ميس بدران... مشروع أديبة فلسطينية حولت العوائق لتحديات

تملك ميس بدران ذات الـ 16 عاماً موهبة الكتابة لكنها تعاني كما تقول من ضعف القدرة على الإلقاء، وهو ما أثر سلباً على تنمية موهبتها.

تحرير بني صخر
رام الله ـ  
ميس بدران طالبة في مدرسة بنات البيرة الجديدة في الصف العاشر، تقطن في محافظة رام الله والبيرة. تقول "ضعف قدرتي في الإلقاء كان يطغى على إبداعي في الكتابة ولم أستطع توصيل كلماتي بالصورة التي تستحقها، لذلك كنت أفشل في تحقيق الفوز في المسابقات، لكن هذا الفشل ولد العزيمة والإصرار وكان محفزاً لأتحدى نفسي".
تقول عن بداية اكتشاف موهبتها "في الصف السادس اكتشفت معلمتي للغة العربية موهبتي عندما كتبت رسالة قرأتها وأعجبت بما كتبت، فباشرت على الفور بتشجيعي لأبدأ الكتابة".
لم تخلو البداية من المعوقات، كما تقول "في البداية وجدت الكثير من العوائق والحواجز في طريق تحقيق طموحي، شاركت بمسابقات مع وزارة التربية والتعليم رغم التدريب والتشجيع من معلماتي، إلا أنني كنت أعاني من مشكلة في الإلقاء التي حالت دون نجاحي".
وتضيف "موهبتي لاقت تشجيع عظيم من قبل مدرستي حتى بعد تخرجي منها، كذلك عائلتي وأصدقائي كان دعمهم مرافق لي دائماً، لا أنكر أن الإنسان يحتاج للدعم النفسي والمعنوي من المحيط حتى يواصل مسيرته، لكن أن لم يجد من يحفزه هذا لا يعني الاستسلام بل واجب عليه تحفيز نفسه بنفسه، فالأمر لا يتعلق بالتحفيز فقط بل بمواجهة الكلمات اللاسعة التي تكسر القارورة وتهبط معنوياتنا". 
 
 
ولتتجاهل التعليقات التي تثبط من عزيمتها بدأت بالبحث عن نقاط ضعفها "بحثت عن نقاط الضعف التي كانت تسبب لي الهزيمة وبدأت بمعالجتها، تخلصت من مشكلة الخجل وعدم التمكن من الإلقاء بمشاركتي في تقديم برامج تلفزيونية، واندمجت مع المحيط فتخلصت من مشكلة الخجل، وفعلاً بدأت بالفوز بالمسابقات وبمراكز أولى".
وتقول عن هذا الفوز أنه لم يكن خيارها الوحيد "كنت احتاج عملاً يدفعني للأمام فكان خياري هو جميع كتاباتي "خواطر" في كتاب يحمل اسمي، وهو ما سعيت إلى تحقيقه رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها، لم أكن أعرف إجراءات طباعة كتاب كوني شابة في بداية مسيرتي، لكنني تعرفت على مجموعة كتاب من جيلي قدموا لي المساعدة بشأن الإجراءات وكيفية طباعة الكتاب".
 
 
وطبع أول كتاب لها بعنوان "على استقامة حلم" وحول اختيارها هذا الاسم تقول "اخترت هذا العنوان لأن هذا الكتاب كان بداية طريقي حيث صدر الكتاب في دار يافا الأردنية بتاريخ الـ 26 من كانون الأول/ديسمبر 2019".
وتتابع "بعد هذه التجربة تطورت كتاباتي وشاركت في دورات كتابة إبداعية، وتعرفت على العديد من الكتاب مثل وليد الهودلي والكاتب الراحل فرج عبد الحسيب الذي كان يشجع قلمي النابض بقوله لي: أنتِ مشروع أديبة". 
لم تكتفي ميس بدران بكتاب واحد فقط "وجدت أن كتاباً واحد خاص بي لا يكفي، فشاركت مع كتاب من كافة أنحاء العالم ونشرنا كتاب بعنوان "الحلم"، وشاركت مع كتاب من البلدان العربية في ثلاث كتب بعناوين مختلفة وهي (لمجهول)، (حينما يكتب القمر)، (رسائل لن تصل)".
وفي الختام وجهت رسالة لجيلها من الشباب قائلة "لا تنتظروا حتى تصبحوا في الجامعات لتحقيق أهدافكم، ابحثوا عن مواهبكم التي تكمن داخلكم، واجتهدوا فالإبداع لا عمر له، والحياة ليست إلا اختباراً بحلوها ومرها، لذا علينا أن نجتازها وعلى الإنسان أن يسعى ليصل، فنحن الآن نحيك دربنا من خيوط الأمل لنصل إلى ذلك الحلم الذي ينتظرنا على قارعة الطريق".