'لابد من النضال، وحتماً سنصل إلى الأهداف التي تناضل من أجلها الحركات النسائية'
تجسد خديجة الزومي المناضلة السياسية والنقابية مثالاً حياً للمرأة المغربية التي مثلت حضور متميز في المشهد السياسي المغربي، قائلةً "لا بد من النضال، وحتماً سنصل إلى الأهداف التي تناضل من أجلها الحركات النسائية"
حنان حارت
المغرب ـ .
خديجة الزومي، من مواليد مدينة فاس 1960، تعد واحدة من النساء البارزات في حزب الاستقلال الذي يعد من أعرق الأحزاب المغربية، وتتميز بمواقفها الجريئة، وهي من المناضلات التي تدافع بشدة عن قضايا المرأة والعاملة على صعيد المؤسسات التشريعية، كانت أول امرأة تفوز بمقعد برلماني على رأس لائحة نقابية، وذلك قبل سن تشريع ضمان التمثيلية النسائية، وهو الموقع الذي مازالت تحتله منذ عام 2006.
والتحقت خديجة الزومي، في سن مبكر بحزب الاستقلال، ودشنت مساراً طويلاً من النضال السياسي والنقابي بالحزب، وعن مكتسبات المرأة في المجال السياسي تقول السياسية خديجة الزومي في تصريح لوكالتنا وكالة أنباء المرأة "إن المرأة المغربية باتت متواجدة في جميع الأحزاب السياسية، حيث أن قانون الأحزاب يخصص تمثيلية في المكاتب السياسية وفي المجالس الوطنية وفي اللجان المركزية، كما أن هناك لجنة المناصفة والمساواة والتي تهدف إلى مراقبة كل حزب إلى أي مدى يريد تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص وعلى إقرار الدستور المغربي الذي يدعو إلى المساواة وتكافؤ الفرص في فصول كثيرة وإلى تواجد النساء في مجموعة من المنصات التشريعية بالبرلمان ومجلس المستشارين". مؤكدةً أن النساء السياسيات لا زال ينتظرهن الكثير لتحقيقه، فما زالت هناك طموحات معلقة ولا بد من النضال "حتماً سنصل إلى الأهداف التي تناضل من أجلها الحركات النسائية".
وقالت خديجة الزومي "إنه رغم ذلك يظل من الصعب تحقيق المناصفة، وذلك لمجموعة من العوائق التي تتمثل في الفكر الذكوري".
خديجة الزومي بعد نجاحها في مسارها الدراسي، بدأت حياتها العملية بسلك التعليم كأستاذة بالتعليم الثانوي، ثم عينت مديرة للموارد البشرية بالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل.
ورغم انشغالاتها المهنية والسياسية، واصلت مشوارها الأكاديمي والعلمي، حيث حصلت على شهادة ماجستير في تدبير المؤسسات، وتمكنت عام 2007 من الحصول على شهادة التكوين في تدبير الموارد البشرية من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات.
وتقول السياسية والنقابية إنه رغم حضور المرأة سواءً في سوق العمل أو في الهيئات المنتخبة، فإنها لا تحظى بالثقة والمسؤولية المطلوبة داخل المؤسسات.
وأكدت على أن النساء المغربيات لا يزال أمامهن الكثير من الطموحات لتحقيق النتائج الإيجابية للعنصر النسوي والاستجابة لتطلعاتهن، وبالتالي فإن تحقيق النموذج التنموي لن يكون إلا بإشراك الطاقات النسائية.
وحول الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، قالت خديجة الزومي أن هذه المناسبة تشكل فرصة لاستحضار العديد من المنجزات التي حققتها المرأة المغربية، وفرصة لتقييم تجربتها في مختلف المجالات، ومناسبة لإبراز الصورة المثالية للمرأة بصفة عامة والمغربية بصفة خاصة وانخراطها بشكل فعال في التنمية الاجتماعية، وفي المكتسبات الكبرى المحققة على جميع المستويات.
وعن رسالتها للمرأة العربية والمغربية، بمناسبة اقتراب اليوم العالمي للمرأة، التي يتزامن مع الثامن من آذار/مارس من كل عام، قالت خديجة الزومي إن النساء العربيات بشكل عام تنتظرهن الكثير من التحديات، وعليهن النضال من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق انخراطهن في كافة مناحي الحياة، وبالنسبة للمرأة المغربية تقول خديجة الزومي إن لديها خصوصية حيث تعمل داخل وخارج البيت، وتربي أبناءها وتساعدهم على مراجعة الدراسة وترافقهم إلى المدرسة وتحمل جميع هموم الأسرة المغربية، فهي عماد المجتمع المغربي، وبالتالي فهي تستمد قوتها من الطبيعة التي تعيش فيها وتستحق كل خير وتستحق أن يعاد إليها الاعتبار.
التحقت المناضلة السياسية والنقابية خديجة الزومي بصفوف منظمة المرأة الاستقلالية عام 1989، (وهي هيئة تسعى إلى خلق الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي لدى المرأة المغربية بصفة عامة وإشراكها في الحياة السياسية لتضطلع بدور فعال في بناء الوطن وتتبوأ المكانة اللائقة بها)، وتدرجت في هياكلها من خلال الكفاح اليومي، إلى أن انتخبت عضوة بالمكتب التنفيذي للمنظمة عام 2000، وانتخبت عام 2017 عضوة باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال.