آرين ميركان حولت جسدها إلى قنبلة من نار

أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل شهداء بمقاطعة الفرات سارة خليل التي شهدت على 134 يوماً من مقاومة كوباني، إن الشهيدة آرين ميركان قادت الحرب بإرادتها وروحها وجسدها.

برجم جودي

كوباني ـ يصادف الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الذكرى التاسعة لاستشهاد القيادية في وحدات حماية المرأة آرين ميركان، التي تعد واحدة من أكثر النساء تأثيراً في مقاومة كوباني، والتي حولت جسدها إلى قنبلة من نار ضد الهجمات.

آرين ميركان واسمها الحقيقي ديلارا كينج، ولدت عام 1992 في قرية ميركان التابعة لناحية موباتا في مقاطعة عفرين. آرين ميركان التي سميت على اسم مقاتلة في حركة حرية كردستان، نشأت على نفس المبادئ والثقافة والمعرفة.

وفي عام 2007، بعد أن تعرفت على واقع المرأة والشعب الكردي، توجهت إلى النضال من أجل الحرية، وبشغف وحماس كبير طورت كل صفات القيادة في شخصيتها ووعيها، وانضمت إلى ثورة المرأة في روج آفا وشاركت في تأسيس وحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان/أبريل 2013 ولعبت دورها كقيادية في تنظيم وتطوير المقاتلات.

وكانت ثورة روج آفا بمثابة نهضة جديدة للشعب الكردي وشعوب المنطقة، تعرضت لهجمات المرتزقة بشكل مستمر. وكانت داعش من أخطر المجموعات التي هاجمت المنطقة، خاصة بعد أن هاجمت مدينة كوباني من ثلاث جبهات في 15 أيلول/سبتمبر 2014. وارتكبت خلال هجومها إبادة ونهب وتدمير. لكنها رغم ذلك واجهت مقاومة غير مسبوقة من قبل المقاتلين بقيادة النساء.

وظنت داعش أنها ستحتل المدينة وستأخذ النساء كغنائم، لكنها لم تعلم أنها ستواجه مقاومة من النساء، لذلك استخدمت كل قوتها لشن هجوم عنيف على تلة مشته نور في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر والتي كانت واحدة من أكثر الأماكن استراتيجية في الحرب. المجموعة التي كانت تقاتل تحت قيادة آرين ميركان عرفت مدى أهمية هذه التلة، لذلك أبدوا مقاومة كبيرة. آرين ميركان التي تولت مسؤولية جبهة مشته نور والمحاربين الذين كانوا معها نفذت عملية فدائية بشجاعة وإقدام كبيرين.

ومن خلال تطوير أساليب العمليات الفدائية التي استخدمتها العديد من النساء الكرديات كآرين ميركان ومن قبلها ريفان كوباني ضد الاحتلال والفاشية والخيانة، فإن مقاومة كوباني ضمنت النصر الذي أُعلن في 26 كانون الثاني/يناير 2015.

وقالت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل شهداء مقاطعة الفرات سارة خليل، التي شهدت كامل مرحلة المقاومة التي استمرت 134 يوماً "الحرب التي شهدتها كوباني كانت خطيرة في كل أيامها، لكن بشكل خاص في تشرين الأول 2014 كانت صعبة لدرجة أن مستوى المقاومة دخل أيضاً مرحلة جديدة. وعلى وجه الخصوص، فإن العمليتين الفدائيتين اللتين قام بهما الشهيدتين ريفان كوباني وأرين ميركان غيرتا مصيرنا جميعاً".

وأكدت "كنساء مدنيات كنا نستمد الكثير من المثابرة والتصميم من النساء اللواتي شاركن في مقاومة كوباني وأظهرن قيادتهن وقوتهن وإرادتهن في كل المجالات، وتمكن من عكس أفكار وآراء المجتمع المتخلفة".

وأوضحت أن وحدات حماية المرأة كسرت قوة الناتو "إن ثورة روج آفا التي أُعلنت كثورة المرأة، توجت بمقاومة المرأة وانتصارها ضد ظلام داعش. في الواقع إن الدولة التركية هي القوة الثانية في حلف شمال الأطلسي الناتو التي تدعم داعش وتساندهم. لذلك عملياً هزمت المرأة الكردية الدولة التركية في كوباني وشمال وشرق سوريا"، لافتةً إلى أن النصر الذي تحقق في كوباني يعتمد على إرث نضال مئات النساء الكرديات اللواتي تقاتلن في جبال كردستان منذ سنوات. لذلك النساء اللواتي قاتلن ضد داعش كان لديهن خبرة وإرث كبير لدرجة أنه قبلهن مقاتلين مثل زيلان وبيريتان وسما وبيريفان، وغيرهن كن قد ضحين بحياتهن. ولهذا السبب فإن ذلك النضال الذي تجلى في شخص آرين ميركان وريفانا كوباني ومئات القادة والمقاتلين الآخرين برز ولمع أيضاً في مقاومة كوباني.

وعن العملية الفدائية التي نفذتها آرين ميركان قالت "نفذت الشهيدة آرين ميركان عمليتها الفدائية على تلة مشته نور، ولتلك التلة معنى وأهمية مختلفة بالنسبة لنا كأهالي كوباني، لأننا رغم كل ضغوطات النظام البعثي، أشعلنا نار نوروز فوق التلة لسنوات وكانت من أقدس الأماكن بالنسبة لنا، وأصبحت أكثر قدسية بعملية آرين ميركان".

وأضافت "عندما تلقينا نبأ تنفيذ الرفيقة آرين ميركان عملية فدائية، شعرنا بحزن شديد ومن ناحية أخرى كنا محاطين بمشاعر جعلتنا نعلم أن عملها الجاد وتضحيتها يجب أن يتكلل بالنصر. ولهذا السبب استمد جميع المقاتلين والمقاومين الذين كانوا على الخطوط الأمامية وفي جبهات الحرب في ذلك الوقت قوة من آرين ميركان لدرجة أنهم دافعوا عن كوباني شبراً شبراً وعلقوا علم النصر على مشته نور".