المهرجان السنوي السادس لإحياء ذكرى المناضلة هفرين خلف
في الذكرى السادسة لاستشهادها، استذكر أبناء وبنات إقليم شمال وشرق سوريا الشهيدة هفرين خلف، مؤكدين سيرهم على دربها، درب الحوار والمقاومة والبناء.

الرقة ـ بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد المناضلة هفرين خلف، تُقام فعاليات المهرجان السنوي تخليداً لذكراها وتقديراً لدورها الريادي في نشر ثقافة التعايش والسلام بين مكونات سوريا.
الشهيدة هفرين خلف، التي اغتيلت بصوتها قبل جسدها في الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019، كانت نموذجاً للمرأة القائدة التي آمنت بوطنٍ يسع الجميع، وبمستقبلٍ تُكتب صفحاته بالوعي والمحبة لا بالعنف والدم.
نظم حزب سوريا المستقبل في إقليم شمال وشرق سوريا اليوم الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر، مهرجان استذكر فيه الشهيدة هفرين خلف، وقد تم عرض سنفزيون ومن ثم إلقاء كلمة باسم حزب سوريا المستقبل.
آمنت بأن السياسة ليست ساحة صراع
وقالت كوثر دوكو عضوة في حزب سوريا المستقبل "نلتقي اليوم في ذكرى تحمل في طياتها وجع الفقد، لكنها في الوقت ذاته تنبض بمعاني المسؤولية والأمل. ست سنوات مرت على رحيل هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، المرأة التي آمنت بأن السياسة ليست ساحة صراع على السلطة، بل وسيلة نبيلة لخدمة الناس وبناء جسور التفاهم بينهم".
وأضافت "رحلت هفرين على يد الغدر، لكن رحلتها لم تنته، فالأفكار التي آمنت بها، والقيم التي جسدتها، ما تزال حية في قلوب من عرفوها، وتلهم حتى من لم يلتقوها يوماً. لقد اغتيلت في كمين نفذته مجموعات من المرتزقة التابعة لفصيل "أحرار الشرقية"، أدوات الاحتلال التركي. جريمة ارتُكبت بدم بارد بحق امرأة كانت تحمل مشروعاً للحياة، في وجه من اختاروا طريق الموت".
ولفتت إلى أن "القتلة الذين أنهوا حياة هفرين هم أنفسهم من يمارسون اليوم جرائم الخطف بحق النساء في الساحل السوري وفي السويداء. إنها عقلية واحدة، عقلية الاستبداد والوحشية، التي مارستها الأنظمة القمعية لعقود، وها هي تتجدد بأشكال مختلفة. من قتلوا هفرين اليوم يتبوؤون مناصب عليا في جيش حكومة دمشق الانتقالية، في استمرار لنهج يرى في المرأة تهديداً، وفي الحرية عدواً".
وأكدت أن "هؤلاء أدوات بيد المحتل التركي، الذي يسعى إلى تقويض سوريا وتحويلها إلى أرض مستباحة تُدار بالخوف والعنف، لا بالقانون والكرامة. لكن من هنا، من إقليم شمال وشرق سوريا، حيث تعايشت شعوب وثقافات وأديان متعددة، برز صوت هفرين خلف، صوت يرفض الكراهية، ويؤمن أن المصير المشترك أقوى من حدود الهويات الضيقة".
زهرة الياسمين التي لا تذبل
وألقت ليلى قهرمان كلمة باسم قوات سوريا الديمقراطية قالت فيها "هذه هي المرحلة التي كانت تحلم بها هفرين وتسعى بكل وعيها ونضالها لتحقيقها، لقد آمنت بأن النظام البائد لم يكن قادراً على دحض تطلعات الشعب السوري. لقد آمنت هفرين خلف بأن العدالة والمواطنة والكرامة ليست شهادات بل مشروع حياة وحرية لشهدائنا".
من جانبها ألقت اعتماد الأحمد كلمة باسم مجلس المرأة السورية، قالت فيها "هفرين خلف كانت ملهمة تحمل مشاعر الفخر والاعتزاز، وإن غادرتنا بجسدها، فإن روحها ستظل حيّة فينا إلى الأبد ولا ننسى مقولتها التي دائماً تزرع فينا الأمل عندما قالت (يوماً ماً، حين تكون الأمور بخير، ستنظر إلى الخلف وتشعر بالفخر لأنك لم تستسلم)".
وأضافت "اليوم نستذكر رمز من رموز السلام والوعي السياسي الحر، والمقاومة المدنية، نستذكر عبق الياسمين الفواح هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب سورية المستقبل، المرأة التي لم تكن مجرد سياسية في زمن عصيب، بل كانت أيقونة النضال، صادقة في مساعيها وجادة في حبها للوطن. كانت طموحة تسعى لترسيخ قيم الحرية والعدالة والمساواة".
وأشارت إلى أنها "لم تكن تعرف الحدود بين البشر لم تكن ترى فرق بين كردي وعربي وأرمني وسرياني، قلبها يفيض بالسلام والمحبة والتعايش المشترك. كانت تؤمن بأن الجميع يحق لهم العيش بكرامة".
وأكدت أن تاريخ هفرين خلف هو تاريخ محفور في ذاكرة الأجيال "ستظل كلماتها خالدة في قلوبنا، نرددها في كل زمان ومكان. ونعاهدها، كنساء سوريات، أن نسير على دربها، ونحمل لواء السلام والتعايش ونناضل من أجل سورية حرة يعيش الجميع فيها".
وفي ختام المهرجان تم تقديم درع من قبل مجلس حزب سوريا المستقبل، وكما في كل عام يقدمون درع الشهيدة هفرين خلف.