ينتعش فن الغناء بأصوات النساء
قالت المغنية الشعبية حليم إيزر، التي تعبر عن مشاعرها من خلال الغناء منذ سنوات، إن "الغناء وسيلة للتعبير عن الألم والمعاناة والفرح، وإن حب الناس للفلكلور الشعبي قد انتهى"، داعيةً إلى الحفاظ عليه.

نوبيلدا دنيز
مخمور ـ يعتبر الغناء الشعبي فن فلكلوري وأحد أهم عناصر الأدب الشفوي في المجتمع الكردي، "الأغاني الشعبية" هم فنانون ينقلون شفوياً التاريخ والثقافة والتقاليد والقيم الكردية ويلعبون دور التعليم والتدريس والترفيه، يحث ويعبر الشعب الكردي عن آلامه وقهره وفقره وحربه وحبه وشوقه لوطنه من خلال الغناء.
يعد مخيم الشهيد رستم جودي "مخمور" للاجئين أحد هذه الأماكن التي يروي فيها الناس قصص القمع والعنف والألم ورحلة اللجوء التي عاشوها من خلال الغناء، حيث أن حليم إيزر إحدى الأمهات اللواتي أجبرن على مغادرة قراهن في تسعينيات القرن الماضي بسبب ضغوط وقمع الدولة التركية وانتهى بهن الأمر في مخيم مخمور، وتعلمت الرقص الشعبي من والدتها في سن مبكرة، وكانت عضوة في مجموعة الرقص الشعبي مريم خان لمدة 6 سنوات.
حليم إيزار من قرية ريمو في شرناخ، تطرقت إلى مسيرتها الغنائية "عندما كنا في القرية، كانت أمهاتنا وجميع كبارنا يغنون في حفلات الزفاف والمآدب والحفلات، وتعلمت الغناء من والدتي"، موضحةً أنه لم يكن يوجد شيء اسمه القراءة أو الكتابة، والناس استخدموا الغناء للتعبير عن ألمهم ومشاعرهم، لافتةً إلى أنهن في الماضي كن تغنين "الشعبية" بينما تهزن أطفالهم في المهد وتقمن بجميع أعمالهن المنزلية.
رغم كل شيء استمرت في الغناء
وأشارت حليم إيزر إلى أنها كانت عضوة في مجموعة مريم خان في المخيم لسنوات وأنتجت العديد من مقاطع الفيديو الموسيقية، وأنها تغني أغاني الشعبية بشكل احترافي منذ 15 عاماً، واصفةً الصعوبات التي واجهتها "عندما بدأنا المشاركة في الأنشطة الثقافية لأول مرة، قال لنا الكثير من الناس أنتن أيها النساء لا تعرفن كيف تغنين أغاني الشعبية، اذهبن واهتمن بتربية أطفالكن، لقد كانوا يسخرون منا، ولكن رغم كل شيء، واصلنا عملنا بكل حب".
يعبرون عن آلامهم من خلال الغناء
وقالت حليم إيزر إن الشعب الكردي يعبر عن الألم والمعاناة والحزن والظلم والقهر الذي يعيشه من خلال غنائه، موضحةً أنهم يبكون في الفرح والحزن، وأن من لم يعاني لا يستطيع البكاء، مشيرةً إلى أنه في الماضي، كان النساء والرجال والشباب يجتمعون في القرى، ويرقصون ويغنون الأغاني ويؤدون الرقصات الشعبية والشرقية حتى الصباح، وكانوا يتحدثون مع بعضهم البعض".
"ملكية الثقافة الكردية آخذة في الانحدار"
وعن الحفاظ على الثقافة الكردية، قالت حليم إيزر "إن الحفاظ على الثقافة يتناقص يوماً بعد يوم، لذلك، يجب أن يتم تدوين كل شيء حتى يتمكن شبابنا من التعلم، كما يجب على الأمهات والآباء أن يجمعوا أطفالهم حولهم وينقلون الأغاني شفوياً إلى الأجيال القادمة، كونه بعد تطور التقنيات والتكنولوجيا، انخفض اهتمام الناس بالغناء، ولكن ينبغي على الناس أن يهتموا بثقافتهم الخاصة".
"الثقافة واللغة والهوية هي حياة وهوية الإنسان"
دعت حليم إيرز في ختام حديثا إلى الحفاظ على الثقافة الكردية "إذا لم تكن هناك ثقافة إنسانية فلن يكون هناك إنسان، والثقافة هي لغة وحياة وهوية الإنسان، ولهذا السبب يجب علينا نحن الشعب الكردي أن نهتم بثقافتنا".