ابتسامة المقاتلين/ات رمز الانتصار

نجحت عملية الإنسانية والأمن في جانبها الإنساني. فابتسامة المقاتلين والمقاتلات مع الأمهات والأطفال تعطي رسالة خفية مفادها أن الإرهاب سينتهي بالتأكيد في يوم من الأيام، وسيسود السلام في كل مكان وسيكون النصر مؤكداً.

سوركول شيخو

قام المقاتلون/ات الذين يولون أهمية كبيرة للجانب الإنساني في المرحلة الثانية من عملية الإنسانية والأمن، بنقل امرأة إلى المستشفى عندما عانت من آلام المخاض. كما أمسكوا بأيدي الأطفال وأخذوهم إلى أمهاتهم، وأصبحوا عكازاً يستند عليه كبار السن، لقد تغلب ضمير المقاتلين/ات ومعاييرهم الأخلاقية وحذرهم في هذه العملية على خطر أولئك النساء. ابتسامة كل مقاتل/ـة كانت رسالة.

ليس بالشيء الجديد أن مقاتلي النار والشمس على أرض بلاد ما بين النهرين قد شهدوا الكثير من الألم والمعاناة والجروح والحروب، ولكن على الرغم من ذلك قلوبهم لا تزال تنبض وضمائرهم حية في كل لحظة. الكرد معروفون في العالم بمشاعرهم وحبهم. القول المأثور على لسان الجميع هو "الكرد لا ينتصرون لأنهم عاطفيين للغاية". يريدون أن يكون الكرد متوحشين مثلهم ويهاجمون الناس ويشربون دمائهم ويبنون أنفسهم على جماجم البشر. لقد اجتمعت الشعوب التي تعيش في شمال وشرق سوريا تحت مظلة الأمة الديمقراطية، وبنوا روحاً مشتركة من العديد من الأمم والقوميات والأديان والأجناس وبهذه الروح يقاتلون من أجل الوجود ضد الخونة وأعدائهم في الداخل والخارج.

 

داعش يفرض على الجميع ارتداء ملابس سوداء

يعلم الجميع مدى خطورة مخيم الهول، فالجميع على علم بالواقع الموجود هنا. يعلم الجميع أن هناك عائلات لمرتزقة داعش، إلى جانب اللاجئين والنازحين السوريين والعراقيين في هذا المخيم. صحيح أننا نتحدث عن لاجئين ونازحين وعائلات المرتزقة، لكن من الصعب للغاية تمييزهم أو التعرف عليهم. لقد فرض الفكر الراديكالي نفسه على الجميع هنا. من الأطفال إلى كبار السن، يرتدي الجميع هنا الأسود، لكن لا أحد يعرف ماذا يحدث تحت ذلك الرداء، هذا ما تقوله النساء اللواتي يعشن في المخيم. يظهر لباسهن الأسود ظلام وخطر أيديولوجية داعش.

 

تم العثور على الأدوات التي قتلوا بها الناس بوحشية

في هذا المخيم، تم تدريب النساء والأطفال على أيديولوجية داعش المتطرفة والآن هم متأثرون بها، أو بصراحة يؤمنون بها. وصل الأمر إلى درجة تقتل فيها نساء خلايا ومرتزقة داعش النساء الأخريات اللواتي ترغبن في الابتعاد عن نهج داعش، تذبحنهن ثم تلقى جثثهن في المصارف الصحية. كما تم نصب خيام خاصة لمحاكمة النساء ومعاقبتهن. بالإضافة إلى ذلك، في العديد من الخيام، تم العثور على أدوات مثل المطارق والإزميل والعديد من السكاكين الحادة التي كانوا يقطعون بها رؤوس البشر أو يقتلونهم بها. من جهة أخرى عثر على العديد من الحبال في إحدى الخيام، وكان واضحاً أن النساء تم خنقهن ثم قتلهن.

 

قُتل العديد من عناصر قوى الأمن الداخلي في المخيم

فقد العديد من عناصر قوى الأمن الداخلي حياتهم في هذا المخيم. وأمام وحشية وخطورة الأشخاص الموجودين فيه يقف المقاتلون/ات لساعات تحت الشمس الحارقة وبعضهم يفتش داخل الخيام، يريدون إعادة السلام إلى قلوب من لا يد لهم في قتل الناس. المقاتلات وجميع المسؤولين عن تحقيق أهداف المرحلة الثانية من عملية الإنسانية والأمن يقفون لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة ويؤدون واجباتهم الإنسانية والأمنية.

 

انتصر الضمير والمعايير الأخلاقية في عملية مخيم الهول

لا يمكن أن تنتصر وحشية داعش على إنسانية قوى الأمن الداخلي ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية. أينما نظرت ترى مقاتلاً يساعد هؤلاء الناس. مقاتل يمسك بيد إحدى الأمهات وهي تسير. أو يساعدون الأمهات اللواتي تحملن أشياء ثقيلة ويحملن أطفالهن. هؤلاء المحاربون لم يرفعوا عبء الأمهات فحسب، بل حملوا أيضاً عبء البلد، وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجله. لقد ساد الضمير وانتصرت المعايير الأخلاقية في هذه العملية.

نجحت عملية الإنسانية والأمن في جانبها الإنساني قبل الإعلان عنها. فجانبها الإنساني لا يقل أهمية عن جانبها الأمني، ولا يقل أحدهما عن الآخر. ابتسامة المقاتلين/ات مع الأمهات والأطفال رسالة خفية مفادها أن الإرهاب في يوم من الأيام سينتهي بالتأكيد وسيسود السلام في كل مكان.