وسط الحصار وقلة الإمكانيات نازحو عفرين يستقبلون الشتاء
- يقرع الشتاء الثالث أبواب خيم مهجري عفرين في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، وسط ما يعانيه الأهالي من اهتراء في خيمهم
فيدان عبد الله
الشهباء - يقرع الشتاء الثالث أبواب خيم مهجري عفرين في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، وسط ما يعانيه الأهالي من اهتراء في خيمهم، وأخرين يقطنون في منازل شبه مدمرة في ظل صعوبات في الحياة اليومية وسط استمرار الحصار وافتقار المنطقة لمادة المازوت.
بشن تركيا هجماتها براً وجواً على أهالي مقاطعة عفرين في 20 كانون الثاني/يناير 2018 واستهدافهم بموافقة من العالم على مدار 58 يوماً، أجبر الأهالي على النزوح قسراً لمقاطعة الشهباء والعيش في المخيمات والمنازل المهدمة.
تقول شيرين محمد (25) عاماً "نعاني ونواجه الصعوبات في حياتنا ضمن المخيمات وذلك على مدار 4 سنوات متواصلة. نصارع للحياة في الشتاء والصيف، خاصةً في ظل انتشار وباء كورونا والمهجرين صغاراً وكباراً يعانون من المرض ونزلات البرد من الآن، فكيف سيكون حالهم بقدوم البرد القارص وهطول الأمطار؟".
الحالة الاقتصادية والمعيشية المنهارة تؤثر على حياتهم ويزيد الشتاء الطين بلة "حالة الفقر التي نعيشها بعد أن نهبت تركيا ومرتزقتها أموالنا وممتلكاتنا، لا تسمح لنا بشراء الأدوية في ظل الغلاء، وكذلك مادة المازوت غير متوفرة بضغط وحصار النظام السوري على مقاطعة الشهباء".
وتساءلت شيرين محمد عن لامبالاة المنظمات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية لأحوال المهجرين "ألا ترى المنظمات الحقوقية والإنسانية حالنا، يستوجب وضع حلٍ نهائي لمعاناتنا. لا يستطيع الأطفال الخروج ففور تخطيهم لباب الخيمة تمتلئ أقدامهم بالأوحال، وبهطول الأمطار تتسرب المياه للخيم، وبينما نكون نائمين في ساعات الليل المتأخرة نفاجئ بتسرب المياه لخيمنا، فنضطر للاستيقاظ وترميم ما حولنا".
تقول علياء بلال (16) عاماً وهي تغسل الملابس على يدها أنها حزينة على ضياع مستقبلها في مخيمات النزوح "كبقية أبناء جيلي أطمح باستكمال تعليمي وتطوير مهاراتي وقدراتي، بدلاً من غسل الملابس وسط الخيم".
وعما يعانون منه في الشتاء بينت أن "المياه تتسرب لخيمنا، كما أن العواصف والهواء القوي في الشتاء يحلق بخيمنا في الهواء". مضيفةً "على الدول المعنية بحقوق الإنسان والطفل على وجه الخصوص محاسبة أردوغان على جرائمه وانتهاكاته بحق أهالي عفرين وإخراجهم من أرضنا ونأمل بالعودة قبل ازدياد المعاناة والمأساة بحلول فصل الشتاء".
في حين قالت آرين محمود (23) عاماً "خلال السنوات الأربع في المخيمات واجهنا الكثير من الصعوبات والعوائق في الحياة اليومية، وكل شتاء يمر علينا يأخذ الكثير من عافيتنا وصحتنا نفسياً وجسدياً".
وعن التدابير التي اتخذوها وخدمات الإدارة الذاتية الديمقراطية لمهجري عفري في المخيمات قالت "بالرغم من مساعي الإدارة الذاتية عبر بلديتها بترميم الأرضية وما حول الخيم لمنع تسرب المياه إلا أن لا أمان ولا دفء في الخيم البلاستيكية".
ومن الصعوبات التي يواجهونها في الخيم خلال فصلي الصيف والشتاء قالت "تعرضت الخيم لأربع سنوات من شتاء بارد وصيف حار حتى باتت الخيم اليوم مهترئة وغير صالحة للعيش ولا تحمي"، وأضافت "نعاني من صعوبة في نقل المياه من الخزانات لداخل خيمنا حيث أننا في كل مرة نبتل ونتعرض للبرد".
وطالبت آرين محمود المنظمات الإنسانية بالتوجه لمخيمات المهجرين في الشهباء ورؤية المعاناة والمأساة اليومية "عليهم تقديم المساعدات للمهجرين".
وعن التدابير والمساعدات التي تقدمها الإدارة الذاتية الديمقراطية بإمكانياتها الضئيلة قالت الإدارية في بلدية الشعب بمجلس مخيم سردم أمل قهرمان "ما نملكه من إمكانيات نقدمها لمهجري عفرين قبل حلول فصل الشتاء من مادة أسمنت، وبلوك، إلا أن هذه المواد غير كافية لإن مساحة كبيرة من الخيم مهترئة من الأرضية".
وأضافت "نأمل من المنظمات الدولية والإنسانية أن تبادر لمساعدة المهجرين وتقديم العون لهم، خاصة في ظل ما يفرضه النظام السوري من حصار خانق على أهالي المقاطعة ومنع مادة المازوت من الدخول بالإضافة لافتقارها الأدوية".