهدف هذه الفعاليات ضحايا الوضع الاقتصادي السيء ومريضات السرطان في المناطق المهمشة، ونحاول بقدر الإمكان الوصول لكافة النساء في المجتمعات بالشراكة مع المؤسسات النسوية والائتلافات الحقوقية".
وأشارت إلى أن النهوض الحقيقي للمعنفات والمهمشات يتحقق عند توحيد الجهود وتكثيف المبادرات والحملات التي تهدف إلى انتشالها من بيئة الاضطهاد والعنف وصولاً إلى محطة التوعية والتطور، موضحةً إن "جميع نساء العالم تستحقن أن تعشن في بيئة آمنة وسليمة وتعززن دورهن ومكانتهن دون قيود وشروط، خاصة المرأة الفلسطينية التي لازالت مبدعة رغم كل المعيقات والانتهاكات التي تواجهها".
وأضافت نوال قنونة إحدى المشاركات "نحاول من خلال عملنا تعزيز المشاركة السياسية للنساء في مواقع صنع القرار، والاتفاقيات الدولية وإعادة دمج ذوات الاحتياجات الخاصة في المجتمع، كذلك نسعى إلى تنمية وتطوير قدرات النساء من خلال برامج التمكين الاقتصادي وإنشاء المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى تنفيذ سلسلة من الورش التوعوية والتثقيفية والصحية للتوعية بحقوقهن ومستحقاتهن".
وأكدت أن هذا الحضور دليل قاطع على اهتمام الغالبية بقضايا المرأة ومناصرتها، "معاً ويداً بيد لمحاربة كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات، وحماية المرأة على وجه العموم قرار".