الكاتبة مايسة باي تشارك في مهرجان أدب وسينما المرأة بطبعته الرابعة

تستمد الكاتبة مايسة باي كتاباتها من الواقع الذي تعيش فيه، وقالت خلال مشاركتها في مهرجان أدب وسينما المرأة بطبعته الرابعة "حياة المرأة، الحب، الموت، الضيق والحزن، مواضيع كثيرة، تعنيني وأعيشها بشكل يومي، ولا يمكن لي أن أستغني عن الكتابة للنساء وعن النساء"

نجوى راهم 
الجزائر ـ .
شاركت الكاتبة الجزائرية مايسة باي، في اليوم الثالث من مهرجان أدب وسينما المرأة في طبعته الرابعة بولاية سعيدة، والتي انطلقت فعالياته يوم السبت 11 كانون الأول/ديسمبر، بدار الثقافة وقاعة "السينما دنيازاد" أقدم قاعة سينمائية في المدينة, وبعد غياب لمدة سنة كاملة بسبب تفشي فيروس كورونا، ليعود عرض الأفلام في الجزائر تحت شعار "النظرة الأخرى"، بحضور مؤلفين ومخرجين وممثلات وكاتبات.
وتقاسمت الكاتبة واسمها الحقيقي سامية بن عامر، إحدى أشهر الروائيات الجزائريات الفرنكوفونيات، مع الجمهور العديد من الموضوعات الملهمة والمثل العليا والقصة وراء كتبها، قائلة "حياة المرأة، الحب، الموت، الضيق والحزن، مواضيع كثيرة، تعنيني وأعيشها بشكل يومي، ولا يمكن لي أن أستغني عن الكتابة للنساء وعن النساء".
وقالت لوكالتنا مؤلفة كتاب "حيزية" و"في البداية كان البحر" و"اسمع نفسك في الجبال" مايسة باي التي أصدرت أثني عشر عملاً بين قصة قصيرة ورواية، ويعد اسمها من أكثر الأسماء تداولاً بين الأوساط الأدبية المغاربية والفرنسية، "أنا لست مجرد كاتبة نسوية في الواقع، فالنسوية التي تميزني بالنسبة للعديد من قرائي، تضاف إلى التزامي بنشر تاريخ الجزائر وأبطالها المجهولين في الحياة اليومية".
وحول مواضيع وأسلوب كتابتاها أوضحت "أستمد كتاباتي من واقع أعيشه منذ سنوات طويلة، فأختار الكتابة عن قصص الاستعمار والتعذيب ومذابح الحرب، وذلك بسبب تعلقي بالجزائر كوطن عشت فيه الكثير من الذكريات والفواجع المؤلمة والسعيدة، لذا فلن أعيش إلا في الجزائر".
وأوضحت مايسة باي بأن "هناك واقعة مؤلمة تمثل طفولة عميقة، ولهذا السبب حاولت استعادة تلك اللحظات من خلال رواية "حين تلتقي امرأة بجلاد والدها بعد أكثر من ثلاثين عاماً في القطار"، وهو نص كلفني الكثير".
وتعرض والدها للتعذيب لمدة 48 ساعة على يد جنود فرنسيين، وانتهى به الأمر بالقتل أثناء محاولته الفرار عام 1957. 
وبخصوص كتابتها بالفرنسية قالت "الفرنسية هي اللغة التي كنت أتعلمها في المدرسة، حيث كان التحدث بالعربية حتى في الملعب، ممنوع"، وشددت على فوائد تعلم لغات جديدة من أجل الانفتاح على العالم وشجعت الصغار والكبار على القراءة للمؤلفين والكتاب، سواء كانوا جزائريين أم لا، "تعلم لغة الآخرين هو انفتاح على حضارة الشعوب والبلدان".
وتناولت روايتها الأخيرة "لا صوت آخر" قصة امرأة تقتل زوجها بعد سنوات من الخضوع والمعاناة والصمت، لتسلط الضوء على ضغط المجتمع والأسرة على أكتاف النساء والذي يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى ما لا يمكن إصلاحه.
وقد جمعت فعاليات المهرجان الكثير من الأسماء الجزائرية الكبيرة والشابة مثل المخرجتان يمينة وياسمين شويخ، وفاطمة زهرة زعموم بعرضها لفيلم باركور، والممثلة سهى أولهة بمشاركتها بفيلم صليحة وغنية بن ستيتي المعروفة باسم ماما نجوى، والكاتبة زينب سقال وميلودي شيماء.
وشهد اليوم الأول من مهرجان أدب وسينما المرأة الذي يختتم فعاليات طبعته الرابعة اليوم الخميس 16 كانون الأول/ديسمبر، تكريم كل من المخرجة الجزائرية يمينة شويخ، وغنية بن ستيتي المعروفة بلقب "ماما نجوى".
وعرض خلال الدورة عدداً من الأفلام الطويلة من بينها "مسارات" لفاطمة الزهراء زعموم، و"تيمقاد" لـ فابريس بن شاوش، و"جنان يما" للينا رزوقي، و"جزائرهم" للينا سوالم، إضافةً إلى مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة.
وبينما غاب عن المهرجان الندوات التي تتناول موضوع "أدب وسينما المرأة"، تضمن البرنامج في شقه الأدبي لقاءات منفردة مع عددٍ من الكاتبات وهن مايسة باي، صبيحة بن منصور، هاجر قويدري، زينب سقال، جودي بن شيماء، علجية بوحار، نادية بن عمار، زهرة لاغا.