الإعلان عن إطلاق تحالف نسائي في اختتام فعاليات المؤتمر النسائي الثاني

اختتم المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيروت فعالياته بعد يومين مكثفين من المناقشات وتبادل التجارب والخبرات تحت شعار "بالوحدة النسائية سنحقق الثورة الديمقراطية"، حيث شارك في المؤتمر نحو تسعين امرأة من مختلف الدول العربية والإقليمية

كارولين بزي 
بيروت ـ .
وتخلل حفل الختام أمس السبت 31 تموز/يوليو، عرض فيديو "سنفزيون: النساء يقاومن" الذي سلط الضوء على تحركات النساء العربيات في الشارع بدءاً من لبنان، مروراً بالعراق، فالسودان ومصر، إيران واليمن وتركيا، إلى تونس والجزائر، وفلسطين، كردستان، ليبيا وأفغانستان، المغرب، الأردن إلى سوريا وشمال وشرق سوريا. 
زينب مراد الرئيسة المشتركة للمؤتمر التركي الكردستاني تحدثت عن نتائج المؤتمر وقالت "وصلنا إلى مطلب مفاده بناء وحدة حقيقية نسوية تشمل المنطقة بأكملها، وحدة نسوية إقليمية. بهدف التصدي لقضايا المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحديد القضايا المشتركة حسب النقاط التي تم طرحها في ورشات العمل. أن يكون هناك ممثلية لكل بلد تقوم بمناقشة هذه المحاور مع التنظيمات المحلية وطرحها فيما بعد على مستوى إقليمي. ويتم البدء فوراً بالعمل بعد المؤتمر، بعد ستة أشهر وتحديداً نهاية ديسمبر 2021 نتوصل إلى بلورة هذه الأفكار والمقترحات التي يتم الوصول إليها".
وشددت على أهمية "الحملات الإعلامية المشتركة، الزيارات المشتركة وتبادل المعلومات وبناء القدرات"، وتم اقتراح إطلاق منصة إعلامية تساهم في تبادل الخبرات والتجارب والبحوث والدراسات التي تتعلق بالمرأة.
وتم التوصل إلى إطلاق التحالف النسائي من أجل الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي تم التصويت عليه وحاز على الأكثرية من قبل المجتمعات.
وقد أجمعت المشاركات على هذه النقاط وقد تلت رئيسة رابطة جين النسائية بشرى علي البيان الختامي الذي جاء فيه "ركزت جلسات المؤتمر على تحليل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة بصورة عامة، والأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصورة خاصة، من حروب وصراعات ونزاعات كانت النساء فيها ضحايا من الدرجة الأولى. وتطرق المؤتمر إلى تداعيات الأزمات الخانقة على النساء، من تهجير، وسبي واغتيال ونزوح، وازدياد نسبة العنف ضد النساء بدرجة غير مسبوقة، وتم التأكيد بالمقابل، على أهمية النهوض الملحوظ في النضالات النسائية ضمن الحركات والثورات والاحتجاجات الشعبية التي شهدتها أغلب بلدان المنطقة".
وجاء في أبرز بنوده "تكاتف الجهود من أجل التصدي لجميع أنواع الاحتلال وإبادة النساء وتداعياتها من الاتجار بالبشر، التهجير القسري، التغيير الديموغرافي، الاغتيالات السياسية، تفشي الأمية، الفقر، البطالة، التهميش والإقصاء. مكافحة الذهنية الذكورية السلطوية بكل أشكالها أدواتها ومؤسساتها وانعكاساتها على أوضاع النساء، ومنها الموروث الثقافي والعادات والتقاليد، وإقصاء النساء من مراكز صنع القرار.
توسيع العلاقات أفقياً والعمل على التعريف بمختلف الثقافات، تخليد ذكرى الرموز النسائية الوطنية. العمل على تحقيق التوازن بين المستويات المحلية والإقليمية والعالمية والتشبيك وتبادل الخبرات النضالية. الإعلان عن تحالف نسائي إقليمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتبني رؤية نسائية استراتيجية شاملة، أساسها المرجعية الكونية لحقوق الانسان ويهدف إلى بناء مجتمع قائم على الحرية والديمقراطية والمساواة الفعلية والعدالة الاجتماعية. تشكيل لجنة نسائية إقليمية تشمل ممثلات على المستوى الوطني معنية بتحديد الرؤية والأهداف وصياغة خارطة طريق خلال فترة زمنية أقصاها ستة أشهر، وتتبنى هذه اللجنة تنفيذ توصيات المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأخيراً مناهضة كافة أشكال التطرف الديني والقومي والفكري وغيره".  
 
"لن نجني شيئاً من المؤتمرات إذا لم تتحول إلى واقع"
 
 
عن فعاليات المؤتمر تحدثت لوكالتنا سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل أوديشو وقالت "في اليوم الثاني تمت ترجمة ما نوقش في اليوم الأول من جلسات المؤتمر التي كانت شاملة وغطت أغلب الجوانب التي تتعلق بالمرأة والمجتمع، واليوم تبلورت في ورش خاصة، إذ عقدت ثلاث ورشات وتناولت كل القضايا التي تتعلق بسبل تحقيق المساواة ورفع الظلم عن المرأة. كما تطرقنا إلى بلداننا التي تعيش تحت الاحتلال وإبادة النساء".
وتابعت "المؤتمرات مهمة جداً ولكي نبلور أفكارنا وننسقها ونعلن تضامننا مع بعضنا البعض ونساند بعضنا البعض، لأن قضايانا مشتركة ومعاناتنا واحدة على الرغم من الاختلافات الطفيفة بين دولة وأخرى. القضايا المشتركة كثيرة، الاجتماعية منها والاقتصادية الصحية والفكرية، وهذه المؤتمرات لن نجني منها شيئاً ولن تكون مؤثرة إذا لم تتحول إلى واقع، لا يمكن أن نحقق المساواة والعدالة الاجتماعية من خلال قاعات مغلقة، يجب أن نحوّلها إلى التأثير على ملايين النساء التي تعيش تحت خط الفقر في مجتمعاتنا وتعاني بسبب الأوضاع الصحية".
وتوضح "يجب أن يكن عملنا جماهيري لا نكون فقط منظمات نسوية أو منظمات مجتمع مدني، نجتمع في مواسم أو بشكل دوري علينا أن نتحرك في الشارع... أضعاف النساء موجودات في القرى والأرياف حيث تعانين التخلف في كل شيء، وبالتالي علينا رفع وعي هؤلاء النساء ليتحولنَّ إلى قوة ويتضامنَّ معنا لنتحول إلى عمل سياسي لا يمكن أن يكون عمل نسوي فقط، قضية المرأة ليست قضية نسوية بل قضية وطنية ومجتمعية من الطراز الأول". 
وتضيف "أغلب المشاركات اليوم دولهن مصادقة على الاتفاقيات الدولية ولكنها غير ملزمة ولا تعاقب الحكومات في حال لم تلتزم بهذه الاتفاقيات لذلك تبقى حبراً على ورق، وتقدم الحكومات تقارير وهي تقارير مشوهة وتحاول أن تجمّل فيها قبحها... ويكمن دورنا كمنظمات أن نرفع تقارير حقيقة عن واقع معاناة المرأة على كافة المستويات". 
وتلفت إلى المعاناة المشتركة بين النساء العراقيات ومختلف النساء في الدول العربية ولكن بدرجات متفاوتة، وبأن الهدف واحد وهو تأمين تضامن دولي وأممي لمساندة النساء لبعضهن البعض.
 
"هناك انفصال بين المثقفات والمهمشات"
 
 
من ناحيتها، قالت منسقة جماعة مصريات مع التغيير نور الهدى زكي، في حديث لوكالتنا "أنا مهتمة بمشاركة المرأة والتركيز على أوضاع المرأة في العدالة والمساواة وتولي المراكز العليا في مواقع صناعة القرار السياسي حتى يتم التمكين الحقيقي لما نصبو إليه جميعاً". 
وتتابع "على مدى يومين تم بذل مجهود كبير على كافة المستويات، ما تمت مناقشته قام بتغطية جوانب عدة، من التركيز على حقوق المرأة كامرأة، والتركيز على حقوقها في المساواة والعدالة وفي منع التمييز الطائفي والجنسي والديني، أرى أن هذا المؤتمر يمثل إضافة كبيرة في ملف العمل النسائي لما تقوم به المنظمات التي انضوت في التجهيز والإعداد والتحضير وهناك إمكانية لاستثمار كل هذا التراكم ليكون جزء لا يتجزأ من منظومة قانونية وتشريعية تدير البلاد وصولاً إلى المساواة والعدالة". 
وفي سياق منفصل، علقت على كيفية تفعيل العمل النسائي وقالت "إذا استمرت المرأة ككيانات فردية أو جماعات غير متوافقة لن يكون لها أي تأثير، التأثير يأتي من المجموعات المنظمة التي تعرف كيف تدير معاركها ونقاشاتها ومطالبها وكيف تصل بمطالبها إلى مراكز صنع القرار".
وأوضحت "نحن نعاني من مشكلتين، المشكلة الأولى هي في الانفصال بين النساء المثقفات واللواتي يعملن في الشأن العام ومؤسسات المجتمع المدني، والمرأة في الحقول والمصانع والمهمشات، هناك فجوة واسعة بينهن، ولا بد أن يتم التواصل بينهن من خلال كيان منظم". 
وتتابع "المشكلة الثانية هو أننا منفصلين عن السلطة القائمة في كل بلد، إذ نعتبر أنفسنا في وادي والسلطة في وادي آخر إذ علينا أن نبدع وسائلنا للتعاون والتواصل مع السلطات من أجل حل المشاكل الحياتية ومن أجل أن تكون هناك لغة متقاربة بيننا وبينهم".
والجدير ذكره أن المؤتمر النسائي الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد انعقد في مدينة ديار بكر عام 2013.