الكونفرانس الثاني لمجلس المرأة لعوائل الشهداء... تأكيد على مواصلة النضال

اختتم الكونفرانس الثاني لمجلس المرأة لعوائل الشهداء في روج آفا، يوم أمس 26 تموز/يوليو، والذي كان قد عقد في نفس اليوم للنقاش حول الوضع التنظيمي والسياسي والإداري ووضع المرأة

سيلين محمد 
قامشلو ـ .
عقد مجلس المرأة لعوائل الشهداء في روج آفا كونفرانسه الثاني، تحت شعار "بضمان المرأة الحرة هي حماية قيم الشهداء وضمان ثورة روج آفا"، في بلدة رميلان بشمال وشرق سوريا، بمشاركة 400 عضوة، وإضافة لمشاركات من التنظيمات النسائية. 
 
 
وتقول لوكالتنا الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في مدينة الشدادي آيات عبد الحكيم إبراهيم "منذ خمس سنوات أعمل في المجلس، وخضعت لدورة تدريبية في كوباني لمدة ثلاث أشهر، وخلالها تعرفت على فكر القائد عبد الله أوجلان الذي أعطى الحيز الأكبر للمرأة وحريتها وتخليصها من العبودية".
وتضيف "الذهنية الذكورية السلطوية همشت دور المرأة في المجتمع وقيدتها ضمن أطر محدودة، لتكون بعيدة عن الحياة، إلا أن الفكر الحر جعلنا نمتلك الإرادة والقوة للنضال نحو الحرية، وللتنظيم النسائي دور كبير في الحياة والتطور".
أما عن أبرز الصعوبات التي واجهتهنَّ خلال عملهنَّ، تقول "عندما نعلن أسماء الشهداء، نجد صعوبة في التعامل والإفصاح لعوائلهم، لكننا اليوم تخطينا ذلك، ونعمل بكل جد لنكون لائقات بتضحيات شهدائنا الذين سطروا الملاحم لنعيش أحرار".
وتتابع "الاحتلال التركي يرتكب جرائم بحق الشهداء، عبر انتهاك حرمة المزارات، ويسعى إلى تدنيس مقدساتنا كما كان يفعل داعش، وهذا ما يُعد انتهاكاً واضحاً للقيم الإنسانية والأخلاقية، ودليل على مدى انحطاط السياسة التركية الفاشية". 
ويسعى المجلس من خلال تشكيل لجنة التدريب إلى تعريف المرأة بدورها الهام في قيادة المجتمع والحديث لـ آيات عبد الحكيم إبراهيم "عانت النساء إبان سيطرة مرتزقة داعش على المنطقة من ظلم وإجحاف وعبودية، لتكون أسيرة المنزل، لكننا اليوم من خلال الندوات والمحاضرات والنقاشات نعمل على تطوير قدرات المرأة وإيصالها إلى حريتها التي سُلبت منها". 
وأشارت إلى أهمية مشاركة المرأة العربية في الاجتماعات والكونفرانسات "انخراط النساء من المكون العربي ضمن مشروع الأمة الديمقراطية، دليل على مدى رغبتهنَّ في التحرر من الذهنية السلطوية، وبرهان على مقاومتهنَّ للوصول إلى أهدافهنَّ".
وأكدت على أنهنَّ سيقفنَّ صامدات في وجه الاحتلال التركي وانتهاكاته، وأمام كل من يحاول النيل من إرادتهنَّ "عزيمتنا أقوى من ممارساتهم وانتهاكاتهم، ولن يقف أي شيء عائقاً أمام تطورنا وحريتنا، وسيكون تنظيمنا وتكاتفنا الرد القوي لهم".
وقالت "عقد الكونفرانسات له أهمية كبيرة للنقاش حول المشاكل والصعوبات التي تواجهنا، ولإصدار قرارات لحلها، ولتبادل الآراء للوصول إلى أعمال ناجحة".
وعاهدت بالسير على خطى الشهداء "شهدائنا قادتنا، ونحن نسعى بنضالنا لتحقيق أهدافهم، والوصول بالنساء والمجتمع إلى الحرية".
 
 
فيما قالت الإدارية في مجلس المرأة بعوائل الشهداء لإقليم الجزيرة كلستان عزيز أن المرأة أثبتت نفسها في جميع المجالات، وضحت بفلذات كبدها لتنال الحرية، وتشهد على هذا أمهات وزوجات الشّهداء. 
وبينت أن للمرأة دور كبير في مجلس عوائل الشهداء الذي تأسس منذ ست أعوام، حيث عملت من خلاله على تنظيم المجتمع وتطويره وحل المشكلات التي تواجهها المرأة "نستطيع القول بأن المرأة تطورت بنسبة 80% في الجوانب السَّياسية والاجتماعية والعسكرية". 
وعن الهدف من الكونفرانس قالت "نريد تقييم أعمالنا وحل مشكلاتنا، والاطلاع على مخططاتنا المستقبلية، والنقاش حولها، والعمل على دورات خاصة لأطفال الشّهداء لتعليم اللغات والآلات والتقنيات". 
أما عن مشاركة النساء العربيات فقالت أنهنَّ "يعملنّ في هذا المجلس، لأنه يضم مكونات متعددة، وهنّ ذوات إرادة كبيرة، فدماء أبناءنا التي أريقت على أرضنا مختلطة، لنعيش بديمقراطية مع بعضنا".
وحول قيام الدولة التركية بنبش قبور الشهداء قالت كلستان عزيز "هاجمونا بكل قوتهم وعتادهم والآن ينبشون مزارات شهدائنا، لأنهم أرادوا كسر إرادتنا، ولكن ذلك مستحيل، طالما نجدد عهدنا للشهداء ونسير على خطاهم".
وكان الاحتلال التركي قد ادعى في الأيام القليلة المنصرمة عثوره على مقبرة جماعية في مركز مقاطعة عفرين، واتهم وحدات حماية المرأة والشَّعب بارتكاب مجزرة، مما أحدث ردود فعل غاضبة وساخطة ورافضة لهذا الاتهام، ولا سيما بين صفوف مجلس عوائل الشّهداء فهذه المقبرة لشهداء مجازر تركيا الذين لم يتمكنوا من دفنهم في مقبرة الشهداء نتيجة الهمجية التّركية والهجمات العشوائيّة.