مركز الأخبار ـ

قامت القوات الإسرائيلية بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة بدأت في 11 أيار/مايو الجاري، وخلال الأيام الخمسة الأولى من هذه العملية أي لغاية 15 أيار/مايو بلغ عدد الضحايا خلالها 122 شخصاً، بينهم 32 طفلاً وطفلة و20 امرأة، وبلغ عدد الإصابات 600 إصابة مختلفة في درجة خطورتها، ومن المصابين 129 طفل و89 امرأة. 

واستند التقرير إلى بيانات وزارة الإعلام في القطاع، التي قالت إن العملية العسكرية أدت إلى تضرر 1000 وحدة سكنية أضرار بين متوسطة وطفيفة، كما ألحق الضرر بـ 7 مدارس، وتم تدمير أكثر من 50 سيارة ووسيلة نقل خاصة تدميراً كلياً أو جزئياً.

وحول تأثر العاملين في المجال الإعلامي من العملية العسكرية أشار التقرير إلى الاتفاقيات الدولية التي تضمن حرية الرأي والتعبير ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بالإضافة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع وجميعها تحظر الاعتداء على الصحفيين ووسائل الإعلام أثناء العمليات العسكرية، إلا أن القوات الإسرائيلية وبحسب التقرير ترتكب انتهاكات جمة بحق الصحفيين العاملين في قطاع غزة.   

 

واقع انتهاك الحريات الإعلامية في قطاع غزة 

أكد التقرير أن انتهاك الحريات الإعلامية في قطاع غزة خلال الفترة الممتدة بين 11 ـ 15 أيار/مايو الجاري، بلغ ما يقارب 50 انتهاكاً حيث تسببت القوات الإسرائيلية بإصابة 8 صحفيين إصابات جسدية، بالإضافة لـ 4 حالات إصابة بالهلع والصدمة وتدمير 26 مؤسسة صحفية بشكل كلي، كما تم تدمير مؤسستين بشكل جزئي وقصف 6 منازل يقطنها صحفيون، والتسبب بأضرار جزئية لعربة نقل تابعة لوكالة أنباء، وقامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ هجمة اختراق إلكتروني بهدف إغلاق أو اختراق مواقع إخبارية فلسطينية.

وتضمنت سياسات القوات الإسرائيلية بحسب التقرير تدميراً للبنية التحتية لمكاتب في مؤسسات ووكالات صحفية، لتكون بذلك أهم المتضررين، وبلغ عدد المؤسسات الصحفية المستهدفة 26 مؤسسة كما بلغ عدد الصحفيين الذين انتهكت حقوقهم 24 صحفياً، وتركزت معظم انتهاكات الحريات الإعلامية في مدينة غزة التي اعتبرت المركز الاقتصادي والثقل الديموغرافي لهذه الانتهاكات، حيث تم ارتكاب نسبة 80% منها في المدينة بينما توزعت باقي النسب على المناطق الأخرى من القطاع.

 

تفاصيل الانتهاكات

ذكر التقرير أنه في أول يوم من عمليات القوات الإسرائيلية تعرض منزل مقدم في إذاعة الشعب المحلية عيد الحميد عبد العاطي لأضرار جزئية، وفي اليوم نفسه قصفت القوات برج الجوهرة في المدينة وألحقت به أضرارٍ جسيمة في جميع شققه التي ضمت وكالات منها قناة العربي وفضائية الاتجاه العراقية بالإضافة للفضائية السورية وصحيفة فلسطين وصحيفة العربي الجديد، ولحقت الأضرار بالمكاتب المجاورة لبرج الجوهرة مثل مكتب الجزيرة.

وفي فجر اليوم التالي أعلنت قناة الأقصى أن موقعها الرسمي تعرض لهجوم إلكتروني من قبل القوات الإسرائيلية، مما تسبب في تعطيل البث المباشر وخدمات الموقع، كما تعرض مكتب وكالة مصدر الإخبارية لإضرار جزئية وتعرض أربعة صحفيين لانهيار عصبي واختناق، نتيجة القصف الذي تعرضت له مراكز الشرطة المجاورة للمكتب، كما أكد التقرير على وجود أضرار لحقت ببرج تجاري يقع وسط مدينة غزة يضم مكاتب وكالات للأنباء منها فضائية القدس اليوم وإذاعة الأقصى، وكذلك إذاعة طيف وشركة PMP لتقديم خدمات الإنتاج الإعلامي لقناة روسيا اليوم وقناة دبي والتلفزيون الألماني.

وذكر التقرير انتهاكات القوات الإسرائيلية لليوم الثالث التي طالت الصحفي سامي برهوم بنوبة هلع وشظايا في جسده أثناء تغطيته للأحداث في القطاع، وفي اليوم نفسه سقطت بناية نتيجة القصف الصاروخي تضم مكتبين لشركة ريكورد آيديا اللتان تعملان في مجال الإعلام الرقمي وإنتاج الأفلام الوثائقية، ونتيجة للقصف الذي تعرضت له قرية أم النصر شمال القطاع تعرض صحفيين من وكالة الأناضول لشظايا نتيجة تحطم سيارتهم التي حملت علامة تأكد أنها سيارة تخص العمل الصحفي.

وتعرض منزل صحفي تابع لمكتب التلفزيون الألماني في القطاع نتيجة للقصف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية في اليوم الرابع بحسب التقرير، كما تعرض منزل مدير وكالة الميادين الإعلامية للقصف المباشر بصاروخين ما أدى لتضرر المنزل بأضرار بالغة.

وفي اليوم الأخير من التقرير أكدت الهيئة أن القوات الإسرائيلية قصفت برج الجلاء الذي يضم عدد من المؤسسات والشركات الإعلامية مثل شبكة الجزيرة الإعلامية وإذاعتها بالإضافة لإذاعة القدس، ووكالة أسوشيتيد برس وجريدة الاستقلال، كما تسببت الشظايا بإصابة أحد الصحفيين ووصفت إصابته بالطفيفة.

 

التوصيات التي طالبت بها الهيئة 

أكد تقرير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في ختامه إلى أن اتفاقيات جنيف والبروتوكولين الإضافيين ونصوص النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية جميعها تشكل نصوص لحماية الصحفيين، لذلك فإن ممارسات القوات الإسرائيلية تجاه الصحفيين تستوجب دعوة الأطراف السامية التي تعاقدت على اتفاقيات جنيف الأربع، للعمل على وقف انتهاكات الحريات الإعلامية المرتكبة من قبل هذه القوات بحق الصحفيين، وتقديم إجراءات لمحاسبة إسرائيل على خرق قواعد القانون الدولي الإنساني.