ما هو الدور المتوقع للنساء في الأرياف بعد سقوط النظام؟
العزلة التي فرضها المجتمع الريفي على نسائه جعلتهن يصدقن المعلومات دون التحقق منها، مما عزز الفجوات الفكرية والثقافية بين مختلف الفئات.

لميس ناصر
دمشق ـ لطالما كانت المرأة الريفية جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، لكنها ظلت مهمشة على عدة أصعدة، خاصة في ظل النظام السابق، ومع التغيرات الحاصلة، يطرح سؤال ما هو الدور المتوقع للنساء في الأرياف بعد سقوط النظام؟
ضرورة الانفتاح والتغيير
أكدت المهندسة المعمارية سميرة عباس، التي تعيش في ريف حمص منذ زمن طويل، أن أولى الخطوات لتطور المرأة الريفية هي التواصل مع الطوائف الأخرى والانفتاح على المجتمع. فالعزلة التي فرضها المجتمع الريفي على نسائه جعلتهن يصدقن المعلومات دون التحقق منها، مما عزز الفجوات الفكرية والثقافية بين مختلف الفئات. لذلك، ترى أن الاحتكاك بالآخر والانخراط في بيئات جديدة سيسهمان في تغيير طريقة تفكير المرأة الريفية وتمكينها من المشاركة في بناء المجتمع الجديد.
المرأة الريفية والمشاركة السياسية
على عكس الرأي السائد بأن النساء في الأرياف غير قادرات على المشاركة في الحياة السياسية، تؤكد أن المرأة الريفية مناضلة حقيقية، حيث تعايشت مع الواقع القاسي وعملت في الأرض، مما منحها قدرة على التكيف والإبداع. وتضيف أن انتقالها للمدينة جعلها تكتشف إمكانياتها بشكل أكبر، حيث تمكنت من التميز والاندماج بسرعة، ما يعكس قدرة نساء الأرياف على النجاح متى أُتيحت لهن الفرصة.
تحديات المرأة الريفية وفرص النهوض
وتشير سميرة عباس إلى أن المرأة الريفية تحتاج إلى مجموعة من الأدوات الأساسية لكي تتمكن من تطوير ذاتها، وعلى رأسها الاستقلال الاقتصادي من خلال مشاريع صغيرة أو فرص عمل مناسبة، ودعم منظمات المجتمع المدني التي تعمل على تمكين النساء، وفرص تعليمية وتدريبية تمنحها مهارات جديدة وتعزز ثقتها بنفسها.
وتوضح أن الوضع الاقتصادي المتدهور في الأرياف يشكل أكبر عائق أمام تطور المرأة، مما يجعل الحاجة إلى برامج دعم وتمكين أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وتقول سميرة عباس للريفيات "أرى فيكن الأمل، وأؤمن أنكن القادرات على التغيير، أنتن أساس النهوض بسوريا، وبإمكانكن بناء مستقبل جديد إذا حصلتن على الدعم والفرص اللازمة".
تحقيق السلم الأهلي والتمكين
من جهتها، ترى تمارة علي من المخرم الفوقاني بمدينة حمص أن الحديث عن دور المرأة في المجتمع يجب أن يبدأ بفهم احتياجاتها الفعلية، مشددة على ضرورة تمكينها من جميع النواحي، خاصة الاقتصادية والسياسية، مشيرةً إلى أن النظام السابق همّش المرأة تماماً، مما يتطلب إعادة بناء دورها في المجتمع بطريقة أكثر إنصافاً.
ومع سقوط النظام، تقف المرأة الريفية أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل دورها في المجتمع. وبالرغم من التحديات، فإنها تملك القوة والإرادة للمساهمة في بناء مستقبل جديد، شريطة أن تحظى بالدعم الكافي الذي يمكنها من تحقيق ذاتها والمشاركة الفعالة في جميع المجالات.