125 عاماً... الصحافة الكردية صوت وحقيقة المجتمع والمرأة

تعتبر الصحافة السلطة الرابعة لأهميتها في تقويم الاعوجاج من جميع جوانبه، السلاح الأقوى وأكثر فعالية في رفع المستوى العلمي والفكري لأي مجتمع، وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية، فهي مرآة المجتمع التي تعكس واقعه.

نورشان عبدي

كوباني ـ أوضحت الإعلاميات في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بأن للإعلام دوراً بارزاً في تسليط الضوء على قضايا المجتمع وخاصة النساء، مؤكدات أن الإعلام الكردي خطي خطوات مهمة في تطوير مجال الإعلام المنطقة.

يحتفل الإعلاميين/ات والصحفيين/ات الكرد في أجزاء كردستان الأربعة، في 22 نيسان/أبريل من كل عام بيوم الصحافة الكردية، وهو اليوم الذي صدرت فيه أول صحيفة كردية باسم "كردستان" في العاصمة المصرية القاهرة عام 1898، من قبل عائلة بدرخان.

وفيما يتعلق بالذكرى الـ 125 لتأسيس الصحافة الكردية، التقت وكالتنا مع صحفيات وإعلاميات في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا حول أهمية الصحافة الكردية ضمن المجتمع، ودور المرأة الكردية في الثقافة، والاعتداء على الصحفيين.

 

"جريدة "كردستان" ميراث الإعلام الكردي"

تقول عضوة إذاعة صوت كوباني بإقليم الفرات شيلان محمد التي باركت يوم الصحافة الكردية على كافة المناضلات والمناضلين من أجل إيصال صوت الحرية والذين فقدوا حياتهم في سبيل إظهار الحقيقة للرأي العام "تعمل الصحافة الكردية على خدمة المجتمع وإظهار حقيقته ومعاناته للرأي العام، فيما تعمل الوسائل الإعلامية الأخرى وفق مصالح الدول التي ينطوي تحت صيوانها".

وأوضحت أن "الصحافة الكردية واجهت الكثير من الصعوبات حتى وصلت لهذه المرحلة من التطور، معظم العاملين ضمن المؤسسات الإعلامية الكردية المختلفة في شمال وشرق سوريا لا يمتلكون شهادات جامعية في الإعلام، إلا أنهم انضموا إلى هذا المجال للمساهمة في إنجاح ثورة روج آفا، بالرغم من كافة الصعوبات تم إحراز إنجازات عدة على صعيد الصحافة الكردية التي بدأت بأول صحيفة عام 1989، واليوم بعد 125 عاماً انشأت العشرات من المؤسسات الإعلامية الكردية".

وحول مراحل التطور التي مرت به الصحافة الكردية ضمن الثورة تقول "أصبحت جريدة "كردستان" أولى الصحف الكردية، ميراثاً للإعلام الكردي، والخطوة الأولى لانطلاقته، منذ ذلك الوقت مر الإعلام الكردي بالعديد من المراحل المتطورة"، مشيرةً إلى أن الإعلام الكردي خطى خطوات مهمة في تطوير مجال الإعلام في مناطق شمال وشرق سوريا "كوننا نعيش في مناطق شمال وشرق سوريا فإن الإعلام الكردي يشهد تطوراً ملحوظاً بدأً من إنشاء مؤسسات إعلامية من بينها ما هو خاص بالمرأة وقضاياها والعمل على توعية وخدمة المجتمع وإظهار حقيقة مجتمعهم للعالم، كما أن نسبة العاملين ضمن تلك المؤسسات قد ارتفعت".

ولفتت إلى أن الإعلام الكردي في سوريا مر بمخاض عسير نتيجة التضييق الممارس عليه من قبل حكومة دمشق، وقلة الكوادر ذات الخبرة والإمكانيات، لكن ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، استطاعت أن تخطو خطوات هامة خلال سنوات قليلة، وافتتحت الكثير من الوسائل الإعلامية التي لعبت دوراً بارزاً في إيصال حقيقة الثورة إلى الرأي العام العالمي "لقد مرت الصحافة الكردي التي تمثل الشعب بمراحل متعددة، في مناطق روج آفا يعمل الإعلام بشكل حر لأنه هناك ثورة، فيما يتعرض الصحفيين/ات والإعلاميين/ات في كل من شرق كردستان وشمالها حتى يومنا الراهن للاعتقال والتعذيب"، مؤكدةً على استمرارهن بالعمل من أجل إظهار حقيقة المجتمع والمرأة في مناطق شمال وشرق سوريا.

وأشارت شيلان محمد إلى أنه للإعلاميات الدور الأبرز في تطور الصحافة الكردية في روج آفا واستطاعت العديد من الصحفيات التأثير على الصحافة الكردية ووضع بصمتهن فيها، وقدمن تضحيات من أجل إظهار الحقائق "تمكنت الإعلاميات من خلال عملهن أن تكن منبراً لنقل حقائق النساء ضمن الثورة في مناطق شمال وشرق سوريا، فنحن اليوم نملك فضائية ووكالة أنباء وإذاعة خاصة بالمرأة، هذه المؤسسات الإعلامية لا تحتضن الكرديات فقط، بل تحتضن النساء من كافة المكونات".

 

"للمرأة دور بارز في تطور الصحافة الكردية"

وتلعب الإعلاميات في مناطق شمال وشرق سوريا دوراً ملحوظاً في تعريف العالم بحقيقة ودور المرأة وانخراطها في كافة المجالات الحياتية، وإعادة صياغة لغة النشر في المواضيع الخاصة بالنساء، كما أوضحت مراسلة جريدة روناهي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات سلافا أحمد "عندما نريد بأن نقيم مستوى الصحافة الكردية نعود إلى الخطوات الأولى لتأسيسها حين تم إصدار الصحيفة الكردية "كردستان" في القاهرة، بالنسبة للشعب الكردي الذي عاش سنوات طوال من المعاناة والظلم، كانت خطوة جيدة، حيث كان مصدراً لإظهار حقيقة ما عاشوه في ظل الذهنية السلطوية والرأسمالية والدكتاتورية".

وأوضحت أن "الإعلام والصحافة الكردية تمكنا من الوصول لمراحل متقدمة واستطاعتا إيصال حقيقة وصوت المجتمع للعالم أجمع، لذا تتعرض مؤسساتنا الإعلامية للهجوم مراراً وتكراراً"، مؤكدةً على أن الصحافة الكردية استطاعت أن تعرف العالم بثورة المرأة في روج آفا "بعد انطلاق ثورة 19 تموز تم تفعيل دور الإعلام الكردي من جديد ليعمل على تعريف العالم بثورة المرأة ومقاومة الشعب في مواجهة مرتزقة داعش، لتصبحن مثال للمقاومة والنضال".

وحول دور الإعلام في المرحلة الحساسة التي تمروا به شعوب شمال وشرق سوريا وخاصة الشعب الكردي تقول "يمر الشعب الكردي بمرحلة تغير جذري وحساس ويتعرض للكثير من الهجمات والانتهاكات لتشويه أمام صورة ثورة المرأة أمام الرأي العام، إلا أننا نقف في وجه هذه الاعتداءات"، موضحة أن الدور الأبرز لحماية مكتسبات هذه الثورة يقع على عاتق الصحافة الكردية "في هذه المرحلة التي نمر بها يجب على الصحافة الكردية أن تلعب دورها الحقيقي لإظهار حقيقة الثورة وتعرفها للعالم، ونحن كإعلاميات نعمل اليوم في مجال الصحافة يجب علينا بأن نلعب دورنا الريادي في الدفاع عن هوية النساء وثورتهن في روج آفا، وبمناسبة يوم الصحافة الكردية نجدد عهدنا بإكمال ما بدأته المناضلات من أجل إيصال صوت وحقيقة وهوية المرأة للعالم".