'الرواية الجزائرية والمغاربية أغفلت المرأة الإفريقية'
بين حُضورها الإبداعي في عالم الكتابة وحضورها النضالي في القضايا التحررية، سطع اسم "عائشة بنور" ككاتبة وروائية جزائرية
رابعة خريص
الجزائر ـ ، نجحت في حجز مكانة متميزة لها في العالم العربي، فكتبت عن القضية الفلسطينية والجزائرية أيضاً، وسلطت الضوء على الأطفال وعوالمهم الجميلة، فكتبت عنهم بكلمات وألفاظ شيقة وسهلة، لكن أكثر ما أخذ حيزاً هاماً من أفكارها وكتابتها هي المرأة.
ظفرت الروائية الجزائرية عائشة بنور بالعديد من الجوائز وترجمت العديد من أعمالها إلى العديد من اللغات بينها الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.
تكتب القصة القصيرة والرواية منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي، ومارست الكتابة الصحفية في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية وأسهمت بمقالات ودراسات حول قضايا المرأة والطفل (الرافد، مجلة أنوثة، مجلة المعلم، الموعد الجزائري وغيرها).
ونشرت العديد من قصصها عبر الصحف المحلية والعربية والمواقع الإلكترونية وهي عضو رابطة ابداع الثقافية، وشاركت في العديد من الملتقيات الأدبية (الملتقى الوطني للأدب بسعيدة مارس 1991، الملتقى الثالث للأدب بمليانة 1991 .... الملتقى الأول للأدب والسياحة بحمام ملوان 2000...).
ومن أشهر إصداراتها الأدبية "نساء يعتنقن الإسلام (دراسة) نشر دار الحضارة 1996، والسوط والصدى نشرت من طرف وزارة الثقافة 2006 إضافة إلى اعترافات امرأة (رواية) صدرت لها عام 2007، وسلسلة حكايات جزائرية أخرى رفقة الأديب الجزائري رابح خدوسي".
ونالت العديد من الجوائز بينها جائزة الكاتب الناشئ (قصة السفينة) لجريدة الجمهورية الأسبوعية 1993، والجائزة الأولى في المسابقة القصصية للموقع الإلكتروني مجلة أقلام الثقافية عام 2006 وجائزة "فوروم" نساء البحر الأبيض المتوسط بمرسليا فرنسا 2002 عن قصتها "عذرية وطن كسيح" وترجمت إلى اللغة الفرنسية، وهناك أيضاً جائزة الاستحقاق الأدبي عن روايتها اعترافات امرأة عن دار نعمان الأدبية بلبنان 2007.
وصدرت للروائية الجزائرية عائشة بنور، الأسبوع الماضي، الطبعة الثانية من رواية "الزنجية" عن منشورات دار ريادة للنشر والتوزيع بالمملكة العربية السعودية.
وتتحدث عائشة بنور لوكالتنا عن هذه الرواية قائلة إن "الفكرة لم تكن وليدة اللحظة بل هي اشتغال دام أكثر من ثلاث سنوات"، وتشير أن روايتها جاءت بعد اتساع رقعة نزوح المرأة الإفريقية المهاجرة بصغارها نحو مدن الشمال وفي ظروف جد مؤلمة.
وحسبما كشفته فقد أعادت إنتاج ما أفرزته المجتمعات الإفريقية برؤية انتقادية تنويرية وتسليط الضوء على واقع المرأة الافريقية المأساوي في القارة السمراء وهي ترزح تحت نير ظلم العادات والتقاليد البالية التي تذل المرأة وتقهرها وتسلب منها حتى جسدها.
وتقول إن المرأة الإفريقية تتعرض للانتهاكات والاستغلال وما تعانيه من جراء الحروب والنزاعات القبلية، وتغييب دورها المحوري والفعال في البناء والتشييد ناهيك عن العنصرية في دول الشمال.
وتُضيف إن روايتها "الزنجية" ترصد قمع المرأة في القارة السمراء، إذ تشرح الرواية أبواب الفجوات المسكوت عنها، فتغوص في عمق جراح الأنثى الإفريقية وتختزل واقعاً مريراً تعيشه المرأة خاصة في بلدان أفريقيا السمراء، حيث تتحرك فيها البطلة بلانكا، أو الأنثى الإفريقية الزنجيّة في نفق التقاليد وتتخبط في دوامة الجهل والقهر والعنف كتعرضها للعنف النفسي والجسدي وما ينجر عنه من آثار نفسية وسلوكية تنعكس على حياتها الكاملة مستقبلاً كظاهرة ختان الفتيات وهن في عمر الزهور وكذلك في مواجهة آثار الصراعات القبلية والحـروب والانقلابات، كما تتعرض الرواية إلى وجه آخر من المعاناة الإنسانية، العنصرية والعنف ضد الفتيات بالإضافة إلى موضوع الهجرة ونزوح الأعداد الهائلة من الأفارقة وخاصة المرأة والأطفال نحو دول الشمال بحثاً عن رغيف الخبز والحياة الكريمة، وما يتعرضون له من مخاطر في الصحراء.
وتبين أن "إفريقيا تحولت رغم خيراتها وثرواتها إلى مقبرة للموت، ومرتع للفساد، والأمراض كالإيدز والملاريا فأصبح المكان مقموعاً، وشخصياته مقهـورة، وتفاعـل مأساوي رهيـب تعيشه شخوص الرواية في ظل الخوف من المجهول".
كذلك سلطت الرواية الضوء على التراث الإفريقي الساحر والمفعم بالألوان والطقوس وحاولت إعطائه البعد الثقافي والعالمي وما يتميز به من قيم تاريخية وثقافية.
وتعتقد أن الرواية الجزائرية والمغاربية اغفلت المرأة الإفريقية، لكن ما نلاحظه اليوم هو دخول الرواية الإفريقية غمار الابداع العالمي وتصدر الروائيين الأفارقة المشهد الأدبي سواء في بلدانهم أو في البلدان الأوروبية بإيصال إرثهم الثقافي بكل ما يحمله من زخم معرفي وقيم وموروثات وهموم الإنسان الافريقي بصفة عامة وهذا يعتبر علامة فارقة في الرواية المؤثرة في المشهد الروائي العالمي. كما تؤكد.