رواية "أحاديث جدتي"

روت الكاتبة من خلال خمسة قصص حكايات المصريين قبل الاحتلال الإنكليزي على لسان الجدة لحفيدتها، بهدف نشر الوعي بطريقة سلسة وبسيطة.

الكاتبة والاديبة سهير القلماوي (ولدت عام 1911-توفيت عام 1997) وكانت سياسية بارزة مصرية وهي من شكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة النسوية والمناصرة. كانت من السيدات الأوليات اللواتي ارتدن جامعة القاهرة وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي، بعد التخرج عينتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، كانت أيضاً من أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة ورئيسة الاتحاد النسوي المصري ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية.

نُشرت كتابتها التي تتضمن مجلدين من قصص قصيرة وعشرة دراسات نقدية والعديد من تراجم عالم الأدب، ساهمت في النضال لأجل حقوق المرأة ليس فقط عبر عملها الأدبي، ولكن أيضاً عبر مشاركتها في مؤتمرات المرأة العربية حيث نادت بمساواة الحقوق. عام 1960، كانت رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة، وفي عام 1961 أصبحت رئيسة أول اجتماع للفنون الشعبية.

من بين أكثر من ثمانين منشور لها، أول وأشهر عمل بعنوان "أحاديث جدتي" حكايات المصريين قبل الاحتلال الإنكليزي، صدرت الطبعة الأولى منها عام 1935، والطبعة الحديثة منها صدرت بالهيئة العامة المصرية عام 2010.

بينت الكاتبة من خلالها الدور الاجتماعي للإناث باعتباره الحافظ والمجدد لتأريخ المجتمع عبر السرد الشفوي بهذا العمل. يتألف هذا العمل من قصة جدة تحكي ذكريات الماضي لحفيدتيها. طورت خط هذه القصة بداخل النقد الاجتماعي ومنظور المدنيين الذين لزموا بيوتهم في زمن الحرب. تستنبط الجدة الأخلاق من ذكرياتها عن الأحداث وترسم مقارنة بين الماضي والحاضر، ودائماً ما تؤثر الماضي. لمحت الكاتبة عبر هذا العمل بأن حكايات الزوجات القديمة وقصص الجدات لما قبل النوم يمكن أن تحمل رسالة نسوية عميقة. كعديد من الأعمال الخيالية خلال حقبة الثلاثينات، تقدم مجموعة قصصها وصفا واقعيا لمجتمع الطبقة المتوسطة المصرية ونظرة عن المجتمع القروي بعين الطبقة المتوسطة.