افتتاح أول مقهى نسائي في قطاع غزة

أنشأت نساء وفتيات قطاع غزة مشروع اقتصادي بفكرة جديدة وغير مألوفة؛ لتوفير مساحة آمنة للمرأة المعنفة والغير معنفة، ومحاربة الفقر والبطالة.

نغم كراجة

غزة ـ من وسط مدينة غزة، والعادات والتقاليد التي تلاحق المرأة أينما حلت بإنجازاتها الغير مألوفة، تخرج فكرة افتتاح أول مقهى نسائي في القطاع الذي يضم كادر عمل نسائي فقط، ويقدم خدماته بأسعار رمزية تتماشى مع الأوضاع الراهنة.

عن فكرة المشروع قالت لوكالتنا مديرة المقهى النسائي آلاء أبو ثابت "جاءت فكرة افتتاح المشروع لإعطاء مساحة آمنة ومريحة للنساء والفتيات بعيداً عن المضايقات والانتقادات التي تتعرضن لها من قبل الرجال"، مشيرةً إلى أن الخدمة الأساسية مقدمة للنساء المعنفات والغير معنفات، حيث أن العديد من المطلقات وذوات الاحتياجات الخاصة مهمشات في المجتمع وتحتجنّ للاهتمام.

وحول التحديات التي رافقتها أثناء إنشاء المشروع أوضحت أنه "من الصعب إيجاد طاقم نسائي يعمل في المكان لكننا قررنا أن نخرج عن المألوف واخترنا فتيات مكافحات تحاولن تحسين ظروفهن الاقتصادية وإعالة أنفسهن وأسرهن"، منوهةً أن إحدى أهداف المشروع هو منح فرصة عمل للفتيات "المرأة الفلسطينية دائماً منتجة، وتواجه كل الصعوبات التي تواجهها؛ لتبدع فيما تصنعه".

فيما عبرت إحدى الزبائن فاتن حرب عن رأيها بفكرة المشروع قائلةً "أعجبتني فكرة المشروع كونه يحاول أن يطفو بالخصوصية على النساء والفتيات فقط، كما أن هذا المكان يعتبر للتفريغ النفسي، خاصةً أن المشروع يحتوي على بعض الأدوات الغير تقليدية التي تدعم النساء نفسياً".

وأكدت على أن المرأة الفلسطينية تحتاج إلى مثل تلك الأماكن التي تدعمها لتعيش حياة سليمة في ظل هذا الوضع الذي يتخلله الحروب والحصار، والمشاكل الأسرية، مشيرةً إلى أن وجود طاقم عمل نسائي كامل يدل على أن المرأة مبدعة في كافة الاتجاهات "المرأة تعالج نفسها بنفسها فهي الطبيب والعلاج في جميع المواقف، وأرجو من الفتيات أن تكسرن حاجز العمل التقليدي لهن، فهناك العديد من المشاريع الصغيرة الناجحة التي تستطعن محاربة البطالة والفقر فيها".

 

 

فيما قالت إحدى العاملات في المشروع آمنة الحايك "تخرجت من فنون الطهي نظراً أنه أكثر التخصصات المطلوبة في سوق العمل، واليوم أعمل ضمن الطاقم النسائي وشغلت مهنة تعتبر حكراً على الرجال لكنني لم أجد صعوبة فيها، كما أن الهدف من عملي هو تحسين دخلي وتوفير مردود مادي يخفف عبء الوضع الاقتصادي المتردي".

ومن جانبها قالت العاملة في المقهى فاطمة مسعود وهي خريجة كلية التمريض "ليس بالضرورة أن أقف على تخصصي الدراسي حتى أجد عملاً مناسباً وربما لن أجد. عندما رأيت إعلان حاجة المشروع لموظفات بادرت مسرعةً بالتسجيل، وأحببت الفكرة خاصةً أن الطاقم نسائي".

وأشارت إلى أن "على الرغم من أنني واجهت عدة انتقادات من قبل عائلتي كون هذا العمل يحتكره الرجال أكثر إلا أنني استطعت إقناعهم بالفكرة"، مضيفةً أن الذي شجعها على العمل هو مبدأ الاعتماد على الذات وتوفير احتياجاتها اللازمة "لابد أن تكسر النساء والفتيات حواجز الخوف والرهبة، وأن تخضنّ مجالات العمل الغير مألوفة، دون النظر إلى العادات والتقاليد البالية التي تقلل من شأنهن".