صحفية مصرية: إنهاء العزلة باتت مطلب دولي

ذكّرت الصحفية المصرية المتخصصة بملف المرأة، فاتن صبحي، بالحملة المحلية التي انطلقت في مصر رديفة للحملة الدولية المنادية بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، معتبرةً أن المصالح المشتركة مع تركيا وغيرها كانت الدافع وراء تجاهل الكثير من الحكومات.

أسماء فتحي

القاهرة ـ خلال الأشهر الماضية انطلقت حملة عالمية للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ 26 لاعتقاله من قبل السلطات التركية.

 لم تخمد الأصوات المنادية بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان خلال الـ 26 عاماً الماضية، ومنذ أكثر من عام انطلقت الحملة العالمية الداعمة له في العديد من الدول تحت شعار "الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية".

وخلال الأعوام الأخيرة حدث حراك في المياه الراكدة بشأن القضية الكردية بشكل عام وما يتعرض له القائد عبد الله أوجلان من تقييد ومنع الزيارات والتواصل مع الخارج على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي يضع المجتمع الحقوقي الدولي في مسائلة حول ما يتعرض له الشعب الكردي من انتهاكات على يد السلطات التركية.

حيث قالت الصحفية المصرية المتخصصة في ملف المرأة، فاتن صبحي، إن مبادرة محلية انطلقت من مصر منذ نحو شهر ونصف للمطالبة بالإفراج عن القائد عبد الله أوجلان، وتحسين وضعه داخل السجن، مؤكدةً أنه يتعرض لانتهاكات جسيمة على يد السلطات التركية، فضلاً عن التعنت الذي يتعرض له من خلال منعه من لقاء محاميه أو أفراد أسرته.

ولفتت إلى أنه بعد إطلاق الحملة بشهر تمكن ابن شقيقه من مقابلته وهي خطوة على المسار الصحيح كونها قد تكون بادرة تغيير، موضحةً أن الكثيرين يرون في ذلك خطوة تمهيدية للاستجابة للمطالبات التي خرجت من دول عدة منها مصر.

وذكرت أن المبادرة تسعى للتشبيك مع الأحزاب على مستوى الشرق الأوسط وهناك خطوات ربما تأتي بنتائج أكبر على صعيد التعامل مع تلك الأزمة التي تعد انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مشيرةً إلى أن المبادرة تنادي بالحرية الجسدية للقائد عبد أوجلان وذلك لكونه حبيس الجسد بينما نتاجه الفكري والثقافي عميق في الكثير من الملفات والقضايا والتي منها ما يتعلق بالبعد النسوي والبيئي وكذلك مشاكل ذهنية الشرق الأوسط وغيرها.

وحول تفاصيل المبادرة أوضحت فاتن صبحي أنه أسسها عدد من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين والمفكرين والمثقفين المصريين للمطالبة بالعديد من الأمور على رأسها سرعة الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان، لافتةً إلى أن المبادرة تضمنت مطالبات أخرى منها تحسين أوضاعه في السجن، فضلاً عن محاولة القائمين عليها للكشف عن الانتهاكات التي يتعرض لها والتضييق الغير مبرر من المؤسسات التي تدعي أنها تحمي وتساند الحقوق الإنسانية والحريات.

واعتبرت أن المصالح المشتركة مع تركيا وغيرها كانت الدافع وراء تجاهل الكثير من الحكومات والأنظمة لتلك القضية وإهمالها خلال السنوات الطويلة الماضية، مؤكدةً أن من يدفع ضريبة ذلك هو الشعب الكردي والقائد عبد الله أوجلان في المعتقل.

وحول النتائج المرتقبة كشفت فاتن صبحي، أنه حتى اليوم لم تتحقق النتائج المرجوة التي انطلقت لأجلها تلك المبادرة وغيرها من الحملات الدولية لكون القائد عبد الله أوجلان مازال يقبع في ظل عزلة مشددة تُنتهك خلالها جميع القوانين والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، معتبرةً أن تحريك المياه الراكدة أحد مطالب الحملة حتى يكون هناك تنشيط لواقع الرأي العام الدولي للمطالبة بالإفراج عنه في جميع الدول، مؤكدةً أن تلك المطالبات ستستمر ولن تنطفئ في أي وقت.

ولفتت إلى أن هناك محاولات دؤوبة من المشتركين في تلك المبادرة للتواصل مع أحزاب وحقوقيين على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة ككل، فضلاً عن السعي لتداول القضية حتى تصل لمحكمة العدل الدولية وهو أمر يتطلب مسارات طويلة من النضال إلى أن يحدث ذلك ويتحقق المأمول بإعادة محاكمته مرة أخرى.

وأكدت أن المبادرة وحدها غير كافية وأن الأمر يحتاج لتكاتف دولي حتى يتم التشبيك والعمل في مسارات متعددة من أجل الوصول للهدف منها، مرجعةً غياب الاهتمام الدولي بقضية القائد عبد الله أوجلان أو الشعب الكردي بشكل عام للمصالح الدولية مع الحكومة التركية، مضيفةً أن ذلك الأمر خلق تشكيك حول حقوق الإنسان ومدى حقيقة ما يُطرح على الصعيد الدولي بشأنها كونها تكاد أن تكون مجرد شعارات خاوية من أية مضامين واقعية.

وتوقعت أن الحراك من شأنه أن يغير الواقع ويخلق رأي عام دولي للإفراج عن القائد عبد الله أوجلان وهو الأمر الوحيد الذي سيتم من خلاله الانتصار للحقوق التي طال انتظارها.