أمينة محمد: تعليم الفتيات ينبغي أن يكون أمر مفروغاً منه في أفغانستان

أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أن تعليم الفتيات في أفغانستان يجب أن يكون الشرط الأساسي قبل أن يتم الاعتراف الدولي بسلطة الأمر الواقع في البلاد

مركز الأخبار ـ .
خلال حلقة نقاش حول دعم مستقبل تعليم الفتيات الأفغانيات عقدت على هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكدت نائبة الأمين العام أمينة محمد أن المساعدة الدولية لأفغانستان يمكن أن تكون مشروطة بتعليم النساء والفتيات، مشيرةً إلى أن القضية "لا تزال في صلب المناقشات الجارية مع سلطات الأمر الواقع".
وأضافت "هذا هو المكان الذي يجب أن يكون لدينا فيه تصميم، هذا الاعتراف يأتي مع قدرتك على أن تكون جزءاً من عائلة عالمية، هذا يخضع لمجموعة معينة من القيم والحقوق التي يجب الالتزام بها، والتعليم في الصدارة خاصة بالنسبة للفتيات والنساء".
وحثت النائبة المجتمع الدولي على الاستفادة من خبرة المرأة الأفغانية ودعمها في منع تراجع عقدين من المكاسب في تعليم النساء، "يمكنكن أن تطمأنن إلى أننا سنواصل إعلاء أصواتكن وجعل وجوب حصول الفتيات على التعليم شرطاً أساسياً قبل الاعتراف بأي حكومة تأتي".
وكانت كابتن فريق الروبوتات للفتيات الأفغانيات سمية فاروقي والتي غادرت البلاد عقب سيطرة طالبان عليها، من بين المشاركات في حلقة النقاش وقالت "التعليم كل شيء، نشأ جيلي على حلم تحقيق أشياء عظيمة لبلدنا من خلال متابعة التعليم، سيكسب العالم كل شيء بالوقوف معنا".
وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة هنريتا فور إن "التعليم حق واستثمار في مستقبل أي بلد، وقد بدأ الفتيان والفتيات في العديد من المقاطعات بالعودة إلى المدارس، لكننا لا نرى عودة للفتيات إلى المدارس الثانوية"، وأضافت "هذه لحظة مهمة حقيقية بالنسبة لسلطات الأمر الواقع للتفكير بها في كل منطقة وفي كل قرية ريفية".
كما شاركت في الحلقة رسولة الأمم المتحدة والحائزة على جائزة نوبل للسلام الباكستانية ملالا يوسفزي المعروفة بالفتاة التي نجت من حادثة الاغتيال التي نفذتها طالبان بعد أن قامت بحملة لتعليم الفتيات في باكستان، وأعربت عن قلقها من "عودة الأعمال الوحشية التي ستستهدف النساء وكذلك التطرف والإرهاب"، كما حثت المجتمع الدولي على ضمان احترام حقوق المرأة.
وقالت "لا يمكننا تقديم تنازلات بشأن حماية حقوق المرأة وحماية الكرامة الإنسانية، هذا التزام قطعته الأمم المتحدة على نفسها، وهي موجودة هناك للعمل من أجل حماية كرامة الإنسان"، وأضافت "لذا فقد حان الوقت الذي نتمسك فيه بهذا الالتزام ونضمن حماية حقوقهن في الحكومة، وأحد هذه الحقوق المهمة هو الحق في التعليم".
كما شاركت في النقاش المرأة الأولى التي شغلت منصب نائب رئيس في البرلمان الأفغاني فوزية كوفي وكانت أول فتاة في عائلتها ترتاد المدرسة، وقالت "داخل طالبان قد يكون هناك أفراد لديهم تفسير مختلف للمبادئ الإسلامية أو حتى تفسير عصامي، لا يمكن أن يصبح جزءاً من سياسة الحكومة"، وتابعت "عندما كانوا يقاتلون ربما كانت سياسة مختلفة، لكن عندما يكونون في الحكومة عليهم الاستماع إلى شعب أفغانستان".
ويذكر أن طالبان استولت على السلطة في آب/أغسطس الماضي، حيث أكدت على عودة الفتيان والمعلمين إلى المدارس ولم تتطرق إلى عودة الفتيات والمعلمات، كما فرضت الفصل بين الجنسين في المدارس، وقامت بإلغاء وزارة شؤون المرأة واستبدالها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعروفة سابقاً بقوانينها المتشددة التي قد تصل أحياناً للجلد والرجم.