استنكار نسوي لقانون سلب حضانة الأطفال من الأمهات مع رغبة برلمانية بتمريره

حالة من الغضب النسوي تطغى على الشارع العراقي بعد القراءة الأولى لتغيير قانون الأحوال الشخصية ٥٧ المرقم بـ ١٨٨ لعام ١٩٥٩، حيث أن التغيير ينص على سحب الحضانة من الأم بعد بلوغ الطفل عمر السابعة

غفران الراضي 
بغدادـ ، وسحب الحضانة فوراً بعد زواجها حتى وأن لم يبلغ السابعة، لم يكتف القانون بذلك بل أعطى حضانة الطفل للجد بدل الأم بعد وفاة الأب. 
يعتبر هذا القانون منافي للدستور العراقي الذي يرفص التمييز العنصري على أساس الجنس، وفي نفس الوقت امرار هذا الفانون يعني خروج العراق من جميع المعاهدات التي تخص المرأة والطفل ومنها اتفاقية سيداو التي صادق عليها العراق عام 1986. 
وكان للمنظمات والناشطات العراقيات ضغط إعلامي رافض لتغيير القانون، كما ونظمت الأمهات المطلقات والناشطات وقفات ومظاهرات احتجاجية أمس الاثنين 5تموز/يوليو، في بغداد بساحة النسور. 
شهد عدنان واحدة من النساء اللواتي شاركن في الوقفة الاحتجاجية ضد تغيير القانون، ورفعن شعارات تنادي بأنصاف المرأة المطلقة. 
تقول أن سبب طلاقها وهي أم لطفلة تبلغ من العمر ٣ سنوات، هو العنف المستمر عليها وعلى طفلتها بسبب تعاطي زوجها الكحول، كما أنه يقوم بأعمال منافية للآداب، وتضيف "التعنيف المستمر جعلني لا أطيق العيش مع رجل أكاد أموت على يديه كل يوم، كما أن تصرفاته الغير سوية تجعلني لا أشعر بالأمان معه".
وتجد شهد عدنان أن المرأة مظلومة في المجتمع خاصة المطلقة والأرملة وبدلاً من محاولة انصافها من خلال القانون يتم الانتقام منها بقانون أقل ما يقال عنه أن غير إنساني. 
وعن سحب حضانة الطفل من الأم أن تزوجت قالت "هل من المعقول أن يتزوج الرجل بعد الطلاق ويعيش حياته وتمنع المرأة من الزواج بعد الانفصال وتبقى ٧ سنوات تربي وتتعب ثم تقدم الطفل للأب بهذه الطريقة الظالمة"، مضيفةً "المطلقة والأرملة في مجتمعنا ممنوعة حتى من الخروج من البيت أو العمل أو نصرة قضيتها، الكثير من النساء حتى وأن وصلن لعمر الـ ٣٠ والـ ٥٠ عاماً، لا يستطعن اتخاذ قرار مصيري في حياتهن بسبب سطوة رجال العائلة على قراراتهن".  
بينما تجد صابرين ياس وهي مطلقة وأم لطفل لم يبلغ الرابعة من عمره، أن أغلب الآباء غير مؤهلين لتربية الأطفال وأن شخصية الرجل العراقي اتكالية فكيف له أن يعتني بطفل وهو غير قادر على الاعتناء بنفسه، كما تقول. 
وأضافت "مررت بفترة عصيبة خلال زواجي وكانت المشكلة الأكبر هو ما أتعرض له من تعنيف مستمر وتهديد بالقتل بسبب حالته النفسية، لننفصل بعدها بعد أن هددني بقتلي وقتل طفلي، فكيف أقدم له ابني بيدي من خلال فقرة قانونية ظالمة".
ورفضت الناشطة آلاء الياسري استغلال قانون الأحوال الشخصية لمكاسب انتخابية، وأكدت على أهمية إنصاف المرأة بقولها "المجتمع الذي لا يحمي حقوق المرأة هو مجتمع آيل للسقوط وهذه دعوة مني كامرأة وأم قبل كل شيء احذروا غضب النساء فالظلم وصل لدرجة لا تحتمل". 
وأضافت آلاء الياسري بخصوص سحب الحضانة من الأم بعد وفاة الأب لتكون للجد "هذه الفقرة هي كارثة حيث يسعى من خلالها أقارب الأب لاستغلال أبناء الشهداء للحصول على مكاسب مادية من تعويضات الحكومة ثم كيف لطفل فقد أباه أن يحرم من أمه؟!" 
كما وتضمنت الوقفة الاحتجاجية حضور عدد من الشباب وتم قراءة بيان باسم شبكة الناشطات العراقيات والذي تضمن تعريف بالمادة وخطورتها على تفكك المجتمع وانتهاك حقوق المرأة والطفل. 
وشبكة الناشطات العراقيات هي جمعية نسائية غير حكومية تأسست في بغداد في 20كانون الثاني/يناير 2004 وتضم 7 جمعيات مستقلة، وتهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في عملية تحقيق الديمقراطية والسلم الاجتماعي والسيادة الوطنية.