شابة فلسطينية تقود حملة "ليش نهاجر" رفضاً لمخططات التهجير

تسلط حملة "ليش نهاجر" التي تقودها نسمة عيسى، الضوء على مخاطر التهجير والأطماع الإسرائيلية في أراضي قطاع غزة التي باتت توسع سيطرتها العسكرية على العديد من المناطق.

رفيف اسليم

غزة ـ مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية والأمريكية حول تهجير السكان من قطاع غزة تارة لمنطقة أمنية عازلة بأقصى جنوب القطاع، وتارة أخرى إلى دول مستضيفة، قررت الشابة نسمة عيسى الانطلاق بحملتها "ليش نهاجر" لدعم صمود الغزيين، ورفع الروح المعنوية لديهم، وللتوعية حول أهمية تمسك الفلسطيني بأرضه مهما اشتدت الظروف الخانقة التي تفرضها القوات الإسرائيلية على أرض الواقع.

نسمة عيسى منسقة الحملة، تقول إن حملة "ليش نهاجر" هي حملة إعلامية توعوية تهدف إلى تسليط الضوء حول مخاطر التهجير والأطماع الإسرائيلية في أراضي قطاع غزة التي باتت توسع سيطرتها العسكرية على الكثير من مناطقه مؤخراً لتصل لما يقارب 70%، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في بقائه على أرضه.

وكانت فكرة الحملة هي نتاج لعدة مناقشات ضمن مجموعة غالبية أفرادها من الشابات اللواتي تؤكدن على أهمية رفع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني في تلك الأوقات العصيبة التي يمر بها على وجه الخصوص، من خلال التركيز على القضايا التي تشغل الشارع الفلسطيني.

ولفتت إلى أنه لا أحد من الممكن أن يتوقع حجم مخاطر التهجير على الشعب الفلسطيني مرة أخرى، لذلك ترى أنه من الأفضل تركيز الجهود في الوقت الحالي حول عدم التعامل لا مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تفريغ الأراضي للحصول على حفنة من المساعدات الإنسانية.

وتابعت أن الحملة انطلقت من مواقع التواصل الافتراضي خاصة" فيسبوك"، عبر التغريد على الوسم من خلال العديد من الفيديوهات، والصور، والقصص المدعمة بنص القانون الدولي، وتناول التصريحات والمواقف الرافضة للتجهير وبالأخص الخارجية المصرية التي قدمت عدة مبادرات لوقف إطلاق النار بشكل دائم في قطاع غزة، ولا تزال تحاول لكبح القوات الإسرائيلية من ارتكاب المزيد من الجرائم باستمرار الحرب.

وتخللت أنشطة الحملة أيضاً رسم الجداريات في أكثر الشوارع النابضة بالحياة في مدينة غزة، وقد اندهشت نسمة عيسى من ردة فعل المارة الذين أخذوا يلتقطون الصور مع تلك الجدارية بل ويتفاعلون معها بشكل إيجابي لدعم الحملة والتأكيد على موقف الفلسطيني الدائم وهو الثبات في أرضه.

ولفتت إلى أنه تبع ذلك العديد من الجلسات التوعوية والمناظرات التي عُقدت بين الشباب الجامعي لرصد ردة أفعالهم حول ما يروج له بالإعلام الدولي حول مستقبل القطاع والتهجير، إضافة لمقابلات من الشارع تؤكد على أهمية حصول الفلسطينيين على حياة كريمة في أرضهم، كما يعيش بقية شعوب العالم آمنين في بلادهم.

وأشارت إلى أن الحملة محلية غطت عدة مدن في قطاع غزة، لكنها تفاجأت بتفاعل مواطنين من الضفة الغربية عبر الوسم مستفيدين من تقنيات الفيديو وكتابة القصص للتعبير عن تضامنهم ورفضهم لما يحدث في غزة، كما حظيت باهتمام الفلسطينيين المغتربين عبر دعم ومشاركة المنشورات، مشددة على أهمية القيام بالعديد من الحملات المشابهة لرفع الوعي المحلي والإقليمي والدولي بمخاطر التهجير.

وفي ختام حديثها، أكدت نسمة عيسى، أن رسالتها للمجتمع الدولي هو إيقاف تلك الإبادة في أسرع وقت فكل يوم يمر يعني موت عشرات النساء والأطفال دون اقترافهم أي ذنب يذكر، لافتة إلى عرقلة القوات الإسرائيلية للحياة الاجتماعية التي يحاول الناس خلقها من جديد باستهدافها المقاهي ونقاط التعليم، ومراكز الإيواء، ومفترقات الطرق العامة، وتدمير خطوط المياه، ومنع الغذاء لن ينال من صمود الفلسطينيين ولن يدفعهم لترك أرضهم.