استعدادات نساء المناطق المُحررة للاحتفال بيوم المرأة العالمي

قفزات نوعية قطعتها المرأة خلال نضالها المُستميت من أجل تحقيق الحرية والمساواة، وترسيخ العدالة الاجتماعية على مدى قرونٍ من الزمن، واستعداداً لاستقبال اليوم العالمي للمرأة

عبير العلي
الرقةـ تتحضر إدارة المرأة للقيام بسلسلة من الفعاليات.
المؤسسات النسائية الناشطة في شمال وشرق سوريا تولي اهتماماً كبير في كل ما يعني المرأة، وبخاصة احتفالات الثامن من آذار/مارس. حيث تخطت المرأة في هذه المناطق الكثير من الصعوبات والحواجز التي فرضتها الذهنية الذكورية والمجتمعية والأنظمة الاستبدادية بقفزات نوعية من خلال نضال حر، إيماناً منها أن المرأة هي الحاضنة للحياة والطليعية في بناء مجتمع ديمقراطي حر.  
الإدارية في إدارة المرأة بمدينة الرقة اعتماد الأحمد، وخلال لقاء مع وكالتنا وكالة أنباء المرأة أكدت على أهمية الثامن من آذار/مارس والذي يعد تتويجاً لنضال النساء، وقالت إن المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا "استطاعت وبخطوات ثابتة ومتطورة وبكل إصرار وقوة الانخراط في جميع مجالات الحياة الاقتصادية، السياسية، العسكرية، الثقافية والمُشاركة في الرئاسة المشتركة التي أصبحت نموذجاً لكل نساء العالم، واستطاعت من خلال المشروع الديمقراطي تحقيق إنجازات هامة وأصبحت طليعية في قيادة الثورة والمجتمع".
في عام 1908خرجت الآلاف من النساء إلى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية للاحتجاج في على الظروف اللاإنسانية التي كنَّ يجبرنَّ على العمل في ظلها، لكن مسيرتهنَّ السلمية تعرضت للقمع. وجاء الاحتفال بالثامن من آذار/مارس كيوم عالمي للمرأة تخليداً لهؤلاء النساء وتأكيداً على الاستمرار.
وأشارت اعتماد الأحمد إلى أن منسقيات المرأة في مكاتب المرأة بالرقة، الطبقة، منبج، ودير الزور ناقشنَّ خلال اجتماعهنَّ سلسلة الفعاليات التي سيقُمنَّ بها بحلول الثامن من آذار/مارس.
وتحتفل النساء في المناطق المُحررة في شمال وشرق سوريا باليوم العالمي للمرأة بطقوس مُميزة، وبطابع يُمثل هويتهنَّ في المجتمع، بعد سنوات من التهميش وسياسات القمع والتعسف بحقهنَّ "منذ اليوم الأول من آذار/مارس ستبدأ النساء سلسلة الفعاليات والبرامج بلونهنَّ وثقافتهنَّ للتعبير عن تراثهنَّ وتلاحمهنَّ، من خلال ارتداء الزي الفلكلوري الخاص بكل مكون".
وعن برنامج حملة الثامن من أذار/مارس الذي أعلنت عنه المنظمات النسوية في شمال وشرق سوريا الثلاثاء 23 شباط/فبراير قالت "تشمل الفعاليات نصب خيمة تراثية في الريف الغربي للمدينة، وتنظيم محاضرات مع عرض فيلم وثائقي من قبل مكتب المرأة في لجنة التربية والتعليم في الرقة، إضافة إلى تعليق لافتات من قبل مكتب المرأة في بلدية الشعب، وزراعة الأشجار وتوزيع بروشورات وغيرها العديد من النشاطات". 
كما ستكون هناك مشاريع اقتصادية لدعم المرأة وهي "افتتاح روضة ومركز للجنة اقتصاد المرأة ومشغل خياطة ومعمل منظفات".
وحول تَميز هذا الاحتفال عن الأعوام السابقة قالت "سيكون الاحتفال مركزياً وسيُقام في وسط مدينة الرقة ليضم نساء من أربع مناطق مُحررة وهي منبج، الرقة، الطبقة، دير الزور".
وجاءت فكرة اليوم العالمي للمرأة من قبل الناشطة النسوية كلارا زيتكن خلال المؤتمر الدولي الثاني للمرأة في عام 1910. استذكاراً للعاملات اللواتي فقدنَّ حياتهنَّ خلال حريق معمل النسيج في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1857. واعتمدته الأمم المتحدة في السادس عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1977.