رشا العبيدي: الإعلامية العراقية تعيش تحت الضغوط
في خضم الصراع السياسي أصبح العاملون في مجال الإعلام وقود لجانب من هذا الصراع المنضوي تحت المكائد والخروقات المجتمعية
غفران الراضي
بغداد ـ ، فالتسقيط والتخويف أسلوبان لم يعد استخدامهما سراً، خاصة إذ كان المقصود امرأة في مجتمع يعشق الوقوف ضدها بهذين السلاحين.
تقول الإعلامية العراقية رشا العبيدي والتي دخلت مجال الإعلام منذ سنوات كمذيعة أخبار في عدة محطات كان آخرها قناة الشرقية، أن اساس الحفاظ على الاتزان الإعلامي يعتمد على مهنية الشخص وثباته في ميزان التوجه السياسي، وترى أنها تنتمي للحياد في عملها "لم أنتم لأي جهة سياسية ولم أقف بجانب جبهة ضد أخرى في صراعهما السياسي، وهذا أساس التوازن المهني ليكون الإعلامي حراً محافظاً على كلمته الحرة".
وتضيف "من مبدأ المهنية عليك أن تعرف حدود عملك الإعلامي، وتكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقك، خصوصاً في بلد يعاني من كيد الحرب الإعلامية والأزمات السياسية، لذلك أنا أركز على عملي، ولا أملك أسلوب الوصولية للحصول على منصب أو جاه، فالإعلام مهنتي وليس طريق للعبور إلى مأرب أخرى".
الإعلامية في العراق تعيش تحت الضغوط
تقول رشا العبيدي "في وضع مربك تجري فيه مجريات الفصول الأربعة بتتابع غير مستقر، من الطبيعي أن يعيش المواطن العادي وضع اللااستقرار، فكيف بالإعلامي الذي يعاني من ضغوطات العمل وملابساته، وتوجسات ردات الفعل المختلفة، ونحن يومياً نقرأ خبر اغتيال وخطف الإعلاميين والصحفيين والناشطين".
وتضيف "أسمع يومياً عن حجم الضغوط التي يتعرض لها صحفيين وإعلاميين، ونسمع عن شجب واستنكار، لكن هذا ليس كافيا لحماية مواطنين ليس لهم ذنب إلا أن مهنتهم الإعلام".
التسقيط والتشهير أداة الضعفاء
تقول رشا العبيدي في موضوع التشهير والتسقيط الذي تتعرض له المرأة المنخرطة في مجال السياسة أو الإعلام، لتكون هي مفتاح لبوابة الضغط ضد هذه الجهة أو تلك "في معترك الخلافات السياسية ومنافسة التحيز الإعلامي ومع كل حملة انتخابية نجد أن البوصلة تتجه نحو تسقيط حزب أو جهة إعلامية، يقع هذا التسقيط على العنصر النسوي لتكون المرشحة أو الإعلامية الفلانية هي الفريسة التي من خلالها يصلون إلى الهدف المنشود".
وتضيف "التسقيط والتشهير سلاح الضعفاء، حيث لازال بعض المتخاصمين يعتقدون أن بإمكانهم أن يسحبوا الحس الذكوري في المجتمع إلى ساحة صراعهم، لكن لا ننكر أن هناك تحول مجتمعي ضد هذه النظرة القاصرة والمتخلفة ضد المرأة، كما أن حملات نسوية مؤثرة كان لها كلمة ضد هذه الطرق الملتوية في استهداف الآخر إعلامياً".
وتؤكد رشا العبيدي أن "الإعلامية التي تعمل ضمن دستور المهنة وبشرف كلمة الحق، تستطيع أن تتخطى الكثير من المصاعب لتثبت نفسها". وتجد أنه من الضرورة أن يكون هناك منظمة تعنى بحقوق الإعلاميات العراقيات، لمساعدتهن على مواجهة أي ضغط أو تهديد يتعرضن له أو أي محاولة للتسقيط والتشهير بهنَّ.
وقالت في ختام حديثها "ربما حان الوقت للعمل بجدية على تأسيس منظمة تعنى بالإعلاميات والحفاظ على حقوقهن، في حال تعرضنَّ لأي ضرر أو محاولة للتشهير أو التسقيط أو أي حدث يطرأ قد يعرض حياتهنَّ للخطر".