أوكرانيا... مجلس الأمن يبحث تزايد خطر استغلال وسوء معاملة النساء والفتيات خلال الحرب
أكد المشاركين في جلسة عقدها مجلس الأمن لبحث تزايد خطر استغلال وسوء معاملة النساء والفتيات خلال الحرب الروسية الأوكرانية
مركز الأخبار ـ أكد المشاركين في جلسة عقدها مجلس الأمن لبحث تزايد خطر استغلال وسوء معاملة النساء والفتيات خلال الحرب الروسية الأوكرانية، على أهمية أن النساء طرف مهم في صنع السلام وتحقيق الأمن في أوكرانيا، داعين إلى مواصلة استخدام كل المنصات لتحقيق السلام.
في أعقاب صدور تقارير عن الاغتصاب والعنف الجنسي، وشهادات حية على أوضاع النساء والأطفال في أوكرانيا والدول المهاجرة، عقد مجلس الأمن أمس الإثنين 11 نيسان/أبريل، جلسة حول ما يجري في أوكرانيا، مع التركيز على تأثير الحرب على النساء والفتيات، وكيفية حماية صحة وكرامة المرأة خلال الفترة العصيبة التي تخلقها النزاعات.
اعتمد مجلس الأمن خلال الجلسة التي عقدها بناءً على دعوة من السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس – غرينفيلد، على أجندة "صون السلام والأمن في أوكرانيا".
واستهلت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث، إحاطتها بالتأكيد على التضامن مع النساء في أوكرانيا، ودعت إلى وقف الحرب "الآن"، مشيرةً إلى أن النساء الشابات اللواتي تركن منازلهن ليلاً وانفصلن عن أسرهن، تعانين من "الصدمة" والخوف الدائم على المستقبل.
وفيما يتعلق بالحوادث المتعلقة بالاغتصاب والعنف الجنسي، أوضحت المسؤولة الأممية أنها مزاعم يجب التحقيق فيها بشكل منفصل لضمان الإنصاف والمساءلة، لافتةً إلى أن الكثير من النساء الشابات واليافعات غير المصحوبات معرضات للخطر على وجه الخصوص، داعيةً جميع الدول إلى زيادة جهودها لمحاربة الاتجار، مشددةً على ضرورة أن تكون الاستجابة التي تراعي الفوارق بين الجنسين والتي تركز على الناجين، في صميم الأعمال الإنسانية.
وبعد عودة سيما بحوث من زيارتها لمولدوفا، أوضحت أن البلاد فتحت حدودها أمام النازحات من أوكرانيا إثر الحرب الدائرة فيها، مشيرةً إلى أن عدد الأوكرانيين الوافدين إلى مولدوفا حتى أمس الاثنين 11 نيسان/أبريل، يقدر بـ 95 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.
وشددت على أنه رغم الفظائع تواصل النساء خدمة وقيادة مجتمعاتهن ودعم النازحين داخلياً، لافتةً إلى أن النساء تشكلن 80% من جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية في أوكرانيا، وقد اختار الكثير منهن عدم النزوح، "لم تتوقف المنظمات النسائية داخل أوكرانيا عن العمل، وتعديل عملها لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان الذين تخدمهم. تفعل النساء ذلك على حساب حياتهن".
ودعت سيما بحوث مجلس الأمن إلى مواصلة استخدام كل المنصات من أجل تحقيق السلام، مشددةً على أهمية أن تكون المرأة جزءاً من الحل، وحثت مجلس الأمن على ضمان المشاركة ذات المغزى للنساء والفتيات في جميع العمليات المتعلقة بصنع القرار والسلام والدبلوماسية والعمل الإنساني".
وقد تبنى مجلس الأمن 10 قرارات تدعو إلى مشاركة ذات مغزى للنساء في أي قرارات أو مفاوضات متعلقة بالسلم والأمن، ولكن على الرغم من ذلك تغيب النساء عن أي جهود للتفاوض.
الوضع داخل أوكرانيا... مخلفات الحرب تثير القلق
بعد عودة مدير برامج الطوارئ في اليونيسف مانويل فونتين من مهمة في أوكرانيا، أوضح أنه من بين 3.2 مليون طفل الذين ظلوا في ديارهم قد لا يتوفر لحوالي نصفهم ما يكفي من الطعام، كما أن الهجمات على البنية التحتية لشبكات المياه والكهرباء تركت ما يقدر بـ 1.4 مليون شخص دون القدرة على الوصول إلى المياه في أوكرانيا، كما أن حوالي 4.6 مليون لديهم وصول محدود.
واعتباراً من 10 نيسان/أبريل، تحققت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من مقتل 142 طفلاً وإصابة 229 بجراح وقد تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير.
ولفت فونتين الانتباه إلى أنه حتى المدارس لم تسلم من الهجوم، مشيراً إلى أن المئات من المدارس والمرافق التعليمية تعرضت للهجمات أو استخدمت لأغراض عسكرية وغيرها تحولت إلى ملاجئ للمدنيين، موضحاً أن إغلاق المدارس يؤثر على تعليم مستقبل حوالي 5.7 مليون طفل بعمر المدرسة و1.5 مليون طالب في التعليم العالي.
وأوضح أنه في غضون ستة أسابيع فقط، أصبح ثلثا جميع أطفال أوكرانيا في عداد النازحين، وأجبروا على ترك منازلهم ومدارسهم وفي أغلب الأحيان أفراد أسرهم.
وأعرب فونتين عن قلقه الخاص بشأن مخلفات الحرب وخاصة المتفجرات التي تعرض حياة الأطفال لخطر الوفاة أو الإصابة الشديدة، "نحن نراقب بعناية صحة وحقوق وكرامة النساء والفتيات، مع تزايد خطر الاستغلال وسوء المعاملة".
تقارير عن اغتصاب الفتيات والنساء
من جانبه أوضحت مديرة منظمة "لا سترادا" الأوكرانية والناشطة في مجال حقوق الإنسان كاتارينا تشيريباخا، في كلمتها الافتراضية، أن النساء والأطفال يشكلون الأغلبية الساحقة من النازحين داخلياً واللاجئين الذين فروا من منازلهم لإنقاذ حياتهم، ولكنهم أصبحوا عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال، مشيرةً إلى أن النساء العاملات في الإدارات المحلية معرضات لخطر الاختطاف والتعذيب والقتل.
وأكدت على أن "النساء طرف مهم في صنع السلام وتحقيق الأمن في أوكرانيا ومساهماتهن خلال الحرب هائلة"، لكنهن يصبحن هدفاً للمحتل كونهن ناشطات سلام وصحفيات ومتطوعات على حد تعبيرها.
وتطرقت إلى تقارير كُشف النقاب عنها عن تعرض النساء والفتيات للعنف الجنسي والاغتصاب خلال الحرب. لافتةً إلى أنه حتى الآن "هناك تسع حالات من الاغتصاب على يد الجيش الروسي في البلدات والقرى المحتلة مؤقتاً، مع معاناة 12 امرأة وفتاة".
الولايات المتحدة: النساء هن اللواتي سيخرجن بأوكرانيا من هذه الكارثة
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد، "عندما كنت في مولدوفا ورومانيا، رأيت بأم عيني بعض الخسائر البشرية في حرب روسيا الوحشية. التقيتُ بعدد قليل من الـ 11.6 مليون شخص الذين نزحوا من منازلهم"، مشيرةً إلى أنهم يشكلون أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وشددت على أن النساء هن اللواتي سيخرجن بأوكرانيا من هذه الكارثة الإنسانية، "يجب أن تشارك النساء بشكل مستمر وهادف كمشاركات وقائدات نشطات في تأمين سلام مستدام طويل الأمد".
من جانبه، قال مندوب ألبانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريد خوجة، أن جرائم لا توصف ارتكبت في أوكرانيا، "يعاني الجميع في أوكرانيا، لكن الوضع مدمر بشكل خاص بالنسبة للنساء والأطفال. هذا هو سبب دعوتنا لهذا الاجتماع".
وأشار إلى أن مئات الآلاف من النساء أجبرن على الفرار من منازلهن، لافتاً إلى أنه بحسب التقارير تم ترحيل حوالي 121 ألف طفل أوكراني قسراً إلى روسيا.
بينما أكد اللورد طارق أحمد (من ويمبلدون) أن القوات الروسية غافلة عن أبسط المبادئ الأساسية لاتفاقيات جنيف ألا وهي التمييز بين المدنيين والمقاتلين، مشيراً إلى أن الأدلة المتزايدة على جرائم الحرب في أوكرانيا تجبر المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهد للوقوف إلى جانب أوكرانيا، ومع أولئك الذين واجهوا مثل هذا العنف الذي لا يوصف.