نساء مدينة منبج يؤكدنَّ على الاستمرار بالمقاومة
أكدت نساء مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، بمختلف مكوناتهن على الاستمرار في النضال ومقاومة الاحتلال التركي
سيبيلييا الإبراهيم
منبج ـ ، مطالبات الدول الضامنة بتحمل مسؤولياتها ووضع حد للانتهاكات التركية بحق شعوب المنطقة.
ازدادت في الآونة الأخيرة التهديدات التركية على المنطقة إلى جانب الهجمات المستمرة التي تقوم بها من خلال الطائرات المسيرة والمرتزقة الذين يستهدفون القرى الحدودية للمناطق المحتلة.
وطغت على المشهد ردود الفعل الرافضة التي خرجت من قبل أهالي المنطقة، مؤكدين على استمرار بالمقاومة، والسير على خطى الشهداء واستكمال مسيرة ثورة روج آفا.
تقول نسرين العلي وهي من المكون الكردي "أثار مشروع الأمة الديمقراطية الذي بدأ تطبيقه بعد تحرير مدينة منبج بشكل أكبر سخط الدولة التركية التي اعتدت مراراً وتكراراً على المنطقة محاولةً النيل من المشروع".
وبينت أن تركيا اتبعت كافة الأساليب لاحتلال المنطقة ومارست أبشع الجرائم بحق الإنسانية، "تسعى لضرب مشروع الأمة الديمقراطية الذي أصبح النموذج الأفضل لحل الأزمة السورية، وتقوم باستهداف المدنيين العزل بالطائرات المسيرة". مؤكدةً أن تركيا هي من كانت تمول تنظيم داعش الإرهابي "بعد أن انتهى وجود داعش في المنطقة باتت تركيا تهدد الأهالي وتستهدفهم بشكل مباشر من خلال الهجمات المستمرة التي تقوم بها على المنطقة".
وتحررت مدينة منبج من مرتزقة داعش على يد قوات مجلس منبج العسكري في 15 آب/أغسطس 2016، بعد معارك دامت لمدة 73 يوماً.
على جميع شعوب شمال وشرق سوريا التكاتف لصد الهجمات التركية للحفاظ على مكتسبات الثورة التي تحققت بفضل دماء الشهداء من كافة المكونات والحديث لـ نسرين العلي "للتصدي للاحتلال يجب على جميع المكونات تنظيم أنفسها تحت سقف مشروع الأمة الديمقراطية لإفشال المشروع التركي الذي يسعى لإعادة أمجاده العثمانية من خلال تطبيق الميثاق الملي ومعاهدة لوزان"، مضيفةً "بعد أعوام تسعى تركيا بكافة الوسائل لاحتلال كافة الأراضي التي كانت ضمن الخلافة العثمانية التي احتلت المنطقة لمئات الأعوام".
ومعاهدة لوزان هي اتفاق سلام تم توقيعه في مدينة لوزان السويسرية عام 1923 بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا، من جانب، وحكومة الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، من جانب آخر، ونصت بنود المعاهدة على استقلال تركيا وتحديد حدودها.
أما الميثاق الملي فقد اتفق عليه في عام 1920، عندما أمر مصطفى كمال أتاتورك بعقد البرلمان العثماني، المعروف باسم "مجلس المبعوثان"، وانتهى الاجتماع بالإعلان عن "الميثاق الملّي"، الذي ينص على ضم تراقيا الغربيّة، وجزر بحر إيجة، وجزيرة قبرص، إضافة لاعتبار الكرد أتراكاً.
ووصفت نسرين العلي الدولة التركيا بـ "محتلة وإرهابية"، مؤكدةً أن شعوب شمال وشرق وسوريا لا يقبلون باحتلال مناطقهم.
أما حياة سالم وهي من المكون التركماني فأكدت أن شعوب شمال وشرق سوريا تسعى لإنهاء الحروب والعيش بسلام، إلا أن تركيا تستمر باستهدافهم "لا داعي لكل هذه الحروب. نريد إيقاف هذه الحرب الهمجية"، وأضافت "تركيا تستهدف المدنيين العزل وتسعى لزرع الفتنة بين مكونات المنطقة ليسهل عليها احتلالها". وأكدت "جميع المكونات ستكون يداً واحدة وموقفنا واحد وهو رفض للاحتلال التركي".
وبينت أن الاستهداف المستمر لهم لن يزيدهم إلا عزيمة "القصف الذي استهدف مقاطعة كوباني بالطائرات المسيرة قبل أيام أعطانا الدافع أكثر للاستمرار بالمقاومة، وبالتأكيد سنبقى صامدين ونقاوم، وسنبقى متكاتفين ضد هذه الهجمات الهمجية".
وشددت على ضرورة الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا "نناضل للاعتراف بالإدارة الذاتية التي تسعى تركيا للنيل منها، وسوف نبقى صامدين في وجه الهجمات على مناطقنا والحرب التي تشنها تركيا ضدنا، لنحافظ على مكتسبات الثورة".
وتأسست الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا عام 2018، وتم تشكيل 7 إدارات ذاتية ومدنية فيها.
أما عن الدور الذي يقع على عاتق المكونات للتصدي للاحتلال قالت حياة سالم "مشروع الأمة الديمقراطية هو الذي أعطانا كل هذه الحقوق، بدورنا سنحافظ على استمرار المشروع حتى تحقيق العدل والمساواة وحرية كافة الشعوب".
وفي ختام حديثها قالت إن شعوب شمال وشرق سوريا يرفضون أي تدخل خارجي "سنبقى متكاتفين مع بعضنا البعض ولا نقبل أي تدخل خارجي في البلاد، ونطالب الجهات المعنية بإيقاف هذه الحرب من خلال خروج الدول من سوريا".
فيما قالت سناء رجب وهي من المكون الشركسي "تحاول تركيا زرع الفتنة وتفكيك مكونات المجتمع، وتتخذ من القصف على المناطق الحدودية وسيلة لتهجير الأهالي ليسهل عليها الاحتلال"، وأضافت "تسعى للنيل من الشعب السوري وزعزعة الاستقرار في مناطقنا، لكنها لن تنال مرادها".
وأبدت رفضها القاطع للهجمات والتهديدات التركية على المنطقة، كما طالبت المجتمع الدولي وأصحاب الضمير الحي بوقف تركيا عند حدودها، "أقول لجميع المكونات في مناطقنا لنبقى صامدين ويد واحدة، فعندما نكون متكاتفين تركيا لن تستطيع فعل شيء في مناطقنا".
خولة تمو وهي من المكون العربي قالت "في الوقت الذي يطالب فيه كل السوريين بإنهاء الحرب وعودة الأمن والأمان، ينتهك المحتل التركي جميع الاتفاقيات، ويقصف المناطق الآمنة والآهلة بالسكان".
وبينت أن "هذا الاعتداء الصارخ عمل اجرامي وإرهابي، يضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا".
كما طالبت المجتمع الدولي بإحالة هذه الجرائم إلى القضاء، ودعت الضامنين في المنطقة لتحمل مسؤولياتهم ومنع محاولة إشعال فتيل الحرب لتعيش جميع المكونات بأمان.
وتعتبر روسيا وامريكا من الدول الضامنة في مناطق شمال وشرق سوريا.