الكاراتيه في حلبجة... شابات يتحدين القيود الاجتماعية ويصنعن مجداً رياضياً

على الرغم من أن النساء لم يتمكنّ من المشاركة في مختلف أنواع الرياضة، إلا أن الشابات في حلبجة بإقليم كردستان يتعلمن رياضة الكاراتيه التي تمنحن الثقة بالنفس وتعزز قوتهن الجسدية والذهنية، ليشقن طريقهن نحو التقدم كلاعبات ومدربات في هذا المجال.

مهريبان سلام

حلبجة ـ بالرغم من أن مدينة حلبجة أصبحت رسمياً محافظة وتجاوزت العديد من الظروف القاسية، إلا أن مشاركة النساء في مختلف الرياضات لا تزال محدودة حتى يومنا هذا، ومع ذلك، يبرز مركز الكاراتيه التابع لنادي سيرواني كمثال مشرق، إذ يشهد إقبالاً من الشابات اللاتي يزاولن هذه الرياضة ويعملن أيضاً كمدربات.

يستعد نادي سيروان في مدينة حلبجة، حالياً للمشاركة في البطولة الآسيوية، حيث تشارك العديد من الشابات في المنافسات، ويطمحن إلى تحقيق إنجازات كبيرة ورفع أسماءهن بين النخبة في هذا المجال.

عبّرت آينده محمد، وهي مدربة كاراتيه في نادي سيروان، عن فخرها بمسيرتها الرياضية، إذ قضت سبع سنوات في هذا المركز، تشارك في تدريبات فنون الدفاع عن النفس، واليوم تحمل الحزام الأسود، مما يعكس خبرتها الرفيعة.

وأشارت إلى أن عدد اللاعبات في النادي يشهد نمواً مستمراً، فقد شاركن في بطولات عديدة وحققن نتائج ممتازة، ووصل عدد المنضمات للفريق إلى ٤٨ لاعبة.

وعن التحديات التي تواجهها النساء في مجال الرياضة قالت "للأسف، في إقليم كردستان تُقام أقل البطولات الخاصة بالنساء، أي إذا توفرت بطولات أكثر، فإن عدد الرياضيات سيرتفع بشكل ملحوظ لأن كل إنجاز وراءه هدف، وهدفي أن أكون مدربة ناجحة وأُسهم في تطوير مهارات اللاعبات، وأعمل على نقل خبرتي لهن كيلا يكررن أخطائي، وأطمح إلى أن أكون حكماً مميزاً في هذا المجال".

وأكبر العقبات التي تواجه الرياضيات تتمثل في النظرة المجتمعية التي تعتبر الرياضة مقتصرة على الذكور فقط كما أوضحت آينده محمد، تسعى الآن لتصبح حكمة ومدربة مؤهلة بعدما حصلت على الحزام الأسود وشاركت في العديد من البطولات العالمية "العديد من العائلات تمنع بناتها من ممارسة رياضة الكاراتيه لأنها تصنف كرياضة عنيفة، في حين أنها تعزز الثقة بالنفس وتساعد على تجاوز التوتر، ولها فوائد جسدية عديدة، لذا أطالب العائلات بأن تدعم بناتها ليتعرفن على هذه الرياضة ويخضن تجربتها".

 

اللاعبات مستمرات في تدريباتهن

بدورها، قالت لاعبة الكاراتيه بري نيازي، التي قضت خمس سنوات في هذا النادي وتحمل الحزام الأسود، إنه "بفضل إشراف مدربينا، تمكنا من الحصول على العديد من الجوائز العالمية، ولكن في العراق بشكل عام، لا يُعطى الاهتمام الكافي لهذه الرياضة، مما أدى إلى عدم تعرف الفتيات عليها، رغم أن الكاراتيه فن للدفاع عن النفس".

وأضافت "كان هدفي الوصول إلى المركز الأول في البطولات، وقد تم اختياري ضمن قائمة المنتخب العراقي، وأتمنى أن نتمكن من المشاركة في بطولة آسيا"، لافتةً إلى أن "الفتيات، مثل الفتيان، يمكنهن التنافس والفوز بالألقاب".

 

النظرة المجتمعية تقصي الفتيات من المجال الرياضي

من جانبها، قالت ريجيار محمد، التي تبلغ من العمر ١٧ عاماً وتمارس رياضة الكاراتيه منذ سبع سنوات، إن النظرة السلبية تجاه ممارسة هذه الرياضة من قبل النساء من أبرز التحديات التي تواجه الفتيات في مدينة حلبجة "أشكر عائلتي التي دعمتني ووفرت لي الفرصة لأحقق العديد من الميداليات في البطولات، هدفي أن أثبت أن الفتيات قادرات على النجاح والمشاركة مثل الفتيان، ومدربونا يقدمون لنا دعماً كبيراً، في مجتمعنا، كلام الناس قاسٍ جداً ويمنعنا من التقدم، لكن عائلاتنا لديها وجهة نظر مختلفة ويشجعوننا على الاستمرار وعدم الالتفات لكلام الآخرين والمشاركة في البطولات".