"الأمهات بطلات قصص أبنائهن" فعالية تكريم للأمهات المعيلات في مصر
تناضل المرأة في مراحل حياتها المختلفة لتستطيع مواجهة كافة المصاعب التي تتعرض لها وتصل لذروة هذا الكفاح إذا كان عليها إدارة شؤون أسرتها المالية
أسماء فتحي
القاهرة ـ تناضل المرأة في مراحل حياتها المختلفة لتستطيع مواجهة كافة المصاعب التي تتعرض لها وتصل لذروة هذا الكفاح إذا كان عليها إدارة شؤون أسرتها المالية، أو بات تحمل الأعباء الاقتصادية يقع على كاهلها، وهو الأمر الذي طالما استحق التكريم العالمي والمحلي لما تبذله تلك الأم من عطاء بلا مقابل كي تصبح وبجدارة بطلة قصة أبنائها.
تبنت نجلاء عياد مؤسسة مبادرة "بداية جديدة" الاحتفال بيوم المرأة المعيلة الذي راحت من خلاله ترسخ كافة جهودها لتتمكن من تكريم الأمهات التي وصفتهم بـ الأبطال في قصص أبنائهم، واحتفت وبصحبتها باقة من نجوم الفن والمجتمع بالأمهات لترسل من خلال الحفل تحية اعزاز وتقدير لكل أم واجهت وكافحت من أجل القدرة على مواصلة العمل وتحمل مسؤولية أطفالها حتى وصلت بهم لبر النجاح.
يوم المرأة المعيلة
قالت مؤسسة مبادرة "بداية جديدة" نجلاء عياد، أنها قامت بتسجيل يوم المرأة المعيلة في وزارة الخارجية المصرية ليتم الاحتفال به يوم 28 آذار/مارس من كل عام كواحدة من فعاليات المبادرة منذ 5 سنوات، على غرار يوم المرأة العالمي والمصرية، ولكنها اضطرت لتغيير الموعد هذا العام ليكون في السابع عشر من آذار/مارس وذلك نظراً لقرب حلول شهر رمضان.
وسعى القائمين على الحفل بحسب نجلاء عياد، إلى تسليط الضوء على الدور الذي تلعبه المرأة المعيلة سواء كانت مطلقة أو أرملة تعمل من أجل الانفاق على أسرتها، مشيرةً إلى أن من بينهم أيضاً نساء يعلن أزواجهن، لافتةً إلى أن التكريم هذا العام شمل أيضاً محاربات السرطان، وأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت نجلاء عياد إلى أنها منذ العام الماضي أطلقت هاشتاغ "بطلة قصة أبنائها" لأن جميع المكرمات هن بطلات تمكن من إيصال أبنائهن لبر النجاة وطريق النجاح، وتكبدن في سبيل ذلك الكثير من العناء والشقاء، لافتةً إلى أنها تطمح للوصول بذلك اليوم لاحتفال عالمي خلال الأعوام المقبلة، معتبرةً أن هناك عدد من الشركاء كان لهم الدور والفضل الأكبر في رسم الابتسامة على شفاه الأمهات.
وتخلل الحفل عدد من الفقرات الغنائية التي قدمها الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك تقديم درع الاحتفال والهدايا للأمهات وبعض الأطفال المشاركين في الحفل.
قصص لبعض المكرمات في يوم المرأة المعيلة
نحو 30 قصة مثيرة للاهتمام بها جانب من كفاح النساء في العديد من المحافظات سواء لدعم أطفالهن المرضى أو إعالة الأسر بعد ترك الزوج وغيابه أو محاربة المرض، آية عيسى التي تناضل من أجل تشجيع الأمهات لتقبل أمراض أطفالهن والعمل بجد من أجل إشراكهم في الحياة بدلاً من عزلهم والخجل من وجودهم، "تزوجت في عمر الـ 18 عام، وأنجبت ابني حسن، واكتشفت مرضه بعد الولادة مباشرة، فلم أكمل دراستي الجامعية لأنه يعاني من صلب مشقوق أي أن نخاعه الشوكي خارج جسمه".
وأضافت "رغم أن الأطباء أكدوا لي أن الإنفاق على العلاج الطبيعي هدر للأموال، إلا أني أفعل ذلك طوال 9 أعوام، وعملت على تأهيله وهو في عمر العامين من خلال كورسات تنمية المهارات والذكاء، وبصعوبة تمكنت من إلحاقه بمدرسة، وسجلته في تدريبات سباحة وحصل على بطولات، واشتريت دراجة نارية لأتمكن من توصيله لمدرسته وبات عمره 10 سنوات ورغم مرضه فاز بالكثير من المسابقات من النشاطات التي تطلقها وزارة الشباب والرياضة".
ومن بين المكرمين سهى سعيد البالغة من العمر 42 عاماً، التي انفصلت عن زوجها لأنها أنجبت فتاتين فتولت هي مسؤوليتهما وتقول "طلقني زوجي وأنا حامل بابنتي الثانية لأن أسرته تكره الإناث وترغب في إنجاب الذكور، فقررت أن أنتصر لهما وأعمل لتربيتهما ومنها أتتني فكرة توصيل الطلبات للمنازل بصحبة بناتي لمواصلة الحياة والعيش في حال أفضل بما يدره لنا من دخل".
وتعتبر أماني محمد التي تعيش في محافظة الفيوم أن أبنائها هم أبطال قصتها وقالت "ثلاثتنا اعتمدنا على أنفسنا منذ عام 2008 وحتى اليوم، وعملت في العديد من المشروعات الأجنبية بالمحافظة حتى عام 2010، ولقلة أبواب الرزق بحثت عن عمل في القاهرة، وكنت أفكر في صعوبة الأمر وخطورة انتقالي بأولادي على أعمال مؤقتة، لذلك قررت الذهاب والعودة يومياً من محافظة الفيوم للقاهرة، كما عانيت أنا من مشقة العمل والانتقال اليومي هم أيضاً تحملوا جانب من المسؤولية وحافظوا على أنفسهم واهتموا بدراستهم، وعزائي كلما شعرت بالتعب يكمن في دفء حضنهم".
وواحدة من القصص كانت نسمه أحمد، التي تعيش في محافظة الشرقية، وهي أم لولد وبنت الأول في الصف الثالث الاعدادي والثانية في الصف الثاني الابتدائي، "فكرت كثيراً في سبل العمل للإنفاق على أطفالي بعد إهمال الأب وهروبه، وقررت شراء سيارة من جارتي بموجب إيصالات أمانة لأعمل عليها وكان بها الكثير من العيوب لأنها لا تستعمل تقريباً وتعلمت القيادة لأتمكن من العمل عليها، وأصبحت مدربة قيادة للنساء، بجانب نقل الركاب حسب الطلب".
وأضافت "ليس لدي أب أو أم أو داعم في الحياة سوى أطفالي وعانيت مراراً من قسوة نظرة الناس وانتقادهم لعملي ولكنى أدركت أن الاهتمام بما يرونه لن يجعلني أتمكن من تربية أولادي لذلك فأي عمل أجده أمارسه بلا تردد فقمت بإعداد الأكل البيتي، وكذلك في الحصر السكاني فترة التعداد السكاني التابع للجهاز المركزي للإحصاء، وفوتوجرافر، وفي مجال السياحة والرحلات الداخلية، وتنظيم الحفلات والمؤتمرات، وتوزيع عسل النحل وسائق عربة نصف نقل، ومندوب منتجات للمحلات، وعملت في توصيل النساء لمناسباتهن الخاصة وحالياً مدربة قيادة للنساء فقط".
يذكر أن مؤسسة مبادرة بداية جديدة نجلاء عياد حصلت عام 2019 على لقب ملكة المسؤولية الاجتماعية عن برنامج الملكة، وقد تم تكريمها برفقة 21 مبادرة من البلدان العربية وكانت الوحيدة التي تعمل على تأهيل المطلقات بعد انفصالهن للاندماج ومواصلة حياتهن مرة أخرى.