أهالي سمسور: لن نتنازل عن حقوقنا ولن نصوت في الانتخابات

سيتواجدون أهالي مدينة سمسور شمال كردستان، في عيد الفطر هذا العام بالمقبرة إلى جانب من فقدوهم في الزلزال، وأكدوا على إنهم لن ينسوا الكارثة والألم الذي لحق بهم "أننا لن نعفو عن حقنا للحكومة ولن نمنحهم أصواتنا أيضاً".

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ أن أهالي مدينة سمسور الذي دمرت منازلهم وفقدوا أقاربهم في الزلزال سيكونون خلال عيد الفطر في المقبرة التي أصبحت تبدو "كمدينة كبيرة"، وذكرت النساء أنهن سوف تستقبلن العيد بألم وحداد قائلين "لا يوجد عيد لنا"، ولن ينسوا ما حدث في الزلزال، وعن الموقف الذي سوف يتخذوه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في ١٤أيار/مايو، أكدوا على أنهم لن يقبلوا أبداً مطالب حكومة حزب العدالة والتنمية AKP وحزب الحركة القومية MHP بالتصويت لهم في الانتخابات.

 

"أعلم جيداً ما الذي سأقوله لهم إذا تصادفنا"

فقدت حسنية يانيك العشرات من أقاربها في الزلازل ورغم كل هذا الألم الذي تحمله تحاول البقاء على قيد الحياة، حيث ذكرت بأن عدداً قليلاً جداً من الأشخاص مازالوا باقين هناك في المدينة وأنهم في وضع لا يمكن وصفه بالكلمات، وذكرت إنها تريد محاسبة السلطة التي تسببت في تحول الزلازل إلى كارثة كبيرة، وأنها ستظهر هذا الأمر على صناديق الانتخاب أيضاً، وأن ما حدث لهم لن ينسوا أبداً.

وقالت "في الوقت الذي نزور فيه المقبرة، تنقطع كل علاقاتنا مع العالم، إذا سألتم "أي نوع من المجازر كانت هذه؟"، لم ينظر أحد إلى جثث موتانا لمدة ٣ أيام، أخرجنا أهالينا بأيدينا من أسفل الأنقاض، لن ننسى ابداً هذه الأيام التي مررنا بها لقد مات الكثير من الأهالي، والكثير من الشباب/ات، فكيف سيكون بإمكاننا نسيان أمر كهذا؟ لقد رحلت كل هذه الأرواح بسبب الإهمال، كان هناك العديد من الناجين وقتها، ولكنهم أيضاً ماتوا من الإهمال، والآن من سيدفع الثمن سنحاسب من على هذه المجزرة؟ لا أحد يظهر، أعرف بالضبط ما الذي سأقوله لهم إذا صادفتهم وتواجهنا، سأقول لهم "أين كنتم لمدة ثلاثة أيام؟"، وهل بقي مكان واحد قائم في سمسور؟، كل منا فقد ١٠ أشخاص أين كنتم حينها".

 

"ليس هناك أي تصويت لحزب العدالة والتنمية AKP"

وأوضحت "بأنهم بصفتهم ضحايا الزلزال بانتظار اليوم الذي سوف يتم فيه محاسبتهم على الألم الذي تسببوا فيه لهم، وأنهم لن يصوتوا أبدا للأحزاب الحاكمة، من بإمكانه أن ينسى هذا الألم؟ إنه حي يعيش هنا بداخلنا، ما هو العيد بالنسبة لنا، لا يوجد لنا أي عيد، لا يمكنني أبدا مسامحتهم أو العفو عن حقنا، ما الذي قدموه لي ما الأمر الجيد الذي فعلوه لي حتى أقبل مسامحتهم على حقي؟ فحتى هذا الوقت لا أملك خيمة للاحتماء فيها، لذا لا يجب على الدولة أن تطلب مني لا المسامحة ولا التصويت لها، أنا لن أمنح صوتي لحكومة كهذه، بعد كل ما فعلوه بنا هل حقاً يتوقعون منا أن نمنحهم أصواتنا، هل جاءوا وأخرجوا جثث أحبتي من أسفل كابوس تلك الأنقاض، حتى وصلوا لجرأة طلب التصويت لهم؟"، مؤكدةً على أقوالها بعبارة "لا يوجد تصويت لحزب العدالة والتنمية AKP".

 

"أنا سعيدة لأن مكان قبورنا معروفة"

بينما سكينة موتلو التي فقدت ١٣فرداً من عائلتها في الزلزال، سوف تقوم بزيارة جميع القبور في عيد الفطر هذا العام، وذكرت بأن مقبرة المدينة التي كان من المفترض أن تمتلئ خلال ١٠ سنوات امتلأت في غضون يومين وقالت "جميع المقابر في المدينة ممتلئة، هذه القبور كلها تحمل موتانا، إذا جاءوا للإنقاذ في الوقت المناسب، لكان نصفهم قد تم إنقاذهم ومازالوا أحياء اليوم، بكى ابن أخي لمدة ثلاثة أيام متواصلة وطلب الماء، لم يستطيع أي أحد إخراجه، مات الطفل أسفل الأنقاض وهو يصرخ، ليس هو فحسب بل مئات الآلاف من الناس تركوا وحدهم ليواجهوا الموت، تركوا هؤلاء الناس يموتون جميعاً بسبب عدم قدومهم لإنقاذهم، لا تزال هناك جثث تخرج من تحت الأنقاض حتى الآن، أنا حقا سعيدة لأنه على الأقل مكان قبور عائلتي معروف".

 

"ليتم محاسبتهم"

دعت سكينة موتلو إلى محاسبة المسؤولين عن ما عاشته ومرت به من معاناة "في هذا العام سأستقبل العيد في المقبرة، كل فرد من العائلة في مقبرة لذا سأزور كافة المقابر في المدينة في ذلك اليوم، أنا لا أعفوا عن حقي، أنا وحقوقي ليست حلالاً لانتهاكها، فليقل كل أحد ما يشاء لا يهمني، ليعيشوا الألم مثلما أتألم الآن، لقد احترق كبد سمسور، أين سيكون عيد هذا السنة، سيكون في المقبرة طبعاً، إذا كان أخي وأبناء إخوتي في القبر اليوم، فلا يمكنني أن أكون سعيدة أبداً، كيف يمكنني أن أكون سعيدة وأنا قبالة هؤلاء الناس؟ كيف يمكنني الاحتفال بالعيد؟ انهار كل شيء وتدمر في ثوان فليتم المحاسبة على هذا الأمر".