الترافع من أجل الديمقراطية والحقوق الإنسانية محور ورشة تفاعلية
بهدف مناهضة التمييز ضد النساء، وتعزيز قدرات الترافع من أجل التغيير، نظّمت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب بمراكش ورشات تفاعلية استهدفت نشطاء المجتمع المدني من مختلف المدن المغربية، ركّزت على موضوع الديمقراطية في ارتباطها بالمواطنة، وحقوق الإنسان.

رجاء خيرات
المغرب ـ تعد القضية النسائية من أبرز القضايا الإنسانية، إذ أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالديمقراطية وتحقيق المساواة، ويعتبر دعم الحقوق الإنسانية للنساء جزءاً لا يتجزأ من القيم الديمقراطية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الادعاء بالإيمان بالديمقراطية دون الاعتراف بحقوق النساء.
نظّمت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب أمس الجمعة 20 حزيران/يونيو، ورشات تفاعلية بمدينة مراكش لفائدة الناشطين وناشطات المجتمع المدني القادمين من مختلف المدن المغربية، وتمحورت هذه الورش حول موضوع الديمقراطية، في ارتباطها بقضايا محورية مثل المواطنة الكاملة، وحقوق الإنسان، ومناهضة جميع أشكال التمييز ضد النساء، بالإضافة إلى تعزيز قدرات المشاركين والمشاركات في مجالات الترافع والدفاع عن التغيير الإيجابي.
وبحسب المنظمين فإن هذه الورشة التي تعتبر آخر محطة ضمن سلسلة من الورشات التفاعلية التي انطلقت منذ شباط/فبراير الماضي، تهدف إلى تقوية القدرات الذاتية في التيسير برسم الحملات التراجعية والرقمية من أجل النهوض بالحقوق الإنسانية للنساء.
لا حقوق بدون ديمقراطية
وعلى هامش الورشة قالت منسقة برامج تقوية القدرات بالجمعية الديمقراطية لنساء المغرب بفرع الرباط أسماء أبو الفرج، إن هذه الورشة التفاعلية تدخل في إطار البرنامج العام الذي تعمل عليه الجمعية منذ 25 عاماً بالشراكة مع منظمة التعلم النسائي، وبالتالي فقد تقرر خلال العام الجاري تنظيم مجموعة من الورشات مع مختلف الشركاء من جميع أنحاء المغرب.
وأشارت إلى أن الشركاء المستفيدين من هذا البرنامج تتعدد مشاربهم وتخصصاتهم، حيث هناك فنانون وفنانات وحقوقيون وحقوقيات وصحفيون وصحفيات، والطلبة الباحثون وغيرهم اللذين قدموا من مختلف مناطق المغرب لتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال.
وأوضحت أن الورشة لا تعتمد على المقاربة التعلمية لكنها تتوخى خلق فضاء لتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الناشطين والناشطات المستفيدين من الورشة، كنوع من المقاربة التشاركية الدامجة "رغم أن الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب قضت أربعين عاماً في الترافع من أجل الحقوق الإنسانية للنساء، إلا أن ذلك لا يمنع من أن الميسرين والميسرات داخلها في حاجة للاستفادة من خبرات المشاركات في الورشات التي يتم تنظيمها في المحاور سالفة الذكر".
كما أشارت إلى أن المحور الأساسي للورشة والورشات التي سبقتها ضمن البرنامج العام هو الديمقراطية، والذي شكل غيابها أهم الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشاكل سواء، داخل الأسر أو المجتمع بشكل عام، مؤكدةً أن الديمقراطية هي أساس حقوق الإنسان ولا يمكن أن تخالفها بأي شكل من الأشكال "هذه الورشات تشكل مناسبة للحديث عن حقوق الإنسان والحقوق الإنسانية للنساء والتمييز ضدهن، وكذلك هناك محور مهم وهو الترافع"، مبينة أهمية انخراط الشباب في الترافع الرقمي "لاحظنا أنه بعد سنوات من الترافع من أجل هذه القضايا، هناك حاجة لبلوغ حوار بين الأجيال من أجل الحد من الصراع القائم بينها، وبالتالي فإن فلسفة هذه الورشات تتسم بكونها أفقية وشاملة ودامجة ثم تشاركية".
كونية حقوق الإنسان
وبدورها قالت عضوة جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي للمغرب سمية عبد اللوي علوي وهي مستفيدة من برنامج انطلق منذ شباط/فبراير الماضي؛ أن الورشة شكلت بالنسبة لها مناسبة لتعزيز معارفها حول الديمقراطية وعلاقتها بحقوق الإنسان خصوصاً حقوق النساء والمواطنة الكاملة، حيث تعد هذه الأخيرة محوراً تعمل عليه في برنامج شبابي لجمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي.
وأكدت على أن مشاركتها في الورشة ستمكنها من نقل المعارف والخبرات التي ستكتسبها لتتقاسمها مع الناشطين والناشطات اللذين يعملون في قضايا ذات الصلة بموضوع الورشة، لافتةً إلى أن الورشات مكنتها من التعرف على حقوق الإنسان باعتبارها حقوقاً كونية ولا يمكن فصلها عن بعض، حيث الحقوق لا تتجزأ، فضلاً عن الترابط فيما بينها.
وبينت أن الورشات السابقة مكنتهم من التعرف على مصطلح التمييز، خاصة التمييز ضد النساء باعتبارهن نصف المجتمع "وقفنا على تعرضهن لمختلف أشكال التمييز سواءً داخل الأسرة أو المدرسة أو عبر وسائل الإعلام، وبالتالي فهذا التمييز يؤدي إلى الإقصاء، بما فيه الإقصاء من فرص العمل ومن التمكين الاقتصادي والسياسي وغيره، وذلك من خلال عرض تجارب شخصية من حياتنا، وكل ذلك من خلال عملنا الميداني".
وكآخر محطة من سلسة الورشات، قالت سمية عبد اللوي علوي "نحن الآن في آخر مرحلة من التدريب، حيث سنقوم بالتدرب على كيفية تسيير الورشات، حتى نتمكن مستقبلاً من تنظيم ورشات مماثلة وتأطيرها لفائدة شابات وشباب المناطق التي ننحدر منها، وذلك للرفع من مستوى التوعية والترافع حول قضايا الديمقراطية وعلاقتها بحقوق الإنسان وحقوق النساء وثقافة المساواة بين الجنسين".
وحول أهمية الورشة ودورها في تأطير الشابات والشباب من الناشطين والناشطات في مختلف المجالات ذات الصلة بالديمقراطية وحقوق النساء والتمييز ضد النساء وكذلك الترافع من أجل التغيير، أكدت عضوة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب مريم مدجاوي، أنها مناسبة لتأطير الشباب من فاعلات وفاعلين جاؤوا من مختلف المدن المغربية من أجل التعرف على هذه المحاور وأهمية الترافع بشأنها، قصد تقاسم الخبرات والتجارب التي سوف يحملونها إلى مناطقهم ونقلها إلى فاعلات أخريات للتوعية بها.
وتتواصل أعمال الورشة التفاعلية إلى غاية يوم غد الأحد 22 حزيران/يونيو، تتناول محاورها كيفية إرساء قواعد ثقافة الديمقراطية وتعزيز قدرات المتدربات والمتدربين في الترافع من أجل التغيير، عبر تحقيق مجموعة من الأهداف من بينها التمكين من تقنيات ومبادئ التيسير وتعميق القدرات المعرفية في قانون الأسرة وتطوير الحجاج من أجل الترافع الفعال، ثم تقوية تقنيات الترافع الرقمي.