رواية "الناجون" سيرة امرأة تكسر الصورة النمطية للمناضلة

سيرة ذاتية لجيل قاده النضال إلى مسارات وانكسارات عديدة، لاستحضار حقبة من السواد والألم، حملت في طياتها انتصار للحلم والمستقبل.

الزهرة رميج كاتبة مغربية خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وعضو في اتحاد كتاب المغرب، ترجمت أعمالها إلى الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإنكليزية، تنوعت إنتاجاتها الأدبية بين القصة والترجمة والقصيدة إلى أن نشرت عام 2007روايتها الأولى بعنوان "أخاديد الأسوار".

بينما كانت الرواية الثانية بعنوان "الناجون" صدرت عام 2022عن دار "فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة" في الأردن، طرحت فيها موضوع الاعتقال أو ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص.

عرضت الكاتبة من خلال أعمالها الروائية كل التطورات المجتمعية، فالحديث في صياغاته مسكون بالكشف عن خلفيات الوقائع، وقوة تأثيرها في المسار المجتمعي العام وما يعكس حقيقة مختلف الشخصيات المرصودة أو المرتبطة بالسرد في جوهرها أو على هامشه.

استعادت الرواية بعض تفاصيل حقبة هامة من تاريخ البلد، ومسارات الفاعلين المباشرين في مختلف المحطات، وعلى الأخص التجربة النضالية للقطاع الطلابي وما عرفته من وقائع وأحداث، فمن خلال تجربة ثلة من المناضلين والمناضلات وما ميز تصوراتهم من اختيارات عقائدية، تقوم على هدم أسس العلاقات المجتمعية القائمة على التمييز وتوسيع الفوارق بين مختلف الفئات.

فكانت هذه الراوية بمثابة سيرة ذاتية لجيل قاده النضال إلى مسارات وانكسارات عديدة، حيث استحضرت الكاتبة حقبة من السواد والألم، ولكن تحمل في طياتها انتصار للحلم والمستقبل، لتطرح سؤال على الناجين: ماذا بعد؟

العنوان حمل أملاَ يشع من عمق القيود، عن امرأة لم تتقن دور البطولة ولا تحبذ دور الضحية، فكسرت صورة النمطية للمناضلة لامرأة تحررت من كل القيود.

فإذا كانت أجساد المعتقلين تضعف تحت وطأة الإهانة والعنف والقتل في سراديب الاعتقال، فإن جسد الأنثى المعتقلة يتواطأ بكل عنف مع هذا الاقتحام القسري والعنيف الذي يمارس عليها.

هذا ما تحدثت عنه سامية التي وصفت ما تعرضت لها من تعذيب وخوف في السجون، وصفت أساليب التعذيب الجهنمية من ضرب أو تعليق أو إدخال الرأس في الماء المتسخ، وإغلاق الفم بالخرق المغموسة في روث الحيوان.