الأمم المتحدة تدعو للاستجابة لأزمة الجفاف والجوع في القرن الأفريقي

تعهد المانحون خلال اجتماع مائدة مستديرة في جنيف، الذي شاركت في استضافته "الأوتشا"، بتقديم استجابة إنسانية لأسوء جفاف يشهده القرن الأفريقي منذ أربعون عاماً.

مركز الأخبار ـ أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من مليوني طفل يواجهون خطر الموت جوعاً، في الوقت الذي يواجه فيه القرن الأفريقي واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود.

قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، في كلمة أمام مؤتمر مغلق للمانحين الذي عقد في جنيف، إن الأمم المتحدة لديها جزء بسيط من 1.4 مليار دولار تحتاجها لمواجهة الجفاف بأنحاء كينيا وإثيوبيا والصومال.

وأوضح أن الأشخاص المعرضون للخطر في جميع أنحاء القرن الأفريقي يقعون مرة أخرى ضحية قسوة الجوع الحاد، والمجاعة المحتملة في أزمة ليست من صنعهم "يجب علينا جميعاً أن نصعد ونبين لشعوب هذه المنطقة أننا هنا للمساعدة في تخفيف معاناتهم، وأنه لا مكان للمجاعة في القرن الحادي والعشرين".

وقبل شهرين أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أن ثلاثة عشر مليون شخص في كينيا والصومال وإثيوبيا يواجهون خطر مجاعة شديدة، فيما يشهد القرن الأفريقي أسوأ جفاف منذ عقود.

ويواجه القرن الأفريقي رابع موسم أمطار سيئ على التوالي، والذي يتسبب بالفعل بجوع حاد، وسوء تغذية، ونزوح جماعي، وتفشي أمراض، وزيادة مخاطر الحماية لملايين الأشخاص. وقد غادر مليون شخص منازلهم حتى الآن بسبب نقص المياه أو المراعي، ونفق ما لا يقل عن ثلاثة ملايين رأساً من الماشية.

وأكد برنامج الأغذية العالمي على ضرورة تلبية الاحتياجات الفورية على مدى الأشهر الستة المقبلة، ومساعدة المجتمعات على أن تصبح قادرة أكثر على مواجهة الصدمات الغذائية المتكررة.

وسبق أن طالب برنامج الأغذية العالمي بتحرك إنساني فوري لتجنب تكرار أزمة مثل تلك التي شهدها الصومال عام 2011، حيث توفي 250 ألف شخص من الجوع خلال فترة جفاف طويلة.

 

أرقام صادمة

بحسب مكتب الشؤون الإنسانية "الأوتشا"، فإن أكثر من ستة ملايين في الصومال يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 81 ألف وصلوا إلى مستويات كارثية، بينما يعاني أكثر من مليون طفل من سوء التغذية الحاد.

وقال المكتب أن 90% من مناطق الصومال تأثرت بالجفاف. كما أن ما يصل إلى 90% من مصادر المياه في البلاد جافة، بما في ذلك نهري شبيلي وجوبا اللذان وصلا إلى أدنى المستويات التاريخية.

ومنذ أوائل عام 2021، أدى الجفاف إلى نزوح 759400 شخص من بينهم نصف مليون شخص نزحوا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.

وفي كينيا، يعاني ما يقدر بنحو 3.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. فبالنسبة للأطفال دون سن الخامسة في مانديرا، تزيد مستويات سوء التغذية الحاد العام عن 34% ومستويات سوء التغذية الحاد الوخيم عند 7.5%، وهي تتجاوز بكثير عتبات الطوارئ.

أما في إثيوبيا، فيقول مكتب "الأوتشا" إن ما يصل إلى 6.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في أربعة أقاليم، في حين نفق 1.5 مليون رأس من الماشية، مما أدى إلى تدمير سبل عيش العديد من الناس.

وهاجر ما لا يقل عن 286 ألف شخص في إقليمي أورومية والصومالي بحثاً عن المياه أو المراعي أو المساعدة، ناهيك عن أولئك الذين لم يقدروا على الرحيل، بما في ذلك كبار السن أو المرضى.

وأشار مكتب "الأوتشا" إلى أن الجفاف يتسبب في نقص حاد في المياه وانعدام الأمن الغذائي، وتآكل الحالة التغذوية للأطفال، وتعريض النساء والفتيات للعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب النزوح واضطرارهن إلى السفر لمسافات أطول للحصول على المياه.