8آذار/مارس يبرز بريق المرأة في المناطق المحررة والتحامها مع كافة الأطياف

كجواهر لامعة بألوان مختلفة تتألق المرأة بمكوناتها المتعددة في المناطق المحررة شمال وشرق سوريا، تلك المناطق التي عانت من رجس إرهاب داعش، احتفظت فيها المرأة ببريقها وبصلابتها وقوتها وطبيعتها التراثية التي تتمازج وتلتحم بقوة مع كافة الأطياف والمكونات

سيبيلييا الإبراهيم 
الرقة ـ . 
احتفالية جمعت نساء "الرقة، الطبقة، منبج، دير الزور" على أرضٍ واحدةٍ مكونات تختلف في كل شيء وتجتمع في أرض واحدة وصوت واحدة وهدف واحد، هو الوصول إلى حقيقة المرأة الحرة.
 
"على هذه الأرض انتهى داعش"
الإدارية في لجنة المرأة فيروز خليل وهي من المكون الكردي قالت أنهنَّ يحتفلنَّ باليوم العالمي للمرأة، في المكان المتميز وعلى أرض الرقة التي عانت من ظلم مرتزقة داعش أربع سنوات قبل أن تُحرر في تشرين الأول/أكتوبر 2017. 
وأشارت إلى أن احتفال هذا العام يتميز باجتماع النساء من عدة مناطق مما يعبر عن تلاحم كافة مكونات شمال وشرق سوريا. مؤكدةً أن اجتماع هذا العدد الكبير من النساء من مختلف المناطق للاحتفال بيوم المرأة العالمي، يدعم متابعة مسيرة الشهيدات اللواتي ضحين بأرواحهن "يوم المرأة العالمي هو رمز لنضال ومقاومة المرأة، فيه تعبر المرأة عن وجودها وتدافع عن حقها، فهي تعمل بجهد كبير، إلا أنها لا تحصل على ما تستحق من التقدير".
وأشارت إلى النساء اللواتي أطلقنَّ الشرارة الأولى للوصول إلى هذا اليوم "نساء معمل النسيج، اللواتي رفعنَّ صوتهنَّ في وجه الظلم والاستبداد واللامساواة في عام 1857 مهدنَّ الطريق أمام النساء اليوم للدفاع عن حقوقهنَّ"، مضيفةً "المرأة السورية قررت الدفاع عن حقها والوقوف بوجه الاستبداد".
ومنذ ثورة روج آفا التي اندلعت في 19 تموز/يوليو 2012 انضمت النساء في شمال وشرق سوريا إلى القوات العسكرية، كما وشكلنَّ قواتهنَّ الخاصة، ودافعنَّ عن انفسهنَّ وأرضهنَّ. 
واستذكرت فيروز خليل ممارسات مرتزقة داعش بحق النساء أثناء سيطرتهم على المدينة منذ عام 2014 "عمل المرتزقة على كسر إرادة المرأة، من خلال سجنها وتوشيحها بالسواد وبيع الإيزديات المختطفات من شنكال في أسواق النخاسة داخل مدينة الرقة، كما هجر المرتزقة وقتل واغتصب المئات".
وأكدت فيروز خليل على أن النساء حاربنَّ أعتى التنظيمات الإرهابية المتمثلة بمرتزقة داعش، "هنا وعلى هذه الأرض انتهى داعش بنضال النساء اللواتي لم يقبلنَّ الخضوع".
وفي ختام حديثها رفضت الإدارية في لجنة المرأة فيروز خليل أي ظلم يقع على المرأة "المرأة صاحبة الحق والأرض وهي القيادية في ثورة شمال وشرق سوريا، نتعهد للشهيدات بالسير على خطاهنَّ وتحقيق الهدف الأهم وهو تحرير النساء وتحقيق العدل والمساواة".
 
"يوم واحد لا يكفي"
عضوة مجلس المرأة السورية سهير سنوح، وهي المكون العربي أكدت على أن يوم واحد لا يكفي للاحتفال بإنجازات المرأة، "الإنجازات التي تحققت بفضل النضال والمقاومة التاريخية التي أبدتها المرأة في العالم وفي شمال وشرق سوريا تحتاج للاحتفال بها في كل يوم".
سهير سنوح باركت هذا اليوم على كافة نساء العالم، وعلى وجه الخصوص النساء السوريات اللواتي أصبحنَّ رمزاً للمقاومة والنضال "منذ ثلاثة أعوام ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي بعد أن تخلصنا من سطوة داعش الذي استهدف النساء بشكل خاص".
وتعاني المرأة العربية في مناطق شمال وشرق سوريا من السطوة العشائرية إلا أنها وفي ثورة شمال وشرق سوريا لعبت دوراً فعالاً وشاركت في قتال مرتزقة داعش، كما أنها اليوم تشارك في إدارة المنطقة من خلال انضمامها لمؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تأسست في عام 2013.
 
"نحتفل بفضل مقاومة النساء"
الشابة لوزان بلوخ من المكون الشركسي، قالت بأنهنَّ قدمنَّ من مدينتهنَّ منبج ليشاركنَّ في احتفالية الثامن من آذار/مارس، مرتديات الأزياء الفلكلورية التي ترمز إلى ثقافة وعادات شعوب شمال وشرق سوريا "منذ 5 أعوام ونحن نحتفل بفضل نضال ومقاومة تاريخية أبدتها النساء في شمال وشرق سوريا، هؤلاء النساء سطرنَّ أروع ملاحم البطولة ضد الاستبداد والإرهاب". 
وفي ختام حديثها باركت لوزان بلوخ يوم المرأة العالمي على كافة النساء الشابات وخصت بالذكر النساء المقاتلات والمرابطات على الخطوط الأمامية لجبهات النضال، واللواتي يقاومنَّ في سبيل تحقيق العدل والمساواة.