غيد آل غرب تحصد جائزة كتارا عن روايتها "سكرة: مزامير الدم"

استطاعت غيد آل غرب كسب رهان ما كتبته من خيال يرتبط بتاريخٍ واقعي من خلال رواية "سكرة: مزامير الدم" التي حازت على جائزة كتارا للرواية العربية لفئة الرواية غير المطبوعة في دورتها السابعة

غفران الراضي 
بغداد ـ استطاعت غيد آل غرب كسب رهان ما كتبته من خيال يرتبط بتاريخٍ واقعي من خلال رواية "سكرة: مزامير الدم" التي حازت على جائزة كتارا للرواية العربية لفئة الرواية غير المطبوعة في دورتها السابعة.
تعود بنا الروائية والأكاديمية والمترجمة غيد آل غرب (34) عاماً، إلى الحادية عشر من عمرها لتسرد لنا تلك البداية المبكرة "كنتُ في الحادية عشر من عمري عندما كتبت أول نص، لقد كان شعراً غنائياً غزلياً، كانت النصوص تتطور في كل مرحلة من عمري ومع ازدياد الخبرة في الحياة الاجتماعية والمهنية".
وعن شعورها بالتحليق أثناء كتابة الرواية تقول "أملك ثروة لغوية وموضوعية يمكنني طرحها، ولكنني وجدتُ نفسي مقيدة في الشعر ولا أستطيع التحليق، إلا أن الأمر كان مختلفاً مع الرواية التي نمت لي معها جناحان وحلقت في سماء السرد، هذا لا يعني إنني لست من عشاق الشعر ولكنني صراحة لا أملك الكلمات التي تعينني على كتابته".
وعما يثير اهتمامها من أحداث لتضمنها في رواياتها تقول غيد آل غرب "أحاول قدر الإمكان تدوين التغيرات السياسية والاجتماعية في رواياتي، ودائماً أجعل أثار الحروب نقطة انتقل بها بين عوالمي المتخيلة"، ولا تأبه للتابوهات "في رواية "مبعوثون" وهي باكورة أعمالي صنعت من الحروب العالمية أو المحلية أو الإقليمية مرتكزاً لخلق حبكة الرواية، كذلك في روايتي الثانية "سَكْرَة" كانت الحرب جزءاً منها بل شخصية حية تتفاعل وتكبر وتتقدم فيها".
وأضافت "أنا أكتب في كل شيء وعن كل شيء، المبعوثون مثال حي عن تحرري من كل التابوهات المجتمعية في الكتابة".
وتعتقد أن المرأة قاعدة ومؤثرة في محافل مهمة "المرأة في كثير من الأحيان شخصية فاعلة ورئيسية وفي بعض المحافل تكون قائدة ومنسقة، المرأة اليوم تختلف عن الأمس فقد أصبحت مسموعة الصوت وموجودة وفاعلة".
وعن دور النساء في رواياتها تقول "المرأة في نصوصي معشوقة ومقدسة، تظهر كشخصية رئيسية لديها الكثير لتحكيه وتجارب كثيرة لترويها وأحداث تشركنا بها ومشاكل لنحلها معها".
ولا تعتقد غيد آل غرب أن جودة النص وتصوره الخيالي يختلف بحسب الجنس أي إن كانت امرأة أو رجل، "لا أجد أي اختلاف في المحتوى والصورة، الكاتبة أو الكاتب هما العنصر الأول والأخير في النص وهما من يتحكمان بحرفية إظهار الشخصية سواء كانت أنثى أو ذكر، ولا أجد أية اختلافات في عرض شخصية امرأة أو رجل، كل شيء يخضع لإمكانية الروائي".
وعن روايتها "سكرة: مزامير الدم" تقول "كل ما ذكر في الرواية يستند على أحداث حقيقية، وتعمدت تغليف الواقع بالخيال لخلق عالم أستطيع من خلاله التحكم بالشخصيات".
وتستند الرواية على رؤية سردية متخيلة، تتلبس روح شخصية ميتة بجسد شابة تحاول من خلالها قص حكايتها، تعيد القارئ بالزمان إلى مئة عام حيث طبول الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) تقرع مع إعلان الباب العالي للنفير العام.
وحول المدة التي استغرقتها في كتابة الرواية قالت "هذه الرواية ثمرة جهود دامت لثلاث سنوات قرأت فيها الكثير من الكتب والمقالات والمذكرات الشخصية، ولكني لم أجد مرجع استند عليه فاتجهت إلى محادثة كبار السن الذين قد عاصر أحد أفراد عائلاتهم الحرب، لأتبين منهم ما جرى".   
وعن تجربة الفوز بجائزة كتارا تقول "فوز روايتي سكرة: ومزامير الدم بحائزة كتارا تجربة مبهجة ومفرحة، لأنني استطعت إيصال صوتي وفكرتي إلى نخبة المثقفين في العالم العربي، أتمنى أن يصل صوتي وفكري للقراء في كل مكان".
وكتارا للرواية العربية جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر عام 2014، تتألف من فئتين وتهدف لترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربياً وعالمياً، وتشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين.