بأعمالها الفنية تعالج قضايا المرأة والطفل

من خلال فن النحت التشكيلي تسعى الفنانة الشابة أحلام عبد العاطي إلى إبراز القضايا والمشكلات المجتمعية خاصةً لأكثر الفئات هشاشة وهم النساء والأطفال.

نغم كراجة

غزة ـ وسط مجسمات وأشكال فنية جمالية تقف الشابة الفلسطينية والرسامة التشكيلية أحلام عبد العاطي حاملة بيدها فرشاة إزالة الزوائد لتضع لمساتها الأخيرة على قطتها الفنية قبل عرضها النهائي للزوار.

قالت المسؤولة عن الأكاديمية الإدارية في مركز تجوال للثقافة والفنون الفنية أحلام عبد العاطي البالغة من العمر 25 عاماً "لم أكن أتوقع أن يتحول لقبي من المحامية إلى الفنانة التشكيلية لكن الظروف جعلتني أخترق عالم العمل الفني".

وأضافت "فن النحت من أقدم وأرقى الفنون التشكيلية حيث اعتبره القدامى وسيلة لتوثيق حياتهم اليومية، بدايةً من النقش على الصخور والأخشاب، حتى تطور الفن إلى عصرنا باستخدام الأقلام والأدوات الحديثة، وهذا الفن يبرز العديد من القضايا المجتمعية مثل عمل الأطفال، والنساء المتضررات".

دورات تدريبية

وأوضحت أحلام عبد العاطي "اقترحت فكرة إعطاء دورات تدريبية بمجهودي الشخصي وبشكل مجاني نظراً لعدم وجود الإمكانيات المادية واللوجستية، وأيضاً قلة وجود المواد حيث واجهت صعوبة الحصول على مكونات المنحوتات على الأراضي الحدودية التي تطل على السياج الفاصل بين قطاع غزة والاحتلال"، مشيرةً إلى أن "فن النحت لا يقتصر على تصميم الأشكال الفنية الجمالية فقد بل على صناعة المجسمات التراثية والمنزلية من مبدأ التنوع في الفن لتوسيع مصدر الدخل، وإنشاء بداية فنية متكاملة".

وبينت "تمكنت من إعطاء مجموعة من الدورات التدريبية تحت أسم "أما بعد" وهي عبارة عن احتراف فن النحت وتطبيقه، واستهدفت الفئات الأكثر هشاشة وهم الفتيات، والأطفال، فالجميع يعلم أن فن النحت هو أصعب الفنون التشكيلية وليس من السهل تعليمه للأطفال ولكننا نحاول تنمية قدراتهم، وهدفنا من خلال هذه الفكرة تجسيد واقع الأطفال الذي يعيشونه من ظل الحصار الذي خلفه الاحتلال، وقتل طفولتهم، وسلب حقوقهم".  

وحول تدريبات الأطفال قالت "تضمنت الفكرة كيفية صناعة الأشكال والمجسمات الفنية ذات المعنى الذي يبز الواقع المأساوي المحيط بهم، من خلال تشكيل الصلصال بداية معرفتهم بالقاعدة الأساسية للفن التشكيلي، ورسم الشكل المطلوب، وتطبيق المنحوتات على الهياكل وصولاً للشكل النهائي، وهي قطع فنية متعددة المناظر الجمالية".

وأشارت أحلام عبد العاطي إلى أن "هذا النشاط أتاح مساحة كافية للأطفال لاستثمار أوقاتهم والبوح بمشاكلهم، وكذلك تطوير مواهبهم واكتشاف مهارات جديدة تمكنهم من إيجاد مستقبل أفضل، وكانت مدة التدريب ثلاث ساعات مكثفة يومياً، بمشاركة ما يزيد عن 20 طفل، وأكثر من 10 فتيات، ولازالت الأنشطة الداعمة مستمرة".

وعن العوائق التي واجهتها قالت "واجهت عدة معوقات أثناء مسيرتي الفنية أبرزها سياسة الاحتلال الممنهجة والتي تمثلت في تعطيل التراخيص التي منعتني من السفر للخارج للمشاركة في المهرجانات، بالإضافة إلى اغلاق المعابر والذي ترتب عليه غلاء أسعار المواد الخام وعدم توافرها في السوق المحلي، كما أنني عانيت من الانتقادات المباشرة كوني أعمل في مجال آخر غير تخصصي الدراسي، ودفعت مبالغ باهظة للحصول على الشهادة الجامعية".

وأضافت أحلام عبد العاطي "أهوى الفنون التشكيلية كالرسم والتخطيط، لكنني أردت أن أتوجه نحو الفن الأكثر دهشة رغم صعوبته، وبعد مشوار طويل استمر عام ونصف في تعلم فن النحت التشكيلي باحتراف أصبحت من أبرز الفنانات التشكيليات في هذا المجال"، مؤكدةً على أن "المرأة الفلسطينية قادرة على إيصال رسالتها وقضيتها من كافة الجوانب الحياتية، وخاصة الفنون التي تعد من الوسائل الغير تقليدية وسريعة الانتشار في نقل الصورة".

وفي ختام حديثها قالت الفنانة التشكيلية أحلام عبد العاطي أنه "بالرغم من قلة عدد العاملات في فن النحت، إلا أننا نسعى نحو النهوض بالمجتمع في قطاع غزة المحاصر من الجانب الفني، ومن خلال المساهمة الفعالة في تطوير الحالة المجتمعية، ومعالجة القضايا التي تعاني منها النساء خاصةً وذلك بإيجاد مساحات متعددة لطرح الأفكار والمشاريع الحرة والفنية".