'الحكومة تمنع نقل العينة المأخوذة من المصابات بالتسميم إلى المراكز الخاصة'

أكدت إحدى فنيي مستشفى طهران، على أن الحكومة الإيرانية تمنع نقل العينة المأخوذة من الشخص المصاب بالتسميم إلى المراكز الخاصة بالكشف عن التسمم.

لارا جوهري

مهاباد ـ بدأت الاعتداءات الكيماوية في نهاية عام 2022 على المدارس الثانوية للبنات في مدينة قم، وطالت معظم المدن في جميع مدارس البنات والبنين على حد سواء، وعلى الرغم من وفاة الطفل كارو باشابادي، لا يزال سبب التسميم هو غاز مجهول ولا يعرف أثره على صحة الطلاب.

بعد التحقيقات التي أجريت في أعقاب الهجوم الكيماوي على مدرسة "معروف شافعي" للبنات في مدينة مهاباد يوم السبت 15 نيسان/أبريل الجاري، وتزامناً مع الهجوم الكيماوي على مدارس البنات في مدن إيذه، وسنه، سربل ذهاب، وتاكستان، وأورمية؛ تشير الأدلة إلى أنه حتى الآن، لم يتم إرسال عينات الاختبار لأي من الطالبات إلى مراكز خاصة للكشف عن السموم، ولا يعلم أولياء الأمور بهذه الممارسة لأن الفحوصات الروتينية والبسيطة قد تم أخذها من الطلاب والتي يستحيل فيها كشف السم.

 

"الحكومة لن تسمح لها بالتسريب"

وعن العينات المأخوذة من الطالبات اللواتي تعرضن للتسميم، تقول (ش. ف) إحدى فنيي مستشفى مهاباد، إن "كل الطالبات المصابات بالتسميم تخضعن فقط للفحوصات الروتينية العادية، والتي تكون فيها الحالة العامة مثل فقر الدم والكبد. حتى الآن، لم يتم إرسال أي عينات من مهاباد إلى مراكز الكشف الخاصة بالسموم لأن المستشفيات في المدينة لا تملك مرافق لكشف السموم، لذلك يجب إرسال العينات إلى مدينة تبريز أو طهران، وإذا تم القيام بذلك، فالحكومة لن تسمح لها بالتسريب".

وأضافت "لم تتخذ المستشفى والحكومة أي إجراءات لفحص العينات، ومن الضروري أن يكون أولياء الأمور والمجتمع على علم بهذه الحقيقة ويطلبون فحص عينات الطالبات المصابات بالتسميم بشكل خاص، ولكن للأسف هذا الوعي ليس موجود في المجتمع، وتحاول الحكومة بشتى الطرق إخفاء الأخبار المتعلقة بحالات التسميم".

 

"يتم إجراء الفحوصات الروتينية فقط للطالبات"

(ك. م) إحدى فنيي مستشفى طهران، تقول "من أجل الكشف عن التسميم، يتم أخذ عينة من دم الشخص المسموم، ويقيس اختبار كمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم. كما أنها تستخدم لتحديد درجة الحموضة في الدم أو مستوى الحموضة فيه. تُعرف هذه الاختبارات عموماً باسم اختبارات غازات الدم أو اختبارات الدم الشرياني".

وأضافت "عندما وقع الهجوم الكيماوي في طهران، لم يوصى بإجراء مثل هذا الاختبار على الإطلاق لأنهم لم يعرفوا ماذا يكتبون أو يتحققون من تسميمهم أم لا. تم إجراء الفحوصات الروتينية فقط للطالبات. لم يتم إجراء هذه الفحوصات من قبل الطبيب بسبب القيود والأجواء الأمنية".

وأشارت إلى أن "الحكومة تمنع إرسال الطالبات إلى المستشفيات الخاصة. كما يتساءل الطاقم الطبي بأكمله عن سبب تسميم الطالبات، وحتى الآن لم تجر تحاليل للإجابة على هذا السؤال، ولا يسمحون لأي مختبر بالعمل والبحث على مثل هذه العينات".

وبحسب البحث الذي أجري منذ بداية الهجمات الكيماوية، فإن المصابات بالتسميم تعانين من أعراض في الجهاز الهضمي والتنفسي، والصداع، وآلام البطن، وألم الصدر، والقيء من الأعراض الشائعة لدى الطالبات المصابات بالتسميم.

 

"الغاز السام خطير للغاية على الطالبات اللواتي تعانين من الربو"

(م. م) إحدى الطبيبات في مدينة سقز، تقول "الرائحة الكريهة وحرق الحلق والعينين كانت أولى الأعراض التي شعرت بها الطالبات عند وقوع الهجوم الكيماوي. تشمل الأعراض ضيق التنفس والغثيان وتشنج عضلات البطن والصدر، والصداع والدوخة والإغماء، ومعظمهن لديهن هذه الأعراض الشائعة".

وأضافت "يستعيد معظم الطلاب حالتهم المستقرة بعد ساعتين، ولكن بالنسبة للطلاب الذين يعانون من مشاكل وأمراض كامنة مثل الربو، فإن هذا الغاز خطير للغاية".

 

"لم يتم فحص العينات"

(ل. ع) هي إحدى الطبيبات لديها عيادة في مدينة بوكان، أشارت إلى أنه "في شباط وآذار، بدأت موجة غريبة من حالات التسميم في مدارس البنات بمدينة بوكان، وشوهدت أعراض شائعة في جميع المدارس. الكثير من أولياء الأمور أحضروا بناتهم إلى العيادة، وبسبب نقص المرافق وتدهور حالة الطالبات، اضطررنا إلى إحالتهن إلى غرفة الطوارئ، وكان لابد من اتخاذ إجراءات خاصة للطالبات اللواتي تعانين من الربو، وندخلهن إلى قسم الرعاية الخاصة لأن مستوى الأكسجين في الدم كان منخفضاً جداً. من الناحية النفسية، أدى الخوف إلى تفاقم الأعراض في بعض الحالات وارتبط بتأثير السم".

وأضافت "طلبنا من أولياء الأمور تقديم شكوى مشتركة، لكن هذه الشكوى لم تصل إلى أي مكان بعد. وحتى الآن لم يتم فحص العينات المأخوذة من دم الطالبات".