"المرأة تاريخ حافل" ندوة تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في العالم العربي

بمناسبة يوم المرأة العالمي نظمت الشبكة النسائية العربية لزيت الزيتون ندوة رقمية، تحت عنوان "المرأة تاريخ حافل" سلطت فيها الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في العالم العربي ولا سيما العاملات في قطاع الزيتون.

 سوزان أبو سعيد

بيروت ـ عقدت الشبكة النسائية العربية لزيت الزيتون بمناسبة يوم المرأة العالمي، ندوة رقمية عبر تقنية الزوم تحت عنوان "المرأة تاريخ حافل" جمعت أكثر من 35 ناشطة وعضوة في الشبكة، تم خلالها التطرق لدور المرأة الأساسي في هذا القطاع والقطاعات المختلفة، والتحديات التي تواجهها.

بمشاركة ناشطات وعضوات من سوريا ولبنان وتونس وفلسطين والأردن والسعودية، عقدت الشبكة النسائية العربية لزيت الزيتون ندوة رقمية عبر تقنية الزوم تحت عنوان "المرأة تاريخ حافل" بيوم المرأة العالمي.

وافتتحتها رئيسة الشبكة الأردنية لزيت الزيتون المهندسة نهاية المحيسن، وقالت "نلتقيكم في هذا الشهر شهر الربيع والمرأة والأم والكرامة والنضال وتحت شعار "المرأة تاريخ حافل" نحتفي معاً بالسنة الرابعة لإطلاق شبكتنا النسائية العربية لزيت الزيتون، والتي تم إنشاءها لجمع النساء العربيات المعنيات بزيت الزيتون بكافة مجالاته، ولنشر ثقافة زيت الزيتون البكر الممتاز، كغذاء ودواء ونشر الثقافة الغذائية".

وأضافت "في كل يوم وعام نفتخر بكل امرأة سعت وكافحت لرعاية أسرتها ودعم وتطوير مجتمعها في جميع المجالات، نسعى هذا العام للوصول إلى جميع النساء في العالم العربي والعالم حتى لو فرقتنا الحدود السياسية".

من جانبها قالت المهندسة ضحى العابد من فلسطين "حولت المرأة العربية الكادحة والمناضلة لغة الضعف إلى قوة، والسكوت إلى ثورة، والفشل إلى نجاح ليفتخر بها التاريخ، والمرأة الزيتونية لها دور أساسي في تحقيق تطلعات مجتمعنا، وما سطرته من نجاحات وإصرار ونضال، لتكون هذه الشبكة عنوان الإنتاج والتنمية والاستدامة".

وفي مداخلة لها قالت الدكتورة أماني  بسيوني من مصر "نحتفل اليوم كشبكة نسائية عربية، بلغة الضاد وهي اللغة المعترف بها في المجلس الدولي للزيتون، حيث لم تلعب المرأة دور المربية فحسب على الرغم من أنه دور عظيم، بل حكمت النساء في مصر القديمة، مثل حتشبسوت وكليوباترا وشجرة الدر في العصر الإسلامي، وخضن المعارك وأنشأن الإمبراطوريات وقدن الجيوش، وكذلك حررن بلادهن من الاستعمار مثل هدى شعراوي وصفية زغلول، وكن ضمن القيادات التعليمية في المدارس والجامعات، ووصلن إلى القيادات الأمنية في الجيش والشرطة، وتعمل المرأة إلى جانب الرجل حيث تحرث وتحصد وتزرع".

وأضافت "كما قدمت عضوات الشبكة نموذجاً نفتخر به للمرأة في قطاع الزيتون خلال سنوات قليلة، وخير دليل اعتراف المجلس العالمي للزيتون كأكبر منظمة في العالم بدور المرأة في التثقيف والتوعية والإنتاج في مجال الزيتون وزيته".

أما ممثلة الشبكة النسائية السورية لزيت الزيتون المهندسة ربى المعلم فقد قالت في مداخلتها "ليست  محض صدفة أن تكون ذات دور بارز، ففي أحشائها يخلق الإنسان، وأثبتت أنها خير مثال في الصمود والكفاح والتحدي".

وأردفت "لم تكن المرأة السورية في الظل، بل اعتادت أن تتشارك الحياة مع الرجل من اختلاف ثقافاتها ومعارفها في كافة مجالات الحياة، وعلى الرغم من كل ما تعيشه اليوم في ظل تراجع الاستقرار السياسي والأمان أبت إلا أن تكون السند لعائلتها ومجتمعها، وقد سلبتها النزاعات والصراعات بيتها وعائلتها ولكن قلة منهن استسلمن للحزن".

وأضافت "انخرطت المرأة بالمجال السياسي في المناطق المحاصرة حيث شاركت في عمليات التفاوض وتحرير الأسرى، وأثبتت وجودها سواء في المجال العلمي والابتكار أو في المشاريع المختلفة، وخارج حدود بلادها أثبتت قدرتها فقد تمكنت شابة سورية من قيادة طائرة في بريطانيا وتخرجت برتبة كابتن طيار".

من جهتها قالت المهندسة سوسن مراد من تونس "وصلت المرأة التونسية إلى لائحة الـ ١٠٠ امرأة مؤثرة في العالم، منهن الأميرة عزيزة عثمانية التي كانت مقربة من الشعب التونسي وقد تبرعت بأملاكها لعتق العديد من الأشخاص من العبودية، ومنهن الفلاحة التي تخرج للحقل ولا تهمل أسرتها، ومن تونس كانت أول رئيسة حكومة في العالم العربي هي نجلاء بودن، وأول كابتن طائرة، وتشكل النساء ٥٥% من الباحثات".

وأضافت "في قطاع الزيتون شاركت العديد من النساء في مسابقات دولية، وحصلن على ميداليات ذهبية كأحسن منتجات من زيت زيتون، وبالفعل أظهرن الوجه الإيجابي لهذا القطاع، ولكن ثمة وجه سلبي يتمثل في معاناة المرأة العاملة فيه خاصةً في مواجهة التغيرات المناخية".

وفي مداخلتها قالت المهندسة الفلسطينية ضحى العابدي "تعيش فلسطين في هذا العام واقعاً أليماً، وإبادة وحرمان وتجويع، وما تتعرض له المرأة غير مسبوق في تاريخ البشرية، إلا أنها أثبتت صمودها وتجذرها في الأرض والحفاظ على الهوية النضالية لها، وأنها عنصر أساسي في موسم الزيتون تمارس دورها بأصالة".

وأضافت "تشير الأرقام إلى أن ٦٥% من العاملين في الزيتون هن من النساء، ولهن دور كبير في دعم المنتجات المحلية، ولكن نتحدث اليوم عن مقتل ٩ آلاف امرأة،  و٩ آلاف من المفقودين تشكل النساء 70% منهم، و٦٠ ألف امرأة من الحوامل تفتقرن للكثير من الرعاية والعلاج وغيرها، بعضهن تلدن في الأزقة والخيام دون أي أدوية أو رعاية صحية، وتحدث العمليات دون تخدير، ومؤخراً لقت 20 امرأة حتفها بسبب الجوع، أنه واقع فاق كل الاحتمالات".

وأشارت إلى أن "النساء لسن بأرقام، فلهن أسر وبيوت وأحلام وأبناء، ووسط هذه الظروف، هناك مسؤوليات مضاعفة على النساء في غزة، فلا أماكن للسكن أو التعليم ولا مستشفيات ولا طعام ولا مياه وكل الاحتياجات الأساسية معدومة، وتبقى المرأة رغم كل ذلك صامدة".

كما قالت المهندسة مريم عيد من لبنان "تواجه المرأة بشكل عام تحدياً أساسياً يكمن في خلق التوازن بين الأدوار العديدة التي تلعبها كأم إلى زوجة إلى أخت إلى ابنة إلى بناء شخصيتها المستقلة، والمرأة اللبنانية تحديداً واجهت الكثير، منها ما واجهته على خلفية الصراع الداخلي وما يتعرض له الجنوب من انتهاكات من فترة لأخرى إلى انفجار مرفأ بيروت والأزمة الاقتصادية التي انعكست على كافة سبل الحياة".

وأضافت "صمدت المرأة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، وسعت للمحافظة على عائلتها ومجتمعها، أما في ظل الانفتاح التكنولوجي فقد واجهتها تحديات من نوع آخر".

وفي مداخلتها قالت وداد عباسي من الأردن "في يوم المرأة العالمي ‏أحيي المرأة العربية التي تساهم وتشارك في جميع المجالات، هي نصف المجتمع فكيف وهي تلد النصف الآخر، فهي كل المجتمع، وأحيي المرأة الأردنية والفلسطينية وتحديداً الغزاوية".

‏وقالت المهندسة نادرة البدور "تخرجت من مجال تكنولوجيا الأغذية، ‏وعملت في مؤسسة المواصفات والمقاييس الدولية، ثم أصبحت ثاني قائد للفريق الحسي في تذوق زيت الزيتون، واتممت مسيرتي هناك في الأردن لمدة ثمان سنوات، ثم انتقلت إلى السعودية، ‏واجهت المصاعب الكثيرة في بداية حياتي هنا بسبب اختلاف العادات والتقاليد وغيرها، ومنها اختلاف الانفتاح في الجو العام، وخصوصاً كوني امرأة فهناك صعوبة بالغة في الاندماج بالمجتمع الذي تهيمن عليه الذهنية الذكورية".

ووجهت في ختام مداخلتها "رسالة لكل امرأة ‏وبداية للمرأة الفلسطينية أنت مثال الصمود والتحدي وعندما أشعر بالاستسلام، أجد المرأة الفلسطينية أمامي تحثني على الاستمرار والصبر والقوة والطموح".