ملتقى سوريانا للسيدات... محاولة للنهوض بواقع المرأة السورية
ملتقى سوريانا للسيدات الذي تأسس في عام 2016هو ملتقى يجمع سيدات سوريات يهدف لتنمية الثقافة لدى المرأة لبناء نهضة فكرية توعوية للمرأة السورية من خلال محو الأمية والعمل على تنمية قدراتها، وتأمين سبل العيش الكريم لها، والحد من العنف، وتطوير المرأة الريفية
أماني المانع
دمشق ـ .
اعترافاً منا بدور النساء اللاتي تركنَّ بصمة تجعل من عيدهنَّ يوماً مميزاً التقينا بمديرة ملتقى سوريانا للسيدات الناشطة في مجال المجتمع المدني ياسمين العينية وحدثتنا عن نجاحات الملتقى والتحديات التي تواجهه والحلول للارتقاء بوضع المرأة، وإشراكها في مراكز صنع القرار وعملية السلام.
ما القيم النسوية التي تحدد آلية عمل الملتقى؟
القيمة المجتمعية الأهم هي تنمية حس المسؤولية لدى النساء للمشاركة بشكل فاعل وأوسع في جميع المجالات وتمكينهنَّ من الدخول إلى سوق العمل، وخلق الوعي بحقوق الإنسان عامةً وحقوق النساء بشكل خاص لحمايتهنَّ بجميع السبل المتاحة.
ماذا قدمتم للاستفادة من إمكانات المرأة في مختلف المجالات، خلال أربع سنوات من العمل؟
الدورات متنوعة حسب الهدف المنوط بها، مثلاً في برنامج "حرفتي بيدي" نهتم بالجانب الاقتصادي وسبل العيش للنساء، من خلال دورات مهنية لصناعة الصابون والأعمال اليدوية، وإعادة التدوير وبازارات محلية لتسويق المنتجات.
وهنالك برنامج الصالون الثقافي وجلسات منوعة تتضمن مواضيع مختلفة تتعلق بالحياة المجتمعية والهموم النسائية، كجلسات توعية حول الحقوق القانونية والاتفاقيات والقرارات المتعلقة بحماية ومشاركة النساء مثل القرار ١٣٢٥، وجلسات تدريب وحوار عن أنماط التربية والمشاكل التربوية للأهل والمعلمين/ات.
وهنالك مشروع "علمني لغة" الذي يهدف إلى افتتاح دورات تعليمية في عدة لغات لمحو الأمية وتثقيف النساء والسعي لتمكينهنَّ العلمي والثقافي، وقد تم إنهاء ست دورات لتعليم اللغة الإنكليزية لمستويات مختلفة شملت 60 سيدة. بالإضافة لمشروع "الفسيفساء السورية" الذي يتضمن زيارات متبادلة عبر المحافظات السورية هدفها تمكين السلم الأهلي والتماسك المجتمعي.
كما لم يهمل الملتقى الجانب الصحي وكان ذلك من خلال برنامج صحي بعنوان "صحتك مسؤولية" والذي يهتم بدورات التوعية الصحية وخاصة للنساء. كذلك جلسات توعية عن الصحة الإنجابية، وعن الكشف المبكر لسرطان الثدي، وأثناء جائحة كورونا عملنا على التوعية من الوباء وتقديم مساعدات عينية للمجتمع المحلي. كما قامت عضوات الملتقى بفعاليات لذوي الاحتجاجات الخاصة في مناسبات مختلفة.
هل استطاع الملتقى ترسيخ الفكر النسوي في منطقة النبك كمنطقة ريفية؟
ساعد الملتقى بنشر القيم النسوية، وفكرة المشاركة النسائية ضمن منطقة النبك ويبرود وقرى أخرى في القلمون، وخلق مساحة لزيادة الوعي بحقوق النساء.
كيف يوازن الملتقى بين توعية المجتمع بدور المرأة ومساعدتها على الارتقاء بنفسها وبمجتمعها؟
يعمل الملتقى على ذلك من خلال المبادرات المجتمعية الريادية للنساء وبإدارتهنَّ لإبراز المرأة في المواقع القيادية ومشاركتها الفاعلة في المجتمع بشكل إيجابي.
هناك مسلمات فكرية اجتماعية فيما يتعلق بحقوق المرأة الريفية... ما البدائل التوعوية والتثقيفية التي يعمل الملتقى على ترسيخها في نشاطاته؟
يحافظ الملتقى بالمجمل على الجو الثقافي الحضاري وهوية سكان المنطقة ومراعاة البيئة الاجتماعية ودور المرأة الريفية في التنمية.
سُخرت بعض جهود الملتقى لمكافحة العنف من خلال جلسات في الصالون الثقافي للملتقى، كان هناك جلسات للتعريف بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، والعمل على حملة توعية للحد من تزويج القاصرات وخاصة في الأرياف.
ما الطريق الأمثل والأقوى اليوم لحماية المرأة السورية بشكل عام والريفية بشكل خاص؟
العمل على تمكين المرأة الريفية لدخول سوق العمل، وتنمية حس المبادرة والتطوع لتحفيز مشاركة النساء، ومساعدة بعضهنَّ للوصول لحالة نسوية مشتركة، والتأكيد على أهمية الموارد البشرية وبناء قدرات النساء لزيادة مشاركتهنَّ بشكل فاعل مجتمعياً.
ما الأدوار الجديدة المفروضة للحركات النسوية لتعزيز مكانة ودور المرأة؟
التأكيد على دور التنشئة السياسية والاجتماعية، والاستثمار بالموارد البشرية مع مراعاة عدم التمييز على أساس النوع الاجتماعي، فلا يمكن دعم الحقوق السياسية للمرأة دون دعم حقوق الإنسان الأساسية.
دور التعليم في التعريف بالأدوار الجندرية وتدريب وتأهيل المعلمين والمعلمات، وتأمين بيانات حقيقية علنية توضح عمل المنظمات المعنية بقضايا المرأة والابتعاد عن الاحتكار وسياسة التضليل. وكذلك خلق حلول ابتكارية والتفكير خارج الصندوق لزيادة مشاركة النساء وعدم التمييز على أساس النوع الاجتماعي. والعمل على خطة وطنية جامعة للنسويات والمنظمات المعنية بحقوق المرأة لتفعيل القرار ١٣٢٥، لأخذ التدابير اللازمة من أجل مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار.
أن أحد معوقات مشاركة المرأة السورية في مراكز صنع القرار وعملية السلام هو غياب استراتيجية وطنية شاملة، تتمحور حول كيفية جعل حركة المرأة السياسية جزءً لا يتجزأ من حركة المجتمع.
وكذلك الصورة النمطية للنساء السياسيات، والعمل الاحتكاري من قبل النساء أنفسهنَّ ومن قبل المؤسسات المعنية بتمكين المرأة. والتحيز المجتمعي ضد المرأة في مجال التعليم التقني والمهني، كذلك تدني مستوى وعي المرأة بحقوقها، والفجوة بين ما ورد بالدساتير والقوانين، وتكرار المواضيع المتعلقة بالنساء دون دراسة معمقة. جميعها تحديات تقف في طريق تطور المرأة في مختلف المجالات.