"على صهوة شمس" مجموعة قصصية تعرض معاناة الأسيرات الفلسطينيات

أطلقت الكاتبة إيمان الناطور مجموعتها القصصية "على صهوة شمس"، لنصرة قضايا الأسيرات في السجون الإسرائيلية، وتسليط الضوء على الانتهاكات الممارسة عليهن.

نغم كراجة

غزة ـ نظمت ندوة ثقافية في قطاع غزة لعرض المجموعة القصصية "على صهوة الشمس" للكاتبة والروائية إيمان الناطور التي تناولت قصصاً عن الأسيرات في السجون الإسرائيلية، بهدف إيصال قضيتهن للعالمية.

خلال الندوة الثقافية التي نظمت أمس السبت 27 آب/أغسطس، قالت الكاتبة والروائية إيمان الناطور "تضمن العمل القصصي "على صهوة شمس" 20 قصة للأسرى في سجون الاحتلال، وركز على معاناة الأسيرات اللواتي تعنفن وتنتزع منهن أبسط حقوقهن وتواجهن كافة أشكال القمع والتنكيل والتعذيب، بالإضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد".

وتناولت في مجموعتها قصص معاناة الأسيرات الفلسطينيات منهن إسراء الجعابيص التي اتهمت بتنفيذها عملية دهس بسيارتها الخاصة، فتم تفجير اسطوانة غاز داخل السيارة مما أدى إلى بتر أصابعها، وإصابة جسدها بحروق كبيرة، ومن ثم اعتقلت دون أن تعالج وأهملت طبياً، وأسفر ذلك عن استياء حالتها الصحية لاحتياجها لعمليات جراحية كبيرة.

وعن عملها الذي حمل عنوان "هذه الوردة لأمي" تقول "تناول هذا العمل معاناة الأبناء بعد اعتقال أمهاتهم، ومعاناة سير الحياة اليومية دون وجودهن حولهم، وفقدانهم لرعايتهن"، مشيرةً إلى أنها تناولت أيضاً قصة الأسيرة خالدة جرار التي فقدت ابنتها داخل السجن وعانت ألم الفقدان.

وأوضحت أنها جسدت في قصة "حتى لا تغيب الشمس" حياة أولى الأسيرات المحررات فاطمة البرناوي التي أبعدت قسراً إلى لبنان، وحرمت من العودة إلى فلسطين.

وحول أكثر الحقوق المسلوبة من الأسيرات قالت إيمان الناطور إن "أبشع الانتهاكات التي تواجه المعتقلات أن تنجبن داخل السجن وهن مقيدات بالأغلال وتتعرضن للضرب بشكل وحشي دون مراعاة حالتهن الصحية، كما أن تربية طفل في السجون تعتبر كارثة كبيرة، كذلك تحرم الأمهات الأسيرات من رؤية أبنائهن وتمنع زيارتهم لهن".

أما بالنسبة للأسيرات الغير متزوجات فإن التعنيف الحقيقي يتمثل في الايذاء النفسي والجسدي، ويحكم عليهن أشد أنواع العقاب كعزلهن في غرفة منفردة ضيقة ويمارس عليهن التعذيب والتنكيل وتُحرمنّ من الاختلاط بأحد، كما ما أوضحته إيمان الناطور.

وأشارت إلى أنها واجهت صعوبات وتحديات عديدة أثناء رحلتها الأدبية ومناصرتها لقضايا المرأة الفلسطينية حيث اتهمت بالتحيز للنساء وتحريضهن على التمرد، لافتةً إلى أن "قصة "هي وكورونا" تمحورت حول امرأة فلسطينية تعاني من القيود التي تفرضها العادات والتقاليد على حياة النساء أبرزها حرمانهن من احتضان أطفالهن في سن معين، وعدم وجود قوانين تساعدهن على استرجاعهم".

وأوضحت إيمان الناطور أن رواية "هي وكورونا" كانت الأولى عربياً في أدب جائحة كورونا، وحازت على تكريم في جامعة الدول العربية حيث اعتبرت هذا العمل كصرخة إنسانية تنادي بحقوق المرأة، وتم اختيارها من أفضل الشخصيات الإنسانية.

من جانبها قالت إحدى المشاركات في الندوة الشاعرة نرمين أبو ناموس "بعد اطلاعنا على المجموعة القصصية التي حملت عنوان "على صهوة شمس" تبين أن الكاتبة إيمان الناطور استوفت معالم العنف الذي تتعايشه الأسيرات الفلسطينيات، وأوضحت الغصة التي تسكن ذويهن، كما ذكرت أساليب وانتهاكات الاحتلال الممنهجة في تعذيب المعتقلات".

وأشارت نرمين أبو ناموس إلى أن "أكثر أشكال العنف الذي تعاني منه الأسيرات الإهمال الطبي الذي يعتبر بحد ذاته موتاً بطيئاً"، لافتةً إلى أن "غالبية الأسيرات في السجون الإسرائيلية استهدفن بادعاءات كاذبة، حيث كنَّ في طريقهن إلى العمل فاعتقلن بشكل مفاجئ ومهين بتهمة تنفيذ عملية دهس أو طعن".