ناشطات: التضامن النسوي يوصل صوت النساء إلى المنابر الدولية
أثارت حادثة اغتصاب ومقتل طبيبة في الهند ردود فعل غاضبة من قبل الناشطين على ما تتعرض له المرأة من قتل واغتصاب وعنف في ظل عدم سن قوانين تحميهن.
سارة جقريف
الجزائر ـ أكدت ناشطات جزائريات على أن حادثة اغتصاب وقتل امرأة في الهند ليست بجديدة بل هي ظاهرة منتشرة في مختلف دول العالم خاصة في المجتمعات التي تعاني من الكبت وتحد من حرية المرأة، كما هو الحال في الهند.
استنكرت الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة والإعلامية سليمة مليزي، جريمة اغتصاب وقتل طبيبة مؤخراً في الهند، التي أثارت غضباً شعبياً في البلاد وتقول "إن قتل طبيبة شابة جريمة في حق إنسانة تسعى لخدمة المجتمع، وتعتبر جريمة في حق المرأة"، مضيفةَ أن العالم يشهد تطوراً متسارعاً وانفتاحاً على الثقافات والعلوم، مما يخول المرأة للعمل في قطاع الصحة والطب مثلها مثل الرجل، ولكن يجب توفير الحماية الكاملة للمرأة سواءً الطالبة أو العاملة لتحقيق طموحاتها.
ولفتت إلى أن اغتصاب الطبيبة ليس حالة شاذة، بل ظاهرة تتعرض لها الكثير من النساء في مختلف دول العالم خاصةً في المجتمعات التي تعاني من الكبت والتخلف وتحد من حرية المرأة وتغلق عليها، وتقيد اختياراتها في الحياة خاصة فيما يتعلق بالتعليم والعمل كما هو الحال في الهند والعديد من المجتمعات الأخرى "نجاح المرأة يثير غيرة الرجال ويدفعهم لممارسة العنف ضدها من بينها الاغتصاب وهي جريمة لا تغتفر، ومن الصعب الحد منها في ظل وجود رجال يعانون من عدم الاستقرار المادي والنفسي".
وأكدت أن جرائم الاغتصاب كثيرة جداً في البلدان العربية والإسلامية، لكن يتم التستر عليها بدعوى المجتمع المحافظ "اطلعت على العديد من الجرائم المسكوت عنها، ومن بينها جرائم اغتصاب ارتكبها آباء بحق بناتهن، وهنا أشير إلى أن السكوت والتستر جريمة أخرى، وخلافاً لذلك إذا نظرنا إلى جريمة اغتصاب وقتل الطبيبة الهندية، نلاحظ أن عدم التستر وتناولها من قبل وسائل الإعلام حولها إلى قضية رأي عام، وهو ما يساهم في محاربة جرائم الاغتصاب والحد منها".
وشددت على أن "التضامن وفضح العنف الممارس ضد النساء هو السبيل للحد من هذه الظاهرة التي تفاقمت في مجتمعاتنا لأن بعض العائلات تتستر عنها خوفاً من الفصيحة غير مكترثة بمعاناة الضحية التي ستواجه انهياراً نفسياً وعصبياً بسبب ذلك، وفي بعض الأحيان تجبرها على الزواج من المجرم وتلك جريمة أخرى في حق الفتاة التي ستجبر على العيش مع جلادها".
من جهتها أكدت الناشطة الجزائرية آسيا بلحاج على ضرورة تضامن المجتمع مع النساء المعنفات للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة التي تتفاقم يوماً بعد أخر في مختلف دول العالم، منددة بحادثة اغتصاب وقتل طبيبة في الهند مؤخراً.
وأشارت إلى أهمية طرح موضوع الاعتداء على النساء، لوجود الكثير من الحالات التي لاقت نفس مصير الطبيبة التي تعرضت للاغتصاب والقتل في الهند، وضرورة إيجاد حلول عاجلة للحد من هذه الظاهرة.
وترى أن المرأة لا تحظى بالحماية القانونية الكافية ولا حماية المؤسسات المعنية وهو ما يرفع درجة العنف ضدها، وأكبر دليل على ذلك ما حصل مع الطبيبة التي اغتصبت وقتلت في المشفى الذي تعمل فيه بالهند، مؤكدةً على أن حماية النساء من العنف يتطلب تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي عن مكانة المرأة ودورها في المجتمع وتشديد القوانين وتطبيقها بصرامة لضمان محاسبة المعتدين.
وعن أهمية تضامن النساء عبر القارات والتنديد بما حدث مع الطبيبة الهندية، أكدت أن هذا التضامن وسيلة لمواجهة العنف الذي تتعرض له المرأة ويفتح المجال لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات، وإيصال صوت النساء المعنفات إلى المنابر الدولية، مشيرةً إلى أن تكاتف جهود النساء من مختلف الثقافات والخلفيات يمكن أن يحدث تغيير حقيقي بفضل الضغط على الحكومات والمؤسسات وسن قوانين أكثر صرامة ودعم المجتمعات الأكثر تضرراً.
وشددت على أن تضامن النساء وكذلك الرجال مع الحوادث والقضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة تعد خطوة كبيرة نحو التغيير في زمن العولمة "أصواتنا بإمكانها خلق فارق في وجه الاعتداء على النساء وتعنيفهن وقتلهن".