السليمانية ـ سلط المؤتمر العلمي الدولي الثاني حول إبادة الكرد، الضوء على الأبعاد الثقافية والإنسانية للإبادة الجماعية، من خلال استعراض انعكاساتها في الأدب والفن والإعلام، ويهدف إلى بناء ذاكرة جماعية مقاومة للنسيان، وتوحيد الخطاب الكردي في مواجهة محاولات الطمس والإنكار.

انطلقت أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثاني حول إبادة الكرد، صباح اليوم الاثنين 25 آب/أغسطس، في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، تحت عنوان "إبادة الكرد وانعكاساتها في الأدب والفن والإعلام".

ويأتي هذا المؤتمر استكمالاً للمؤتمر الأول الذي عُقد في عام 2023 في السليمانية، حيث تضمن تقديم العديد من البحوث العلمية ويكشف الإبادة التي تعرض لها الكرد في الشرق الأوسط.

وأكد المشاركون والمشاركات على أن الدول المحتلة لا تزال تسعى إلى طمس الهوية الكردية ومحو وجودها، مما يجعل هذا المؤتمر منصة مهمة لتوثيق تلك الجرائم وتسليط الضوء عليها من خلال مختلف الوسائط الثقافية والإعلامية.

وتمت الإشارة إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على الإبادة الجماعية من خلال أدوات الأدب والفن والإعلام، التي تُعد ركائز أساسية في حفظ الذاكرة ونقل الحقيقة، فضلاً عن دورها في تعزيز قيم السلام والعدالة، وأن الإبادة الجماعية بحق الكرد لم تقتصر على استهداف الأفراد، بل شملت البيئة والأصول الثقافية، داعياً إلى توثيق جرائم الأنفال على المستوى الدولي، وإعداد ملفات خاصة بها كخطوة ضرورية لأي مسار مستقبلي.

ويتضمن برنامج المؤتمر سبعة محاور رئيسية، بالإضافة إلى محور ثامن خُصص للضيوف الدوليين، حيث ستقدم 28 دراسة علمية تم اختيارها من بين عشرات البحوث بعد تقييم أكاديمي دقيق، وتتناول هذه الدراسات انعكاسات الإبادة في الإنتاج الثقافي الكردي، من الشعر والرواية إلى الفنون البصرية والتغطية الإعلامية.

كما تم إعداد كتاب خاص يتضمن جميع البحوث المقبولة، وُزع على المشاركين والمشاركات، ليكون مرجعاً علمياً يوثق هذه القضية من زوايا متعددة، ويُسهم في إيصال صوت الشعب الكردي إلى المجتمع الدولي، بالتزامن مع الذكرى السابعة والثلاثين لحملة أنفال بهدينان عام 1988.

ومن المقرر أن يستمر المؤتمر على مدى يومين، بمشاركة نخبة من المسؤولين والأكاديميين والباحثين من سبع دول، من بينها مصر وتونس، إضافة إلى ممثلين من مدن ومحافظات عراقية.