من رحم الغربة أحيت الفلكلور الكردي
للفن أهمية كبيرة لجميع الشعوب، فهو الذي ينقل تاريخها، ولعل الشعب الكردي استطاع ولآلاف السنوات أن يحافظ على ثقافته من الاندثار
نسرين كلش
قامشلو ـ وسط محاولات الإبادة عبر الشعر والمواويل والرقص والأغاني الفلكلورية.
على الرغم من التنوع في فروعه والاختلافات في طريقة التعبير عنه يبقى الفن لغة العالم، التي تجمع هذه الشعوب، ولعل الشعر الذي خلد تاريخ شعوب وحضاراتها كان أبرزها، كوليستان كلش ذات الأربعين عاماً شاعرة ومغنية كردية عملت على إحياء الفلكلور الكردي من خلال المواويل القديمة، واكتشفت حبها للشعر منذ نعومة أظافرها فكانت تحفظ الأغاني وتسمعها لمن من حولها.
تقول كوليستان كلش "شجعتني عائلتي على الاستمرار بالغناء ونظم الشعر بعد أن احتوت موهبتي، كذلك صديقاتي شجعنني على تطوير صوتي وموهبتي، فبدأت بالعمل على طريقة إلقائي حتى وصلت لمرحلة رضيت بها تماماً عن نفسي وما أقوم به".
تفضل الإلقاء أكثر من كتابة الشعر ولذلك لم تطبع ديواناً حتى اليوم "لم أقم بطباعة قصائدي القومية والثورية لأنني أؤمن أن صوتي وطريقة إلقائي تبصم بأذن وقلب المتلقي، أكثر مما إذا كانت حبراً على ورق، وذلك نابع من إيماني أنني قادرة على إيصال إحساسي من خلال نبرة صوتي، بالنسبة لمشاركاتي اقتصرت على بعض الأمسيات الشعرية والانضمام للفرق الفلكلورية الكردية التي أراها مرآة لنفسي وشغفي، أما المواويل فهي تحرك مشاعر المستمعين وأرى ذلك عندما تذرف دموعهم".
وعن سبب اختيارها للشعر القومي الثوري أشارت أن السبب الأساسي هو ارتباطها بقوميتها وما عاشه الشعب الكردي من ظلم على مر التاريخ "عندما يتعلق الأمر بالكرد أتحمس وأشعر بالحب والثورة مما يلهمني كتابة وإلقاء الشعر. المواضيع القومية تشدني بشكل أكبر من غيرها".
وتؤكد أن "الأغاني والشعر غذاء الروح"، ومن خلال تجربتها تقول "عندما اندلعت ثورة روج آفا كنت مستقرة في لبنان، وشعرت بالغضب لأنني لم أكن شاهدة على هذه الثورة العظيمة، فترجمت ما أشعر به إلى شعر بعنوان 'اختكم في الغربة' وبعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية لجميع مناطق شمال وشرق سوريا، تأكدت من ضرورة عودتي أنا وأبنائي إلى روج آفا والانضمام إلى هذه الثورة المباركة، التي بدأت على يد المرأة، والوقوف مع أهلنا يداً بيد".
واختتمت كوليستان كلش حديثها بالإشارة إلى أن "الأمر لم يكن سهلاً، مع تراكم المسؤوليات، واعتبار أن لا مكان للشعر والفن في حياتنا، وخاصةً في حياة المرأة".