سردشت... أزمة المياه تفاقم معاناة النساء

وضعت أزمة المياه في مدينة سردشت شرق كردستان، النساء أمام تحديات يومية هائلة، بدءاً من حمل المياه للاستخدام المنزلي إلى مواجهة المشاكل الجسدية والصحية الناجمة عن نقص المياه النظيفة.

لاله محمودي

سردشت ـ على الرغم من وفرة الموارد المائية في سردشت، إلا أن الحصول على مياه الشرب الصالحة للشرب أصبح مشكلة كبيرة لسكان هذه المنطقة، خاصة النساء والقرويين ومربي الماشية.

في القرى تواجه النساء المسؤولات عن توفير المياه لأسرهن، مشاكل أكثر من غيرهن، وبينما أنفقت الحكومة الإيرانية مئات المليارات من التومان لنقل المياه من نهر الزاب إلى بحيرة أورمية، فإن سكان سردشت خاصة في المناطق الريفية، محرومون من أبسط حقوقهم، وهو الحصول على المياه الصالحة للشرب.

فغالباً ما يضطر مربو الماشية الذين يعتمدون على الينابيع والأنهار لتوفير المياه لماشيتهم لقطع مسافات طويلة للعثور على مصادر المياه، ولم تقلل هذه الظروف من إنتاجيتهم فحسب، بل فرضت عليهم أيضاً الكثير من الضغوط الاقتصادية والمادية.

 

آثار أزمة المياه على المرأة والمجتمع الريفي

يؤدي الفقر وعدم المساواة في السلطة والتمييز بين الجنسين إلى تفاقم أزمة المياه بشكل كبير، حيث تحتاج النساء، وخاصة في المناطق الريفية، إلى المياه لتلبية احتياجاتهن الصحية والمنزلية، وتكن أكثر عرضة للخطر عندما تواجهن الجفاف، حيث أن عدم القدرة على الوصول إلى المياه المنقولة بالقنوات يجبر النساء الريفيات على قطع مسافات طويلة للوصول إلى الينابيع والأنهار كل يوم للحصول على المياه النظيفة، تؤدي هذه الحالة إلى مشاكل جسدية وتعطل حياتهن اليومية بشدة.

ويواجه القرويون أيضاً مشاكل مماثلة؛ وهم لا يحتاجون إلى المياه للاستخدام المنزلي فحسب، بل لري أراضيهم الزراعية، وأدى نقص المياه النظيفة وصعوبة الوصول إليها إلى انخفاض الإنتاج الزراعي والحيواني وتعريض الأمن الغذائي لهذه المناطق للخطر، وقد جعلت هذه القضايا مجتمعة الظروف المعيشية في قرى سردشت صعبة للغاية، كما تسببت في تعامل القرويين مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية أكثر من أي وقت مضى.

وفي بعض قرى سردشت لا توجد حتى الآن مياه منقولة عبر القنوات، ويحرم الناس من الوصول إلى المياه والكهرباء والغاز وحتى الطرق.

حيث تقول فاطمة. ن (53 عاماً)، من قرية حرزاني "أحتاج إلى الماء لتنظيف المنزل والطهي، وكل يوم أضطر للذهاب إلى النافورة عدة مرات، وهذا أمر متعب، لو كان لدينا كهرباء، لأصبح بإمكاننا على الأقل حفر الآبار وتسهيل الوصول إلى المياه".

وتقول مريم. ر (45 عاماً) عن مشاكل مشابهة "في الصيف، أزرع مع وزوجتي، ونقوم بجلب الماء والقيام بأعمال المنزل، وهو أمر متعب جداً، والعديد من النساء في القرية تعانين من مشاكل جسدية مثل آلام الظهر والرقبة بسبب هذا العمل الشاق"، مشيرةً إلى المشاكل الصحية الناجمة عن المياه غير الصحية، معربةً عن استيائها من عدم الاهتمام بتحسين الظروف المعيشية لهذه المناطق.

ويعاني مربو الماشية أيضاً من نقص المياه الصالحة للشرب لمواشيهم، تقول إحدى مربيات الماشية المحليين "في فصل الصيف، يصبح العثور على ما يكفي من المياه لماشيتنا تحدياً كبيراً، "في بعض الأحيان يتعين علينا الذهاب إلى أماكن بعيدة للعثور على المياه، الأمر الذي يستغرق الكثير من الوقت والطاقة ويضر بمواشينا".

حالياً، في قرى سردشت والعديد من مناطق إيران، الوضع مزري ولا تتوفر خدمات استخراج المياه بالطريقة التقليدية، ولم يتم تنفيذ خطط الخدمات التي تطالب بها الحكومة في هذه المناطق ويعاني الناس من مشاكل عديدة.

 

ضرورة تعزيز القيادة النسائية والاهتمام بمعارفها

مجال الطاقة يهيمن عليه الرجال في الغالب، وغالباً لا يتم تضمين النساء في مناقشات السياسات والتخطيط، لكن الأدلة تظهر أن البلدان التي تتمتع بمشاركة سياسية أكبر للنساء والشركات التي تتمتع بقيادة أكثر توازناً بين الجنسين لديها سياسات أقوى في مجال تغير المناخ.

إن زيادة حضور المرأة في القيادة يمكن أن يساهم في ممارسات تجارية أكثر استدامة وإدارة أفضل للأزمات البيئية، وللتعامل مع هذه الأزمات، لا بد من التوجه نحو نموذج اقتصادي مستدام، موجه نحو البيئة، لا يحترم الطبيعة فحسب، بل يساعد أيضاً على المشاركة الفعالة للمرأة في صنع القرار.