بذريعة استفزازهن للشعب... طالبان تمنع الصحفيات من الظهور في وسائل الإعلام
منعت حركة طالبان ومن خلال إصدار أوامر جديدة في ولاية غور وسط البلاد، الصحفيات من الظهور في وسائل الإعلام، بذريعة أن أصواتهن تستفز الشعب.
بهاران لهيب
غور ـ "كنساء أفغانستان لمسنا الوجه الحقيقي للأصوليين" بهذه الكلمات أكدت نفسية نور إحدى الصحفيات في ولاية غور، أنهن كأفغانيات ستكن قدوة لنضال وتضامن النساء في البلدان الأخرى حتى تتمكن من تأمين مستقبل أفضل لهن.
تصدر حركة طالبان كل يوم أوامر ضد النساء الأفغانيات، حيث أنها أصدرت مرسوم جديد ينص على عدم السماح للصحفيات في ولاية الغور وسط البلاد، بالظهور في وسائل الإعلام، بسبب استفزازهن للشعب.
وتسخر النساء من هذا النوع من الأوامر وتؤكدن أن "أفكار طالبان تعتبر المرأة مجرد وسيلة للشهوة وإن مثل هذه الأوامر في عصر التكنولوجيا ليست إلا سخرية من نفسها لا غير".
ولكن لا بد من القول، إن حكم طالبان وإصدار مثل هذه القوانين التي تهدف إلى إقصاء المرأة عن المجتمع، يدفع أفغانستان إلى الوراء، ولأن السكان خاصة النساء عاشوا عشر سنوات من حكم الجهاديين وطالبان، وخلال تلك الفترة كان كل همهم وأولويتهم هو لباس المرأة وتعليمها وعملها ووجودها في المجتمع، وفي السنوات العشرين الماضية، ترافقت هذه الأوضاع مع ضربات الأفكار الأصولية والأبوية، إلى جانب الحكومة الفاسدة والمتلاعبة.
وفي السنوات الثلاث الماضية، كانت جميع النساء ضحايا مباشرين لحكم طالبان الكاره للنساء والذي يعود إلى القرون الوسطى، ولم يسلم الصحفيون من هذا الوضع ولا تسمح حركة طالبان من خلال اصدار المراسيم، بنشر الصور في العديد من المقاطعات كما منعت أنشطة وسائل الإعلام المصورة.
وبناءً على المرسوم الجديد الذي أصدرته طالبان بشأن الصحفيات في ولاية غور، قالت نفيسة نور إحدى الصحفيات في الولاية "حتى الآن لا أستطيع أن أصدق أن مثل هؤلاء الحكام يقررون مصيرنا نحن النساء حسب أذواقهم"، مؤكدةً أنهن "كنساء أفغانستان لمسنا الوجه الحقيقي للأصوليين، بما في ذلك طالبان والجهاديين وداعش والقاعدة، ونرى كيف يحاولون تنفيذ المطالب السياسية للحكومات التدخلية، ويصدرون الأوامر وإجبارنا على الإقامة الجبرية".
وتساءلت "هل كانت ظروف المرأة أفضل خلال الفترة الأولى من حكم طالبان؟ لا لقد تم حرمان جميع النساء، ومن ضمنهم أنا، من التعليم، لقد تم تسليمنا إلى المجتمع بأفكار أبوية، وقد احتضنت الحكومة الفاسدة على مدى السنوات العشرين الماضية طالبان والجهاديين، وجعلتهم يحكموننا"، مشيرةً إلى أنهن كأفغانيات يجب أن "نتحد ونكون قدوة لنضال وتضامن النساء في البلدان الأخرى، ونعمل على الإطاحة بحركة طالبان، وإلا فلن تكون أيامنا أفضل من هذا".