دعوات لتنظيم احتجاجات حاشدة... وعائلة مهسا أميني ترفض تقرير الطب الشرعي

على الرغم من الأجواء الأمنية المكثفة في مختلف مدن إيران وشرق كردستان، وتزايد موجة الاعتقالات، تستمر احتجاجات الشعب الإيراني بترديد شعار "Jin jiyan azadî".

مركز الأخبار ـ تستمر احتجاجات الشعب الإيراني التي دخلت شهرها الثاني، بدعوات لتنظيم احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء العالم، وإضرابات في مختلف القطاعات، كما رفض محامي وعائلة مهسا أميني تقرير الطب الشرعي الذي أدعى بأن سبب وفاتها يعود لوضعها الصحي وليس بسبب تلقيها "ضربات".

رفض محامي عائلة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني تقرير الطب الشرعي الذي أفاد بأن وفاتها بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق تعود لوضعها الصحي وليس بسبب تلقيها "ضربات". واقترح فريق الدفاع أن يختار القضاء الإيراني أطباء أعصاب وجراحة أعصاب، وقلب، ومتخصصين في الطب النفسي "من أصل لائحة من عشر أطباء ترشحهم عائلة أميني".

وقال المحامون أنهم "لا يقبلون رأي منظمة الطب الشرعي، حيث لم يتمكنوا من الاطلاع على ملف القضية الرئيسي". وأضاف "إن أقوال ضباط دورية الأخلاق الأربعة لم تذكر في الملف، ونريد أن نطلع على فيديو الكاميرا وقت اعتقال مهسا".

حيث قالت هيئة الطب الشرعي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إن وفاة مهسا أميني سببها تداعيات حالة مرضية قديمة وليس "ضربات" على أعضاء حيوية. وكان والد مهسا أميني قد أكد في 19 أيلول/سبتمبر أن صحة ابنته كانت "مثالية".

وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أن معتقلي الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران، يتعرضون للتعذيب بشتى الطرق بعد اعتقالهم، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية.

وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم "احتمال تعذيب وقتل المعتقلين، الذين يتعرضون أحياناً للاختفاء القسري، أمر خطير للغاية، والتحرك الفوري للمجتمع ضروري للغاية في هذا الوضع"، مشيراً إلى أن بعض المعتقلين محتجزون في معتقلات غير رسمية لا تخضع لأي رقابة.

وبحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية فإن المعتقلين في المعتقلات الرسمية أيضاً يتم وضعهم في غرف ذات كثافة أعلى بكثير من سعتها، وبدون مرافق صحية.

ووفقاً للمنظمة تم احتجاز أكثر من 100 امرأة في القاعة الرياضية بسجن ورامين في قرتشك في ظروف سيئة للغاية وغير صحية لأكثر من 12 يوماً على التوالي، في حين تم توفير ثلاث دورات مياه، وثلاثة حمامات فقط في هذه القاعة، وفيها أيضاً كاميرات مراقبة.

وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أنه وفقاً للتقديرات، تم اعتقال آلاف من الأشخاص في إيران، من بينهم ما لا يقل عن 38 صحافياً و170 طالباً و16 محامياً وأكثر من 580 ناشطاً مدنياً، بمن فيهم نشطاء نقابات المعلمين ونشطاء عماليين.

وبحسب مسؤولين رسميين، خلال الاحتجاجات الشعبية بعد مقتل مهسا أميني على يد دورية إرشاد، تم اعتقال آلاف المتظاهرين، كما تم اعتقال عدد كبير من النشطاء السياسيين والمدنيين والفنانين والرياضيين في منازلهم من خلال مداهمات عناصر الأمن.

 

اعتقال عشرات الطالبات من ثانوية بيان بمهاباد

وأعلن المجلس التنسيقي للمنظمات الثقافية الإيرانية، عن اعتقال 29 طالبة من مدرسة بيان الثانوية من قبل قوات الأمن عقب احتجاج طالبات مدرسة "بيان" الثانوية بمحافظة أورمية.

وقام مدير مدرسة "بيان" الثانوية الأهلية للبنات، سلطان سيسي، بالاتصال بقوات الأمن بعد احتجاج الطالبات في ساحة المدرسة، وإغلاق باب المدرسة وحبس الطالبات، ومنعهن من الخروج من المدرسة حتى وصول القوات الأمنية وتسليم 29 طالبةً إلى القوات الأمنية.

 

دعوات للتظاهر

وطالب شباب أحياء طهران بنشر بيانهم رقم 13 بمناسبة اليوم الأربعين لوفاة مهسا أميني، تحت شعار "جينا هي كلمة سرنا"، مشيرين إلى أن أكثر من شهر مضى على احتجاجات الشعب في جميع أنحاء البلاد في الشوارع وطالب الشعب الايراني باستذكار يوم "استشهاد جينا أميني" باسم "جينا وكل شهداء طريق الحرية" سيخرجون الى الشوارع يوم السبت 22 تشرين الأول/أكتوبر، والأربعاء 26 من الشهر نفسه.

وجاء في نص البيان أن "المزيد من الشجاعة والوحدة ضرورية للاستمرار، والتواجد في الشوارع والإضرابات والشعارات والهتافات الليلية، وأبواق السيارات المستمرة ستبقي هذه الثورة حية".

وأضاف "شباب أحياء طهران يقدّرون الإضرابات النفطية والصناعات البتروكيماوية والغاز، وكذلك الطلاب الذين يواصلون الاحتجاجات رغم القمع الشديد، ففي الوقت الذي ندعم فيه حملة "طرد سفراء ومرتزقة النظام من أوكار الفساد والإرهاب في جميع البلدان، نشجع أبناء وطننا في الخارج على مواصلة دعم الانتفاضة ضد النظام الإيراني".

واستضافت كندا أمس الخميس 20 تشرين الأول/أكتوبر، اجتماع ضم وزيرة الخارجة الكندية ميلاني جولي مع 14 من نظرائها للحديث حول مقتل مهسا أميني، ووضع المرأة في إيران وقمع الاحتجاجات الشعبية في هذا البلد.

وكتبت ميلاني جولي "أنا وزملائي نجتمع لإرسال رسالة واضحة إلى نظام جمهورية إيران الإسلامية. يجب على هذا النظام إنهاء جميع أشكال العنف، وخاصة العدوان الوحشي ضد المرأة الإيرانية".

وشددت على أن "حكومة أوتاوا ستواصل الوقوف إلى جانب الإيرانيين الشجعان الذين يناضلون من أجل حقوق الإنسان، النضال من أجل المرأة هو النضال من أجل حقوق الإنسان".

كما ستستضيف كندا في الـ 28 من الشهر ذاته اجتماع لوزيرات خارجية العالم لبحث قمع هذه الاحتجاجات.

وأعلن سائقو الشاحنات أنهم سينضمون إلى إضراب اليوم الجمعة 21، تلبيةً للدعوات الصادرة في هذا الصدد، كما أعلن المعلمون أنهم سيضربون ويعتصمون يومي 23 و24 من الشهر نفسه.

وتأتي هذه الدعوات فيما يستمر إضراب الصناعات البتروكيماوية، وقصب السكر، والصلب، وصناعة الأنابيب، في المدن الإيرانية.

كما أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين دعوة للإضراب احتجاجاً على "قتل واعتقال تلاميذ إيران الأعزاء".

وأعلن المجلس عن الاعتصام يومي "الأحد والاثنين" وكتب في إعلانه "نحن المعلمين سنذهب للمدارس في هذين اليومين، لكننا سنمتنع عن حضور الفصول الدراسية".

كما أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الحداد العام يوم الخميس، والجمعة، والسبت، تكريماً لضحايا الاحتجاجات وخاصة التلاميذ والمراهقين الذين قتلوا.