اليمن ـ قتلت فتاتان مؤخراً إثر انفجار لغم فردي أثناء رعيهما للأغنام في منطقة الغول بمديرية نعمان بمحافظة البيضاء، في حادث مأساوي يسلط الضوء على الخطر المستمر الذي تفرضه الألغام على المدنيين، خصوصاً النساء والفتيات اللواتي يعشن تحت تهديد دائم.

قالت عضوة لجنة التحقيق الوطنية إشراق المقطري، إن الانفجار استهدفت فتاة تبلغ من العمر (17 عاماً) والاخرى 12 عاماً، لتفارق الفتاتان الحياة على الفور، مضيفةً أن المزارع والمراعي، التي كانت تعتبر ملاذاً آمناً للنساء والفتيات، تحولت بفعل الألغام المنتشرة بشكل عشوائي إلى مناطق قاتلة تقضي على الحياة في لحظة.

وتشير تقارير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إلى أن الألغام المنتشرة في مختلف المدن تسببت في سقوط أكثر من 6400 ضحية من المدنيين بين قتيل ومصاب، بينهم 412 امرأة و677 فتاة وأماً أصيبت بجروح متفاوتة، كما يعيش 918 ناجياً مع إعاقات دائمة، من بينها 413 حالة بتر و2 حالة فقدان كامل للبصر، ما يجعل أبسط الأعمال اليومية محفوفة بالمخاطر ويجعل حياتهم صراعاً مستمراً للبقاء.

وفي مدينة تعز، كشف مركز الأعمال "مسام" أن 220 فتاة وامرأة كن ضحايا الألغام خلال السنوات الماضية، فقدت 17 منهن حياتهن، بينما أصيبت 203 أخريات بإصابات متفاوتة الخطورة، بعضها أدى إلى إعاقات دائمة أثرت على تحركاتهن وتعليمهن وقدرتهن على ممارسة حياتهن الطبيعية.

ولا تزال النساء والفتيات الحلقة الأضعف أمام هذه الكارثة، إذ يحاصرهن الخطر في كل خطوة يخطونها. ويؤكد حقوقيون أن تحرك المنظمات الإنسانية لتوفير بيئة آمنة، ونزع الألغام، وتقديم الدعم النفسي والجسدي للناجيات، أصبح أمراً عاجلاً قبل أن تزهق أرواح جديدة.