كتاب "الفتاة الأخيرة"

سيرة ذاتية لأسيرة سابقة لدى مرتزقة داعش روت فيها قصتها المأساوية وتعرضها للعنف والاعتداء، لتكون شاهدة حية على إرادة إنسانية أبت الانكسار.

قدمت الناشطة الايزيدية العراقية نادية مراد باسي طه المولودة عام 1993في قرية كوجو، من خلال كتاب "الفتاة الأخيرة" قصة نجاتها من مرتزقة داعش واختيارها عام 2016 سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة.

قدم الكتاب صورة واضحة عن الهمجية التي تعرض لها الايزيديين من قبل مرتزقة داعش إلى جانب لمحات عن ثقافتهم، قصة مؤلمة ومؤثرة على لسان امرأة شجاعة كانت شاهدة على ممارسات تقشعر له الأبدان.

حصلت الناشطة نادية مراد على جائزة نوبل للسلام عام 2018 عن كتابها "الفتاة الأخيرة" الذي صدر عام 2017.

قسمت الكتاب إلى ثلاث أجزاء الأول يعرض تفاصيل حياتها ونشأتها في قرية كوجو الايزيدية في منطقة شنكال مع والديها وشقيقتيها وثمانية أشقاء، كان أكبر طموحاتها أن تصبح معلمة تاريخ في مدرسة البلدة، حيث كانت تبلغ من العمر واحد وعشرون عاماً قبل أن يقتحم مرتزقة داعش قريتها ويشتت عائلتها ويحطم أحلامها، في آب/أغسطس عام 2014، وصفت بألم مذبحة كوجو التي راح ضحيتها الآلاف من الأيزيديين الأبرياء من بينهم والداتها وستة من أشقائها، فيما فر بعضهم واختطف أخرين.

أم الجزء الثاني من الكتاب روت فيه تجربتها ومعاناتها مع المرتزقة بعد أن اختطفوها مع مجموعة من الفتيات وصل عددهن إلى سبعة آلاف فتاة كانوا يعاملوهن كجاريات وتم بيعهن في سوق النخاسة.

أسرت نادية مراد وتعرضت للاعتداء والضرب وحاولت الهرب منهم عدة مرات، في المحاولة الأولى تم القبض عليها من قبل الحراس والاعتداء عليها بشكل جماعي حتى فقدت الوعي، وفي المحاولة الثانية استطاعت الهرب واللجوء إلى عائلة من الموصل فقاموا بمساعدتها وإخراجها من المنطقة.

وأوضحت في الجزء الثالث من الكتاب تفاصيل هروبها وخروجها من مناطق سيطرة مرتزقة داعش ووصولها إلى كردستان العراق واستقرارها في السليمانية، من ثم تم ترحيلها إلى ألمانيا لتتلقى العلاج من الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرضت له. ظهرت لاحقاً في عدة مقابلات تلفزيونية ولقاءات دبلوماسية، كذلك ظهرت في عدة قنوات إعلامية مصرية روت من خلالها قصتها، وزارت الكثير من الدولة الغربية منها هولندا والسويد وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا، للمطالبة بتحرير المختطفات الإيزيديات لدى مرتزقة داعش، وحماية شعب يتعرض للإبادة، وحماية حقوق المرأة والطفل في جميع أنحاء العالم.

فكانت نادية مراد شاهدة على عنف مرتزقة داعش وناجية ولاجئة إيزيدية أجبرت العالم على الالتفات إلى الإبادة المستمرة للشعب الإيزيدي، كما أنها مثال حي على إرادة إنسانية أبت الانكسار والاستسلام.