الطفل وحمايته من المحتوى الرقمي... محور ندوة حوارية في الجزائر

وضعت جمعية حورية للمرأة في الجزائر، 16 توصية موجهة لصناع القرار من أجل تعزيز أمن وسلامة الأطفال، أهمها تعزيز الوعي الرقمي من أجل استعمال آمن للفضاء الرقمي لدى الأطفال.

الجزائر ـ المحتوى الرقمي قد يكون سلاحاً ذا حدين بالنسبة للأطفال، فبينما يفتح لهم أبواباً واسعة للتعلم والترفيه، إلا أن له مخاطر حقيقية إذا لم يُراقب ويُوجَّه بشكل سليم، منها لأضرار العصبية والدماغية والنفسية والإدمان الرقمي إلى جانب المخاطر الجسدية.

وفقاً لتوصيات ندوة "القيم الأسرية الأساسية في ظل التغيرات الحديثة" التي نظمتها جمعية حورية للمرأة في الجزائر، يجبُ اعتماد قانون خاص يُعنى بحماية الطفل من المحتوى الرقمي غير المناسب مع إلزام المنصات الرقمية باعتماد خوازرميات فعالة لحماية الأطفال القصر داخل الجزائر مقابل تفعيل دور سلطة الضبط السمعي البصري في مُراقبة المحتوى الرقمي الموجه للأطفال.

وقد أصبح الفضاء الرقمي في الجزائر يُمثل تهديدا خطيراً للأطفال، ويتجسدُ هذا في الانتهاك الرقمي الذي تتعرض له بياناتهم على وجه الخُصوص لا سيما في ظل عدم القدرة على السيطرة على هذا العالم خاصة من طرف أولياء الأمور.

ففي كانون الأول/يناير الماضي، استحدثت الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطُفولة خلية وطنية لليقظة لحماية الأطفال من الاستغلال عبر تكنولوجيات المعلومات والاتصال، أسندت لها مهام الكشف عن انتهاكات حقوق الطفل والتدخل في الوقت المناسب، وتتكون الخلية من مختصين من الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة وممثلين عن الأسلاك الأمنية وخبراء في مجال التكنولوجيات الحديثة.

وأوضحت الهيئة أن هذه الخلية، التي ستنشط 24 ساعة يومياً، ستعطي مجالاً أوسع للتدخل في الوقت المناسب في كل ما يمس فئة الأطفال عبر تكنولوجيات الإعلام والاتصال من أجل ضمان حماية فعالة.

وتطرقت توصيات الندوة أيضاً إلى ضرورة تعزيز برامج التأهيل الأسري كإحدى آليات حماية الطفولة مع تدعيم المنظومة القانونية بما يكفلُ حماية شاملة ومتكاملة للطفل، مُقابل إجراء إصلاح جذري لبرامج المنظومة التربوية يكون محوره بناء جيل قادر على النهوض بالمجتمع.

وسلطت الندوة الضوء على ضرورة توفير بيئة آمنة لتمكين الأطفال من فضاء اجتماعي آمن يلبّي احتياجاتهم النفسية والاجتماعي مع تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وعلى رأسها المدرسة، باعتبارها المحطة الأساسية لبناء الفرد السوي.

وشدد المشاركون والمشاركات في ندوة "القيم الأسرية الأساسية في ظل التغيرات الحديثة" على ضرورة التركيز على السنوات السبع الأولى من عمر الطفل في غرس القيم النفسية، عبر اللعب، والقصص، والمواقف التربوية الهادفة مع إعطاء الأولوية لتنشئة الطفل على القيم، دون اختزال التربية في التحصيل الدراسي فقط.

وتتجلى باقي التوصيات في احترام الخصوصيات النفسية ومراحل النمو لدى الطفل عند غرس القيم وقد تم التأكيد في الأخير على أهمية توسيع دائرة نشر هذه الطروحات، وإيصالها إلى كافة شرائح المجتمع.