عام رابع من الانتهاكات توثقه منظمة حقوق الإنسان في عفرين

وثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين- سوريا انتهاكات الاحتلال التركي بكافة أشكالها وما رافقها من أضرار على جميع الأصعدة في حياة أهالي عفرين المحتلة على مدار عام 2021، وعليه أصدرت اليوم 30 كانون الأول/ديسمبر بياناً للرأي العام

الشهباء - وثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين- سوريا انتهاكات الاحتلال التركي بكافة أشكالها وما رافقها من أضرار على جميع الأصعدة في حياة أهالي عفرين المحتلة على مدار عام 2021، وعليه أصدرت اليوم 30 كانون الأول/ديسمبر  بياناً للرأي العام. 
أشار البيان لذكرى احتلال مقاطعة عفرين بالقول "احتلت تركيا ومسلحي الفصائل السورية التابعة لها في 18/3/2018 منطقة عفرين، بعد استخدامها كافة أنواع الأسلحة الجوية والبرية والمحرمة دولياً وبتواطؤ إقليمي ودولي".
وتابع البيان "منذ اليوم الأول من احتلال الدولة التركية لمنطقة عفرين، تصدرت الانتهاكات ضد المدنيين وبشكل خاص الكرد منهم المشهد، حيث تمارس أعمال لا أخلاقية وغير قانونية بحق المتبقين فيها بمختلف مكوناتهم. في ظل العدوان التركي على منطقة عفرين، نزح مئات الالاف من أهالي عفرين الأصليين من ديارهم قسراً".
 
تغيير ديموغرافي 
وذكر البيان إحصائيات المهجرين من عفرين "بحسب الاحصائيات تم نزوح أكثر من (300) ألف مدني منذ يوم /18/ اذار 2018 وحتى الآن من عفرين، والنزوح القسري مازال مستمراً حتى الآن تحت ضغط الاحتلال التركي والفصائل المسلحة السورية الموالية له، وذلك لتوطين عائلات من المستقدمين من كافة مناطق النزاع في سوريا وخاصة عوائل المسلحين الذين رفضوا عمليات التسوية مع الدولة السورية والاستمرار في عملية التغيير الديمغرافي في منطقة عفرين".
ونوه البيان للتغير الديمغرافي الذي تفرضه الدولة التركية على مقاطعة عفرين على وجه الخصوص من بين المناطق السورية المحتلة "باتت نسبة الكرد في عفرين الآن لا تتجاوز الربع أي أقل من 25% في كبرى عمليات التغيير الديمغرافي التي شهدتها سوريا منذ بداية الأزمة في 2011 بناءً على توافق بين الدولة التركية وبعض القوى الإقليمية والدولية".  
 
عمليات التتريك وتغيير هوية المدينة
وأضاف البيان "كما يسعى الاحتلال التركي منذ أربعة أعوام لتغيير هوية عفرين ومعالمها وصبغها بالهوية التركية عبر تغيير أسماء الشوارع والميادين والمرافق العامة والمستشفيات ورفع العلم التركي فوق المدارس والمرافق العامة ومنها تغيير اسم دوار نوروز إلى صلاح الدين وفيما بعد تمت إزالته بالكامل".
وأكمل البيان حول عمليات التتريك "رافق تغيير أسماء الأماكن الاستراتيجية والكردية إلى أسماء عثمانية وضع العلم التركي وصور أردوغان في كل مكان وعلى لوحات الدلالة في كل قرية وناحية ومركز المدينة، فضلاً عن تعليم اللغة التركية في المدارس ووضع العلم التركي على ألبسة التلاميذ إلى جانب ذلك كتب اسم مشفى آفرين باللغة التركية، بعدما كان مكتوباً باللغتين الكردية والعربية، ناهيك عن تغيير اللوحات التعريفية للمحلات والشوارع وكتابتها بالتركية فقط، تزامناً مع ذلك عبث الاحتلال التركي بالأماكن المقدسة ودمر المزارات الدينية للإيزيديين في القرى الايزيدية".
وشدد البيان على أنه "استكمالاً لعملية التغيير الديمغرافي، أرغم الاحتلال التركي الأهالي على اصدار هويات تعريفية تركية للمدنيين السوريين ضمن الأراضي السورية التي احتلها، لعل أكثر الممارسات التي قام بها الاحتلال التركي ومسلحوه بحق أهالي عفرين الباقين فيها، هي زيادة عمليات الخطف والقتل وأغلبها كانت بغاية طلب الفدية المالية ولدوافع انتقامية حيث باتت عفرين أشبه بمعتقل كبير على غرار (غوانتانامو) لا يسود فيه سوى شريعة الغاب". 
وأكد البيان أنه على مدار أربعة سنوات من الاحتلال التركي لعفرين تم اختطاف أكثر من (8061) مدني، ومصير أكثر من ثلثهم ما يزال مجهولاً وتم إطلاق سراح المئات منهم مقابل دفع فديات مالية "تعرض المدنيين الكرد للاختطاف المتكرر بغية طلب الفدية المالية أصبحت تجارة مربحة للمسلحين". 
 
انتهاكات الاحتلال التركي بحق النساء
وعن وضع النساء في عفرين المحتلة أشار البيان إلى أن "منظمة حقوق الإنسان وثقت (84) حالة قتل منها 6 حالات انتحار من النساء و(70) حالة اعتداء جنسي، ناهيك عن الاعتداءات التي تتعرض لها النساء بشكل يومي في العلن".
بحسب منظمة حقوق الإنسان فأنه قتل أكثر من (655) مدنياً منهم (498) قتلوا نتيجة القصف التركي والفصائل المرتزقة التابعة له و(90) قتلوا تحت التعذيب كما تم توثيق أكثر من (696) جريحاً نتيجة القصف التركي والمرتزقة ومنهم حوالي (303) أطفال مصابين بجروح و(213) من النساء تعرضن للجروح والاصابات، وأما حوادث الألغام والمفخخات(217) حالة.
 
استهداف البيئة وسرقة ممتلكات المدنيين
وأشار البيان إلى الانتهاكات بحق الطبيعة حيث "قطع ما يزيد عن (333900) شجرة زيتون وأشجار حراجية أخرى وذلك للاتجار بحطبها، وحرق أكثر من (12) ألف شجرة زيتون وأشجار حراجية متنوعة، وحرق ما يزيد عن ثلث المساحة المخصصة للزراعة والتي تقدر بأكثر من (11) ألف هكتار منذ احتلاله لعفرين وحتى الآن والاستيلاء على الالاف من منازل المدنيين المهجرين قسراً وتحويل العشرات منها الى سجون ومعتقلات ومقرات تابعة لعناصر الفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي والمتاجرة بها بيعاً وشراءً". 
ونوه البيان إلى أن الاحتلال التركي "دمر أغلب الأماكن والمواقع الأثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو خلال الهجمات على عفرين، مثل معبد عين دارا، النبي هوري، كهف الدودرية، قبر مار مارون وغيرها العديد من المواقع الاثرية، وبحسب ما أكدته مديرية آثار عفرين فإنه يوجد في منطقة عفرين حوالي (75) تل أثري، وأن الاحتلال التركي ومسلحوه قاموا بحفر معظم التلال وتنقيبها بحثاً عن الآثار واللقى الأثرية".
حيث وثقت مديرية الآثار في عفرين لتخريب وتدمير أكثر من (59) موقع وتل أثري ومستودع وأكثر من (28) مزار ديني لمختلف المذاهب والأديان بالإضافة الى تجريف العديد من المقابر وتحويل احداها الى سوق للماشية، إلى جانب ذلك فكك الاحتلال التركي السكة الحديدية الممتدة من ميدان اكبس بناحية راجو والمارة من كفر جنة وقطمه بناحية شرا، وبيعها الى تجار من اعزاز.
 
استهداف النساء خلال 2021
وشدد البيان على أنه "على مدار 2021 قتل (51) شخص بينهم (14) إناث و(13) طفل، اختطاف (716) شخص بينهم (82) امرأة و(25) قاصر، تدمير وسرقة (17) موقع أثري، قطع أكثر من (23500) شجرة واقتلاع وحرق الالاف من الأشجار الحراجية والمثمرة وحرق مساحات واسعة من الأراضي بهدف الاستيلاء على المزيد من الأراضي والغابات الحراجية بغية بناء مستوطنات فيها، بناء أكثر من (30) مستوطنة أبرزها (مستوطنة كويت الرحمة والقرية الشامية وقرية بسمة وكان دعم هذه المستوطنات عن طريق جمعيات تركية وقطرية وكويتية (جمعية البيان القطرية-التركية وجمعية العيش بكرامة فلسطين 48 وجمعية الاحسان الخيرية، الاستيلاء على أكثر من (160) منزل وبيع أكثر من (75) منزل وعشرات المحلات التجارية".
 
مطالب بإنهاء الوضع المزري في عفرين
وناشدت منظمة حقوق الإنسان في ختام البيان المنظمات الدولية لإنهاء الاحتلال وعودة المهجرين "نطالب المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية وعلى راسها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان واليونيسف واليونيسكو للقيام بواجبها الأخلاقي والإنساني والقانوني حيال ما يجري في منطقة عفرين والضغط على الحكومة التركية لوقف اعتداءاتها بحق كافة المواطنين السوريين عامة وعفرين خاصة وإجبارها لسحب كافة قواتها من الأراضي السورية والسماح للمهجرين بالعودة الى ديارهم".
كما طالب البيان بالسماح للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بالدخول إلى عفرين "ندعو المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الاعلام للدخول إلى عفرين لتوثيق انتهاكات وجرائم الاحتلال التركي والفصائل الموالية له ونقل الصورة الواقعية والحقيقة بالأجمع كما وندعو لمحاسبة كل من تورط في ارتكاب جرائم وانتهاكات في منطقة عفرين وباقي المناطق السورية المحتلة واحالتهم الى محكمة الجنايات الدولية كون هذه الجرائم ترتقي الى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية وفقاً لاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان الاصليين بعد وصولهم لقراهم وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب التركية إبان غزوها واحتلالها لمنطقة عفرين اثر عملية ما تسمى بغصن الزيتون في شهر كانون الثاني 2018".